اعترف النائب الأول للرئيس الإيراني محمد رضا عارف، اليوم الأحد، بوجود هجوم سيبراني وراء تعطل عدد كبير من محطات الوقود في المحافظات الواقعة شمالي إيران الأسبوع الماضي.
وقال عارف في تصريحات صحفية إنه "تم الهجوم على نظام توزيع البنزين لدينا، وفي الهجوم السيبراني على نظام الوقود تعرضنا مرتين من المنفذ نفسه".
وأضاف عارف أن "الهجوم في العام الثاني كان نفس هجوم العام الأول على نظام توزيع البنزين، من المسؤول؟ يجب محاسبته، لقد تم إهمال هذا القسم".
وقال نائب الرئيس الإيراني، "نتابع موضوع الأمن في الصناعة برمتها بجدية. الإنسان العاقل لا يلدغ من الجحر نفسه مرتين، وأريد من وزير النفط أن يتابع بجدية مكافحة الهجمات السيبرانية في قطاع الصناعة النفطية بأكمله".
وشهدت العديد من محطات الوقود الأسبوع الماضي، ازدحامًا جراء تعطل عدد كبير منها في محافظات مازندران وجيلان والبرز وأردبيل وغيرها، فيما التزمت السلطات الصمت حيال ذلك.
وبرر مسؤول في محافظة جيلان هذا الازدحام الكبير بأنه بسبب توافد عدد كبير من المسافرين والسياح في آخر فترة العطلة من العام، وقال: "خلال الأسبوع الماضي استضاف أهالي جيلان ما يقرب من 6.2 مليون مسافر إلى المحافظة".
وأظهرت مقاطع فيديو نشرها إيرانيون من محطات الوقود انعدام البنزين، فيما يظهر آخرون أن السيارات تنتظر عدة ساعات للحصول على الوقود.
كما تحدثت وسائل إعلام إيرانية عن نقص البنزين، وتشكل طوابير طويلة في مناطق مختلفة من المحافظات الشمالية.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية أنه "في مدن مختلفة في غرب مقاطعة مازندران، تسببت الطوابير الطويلة للحصول على البنزين في تنكابان وعباس آباد ونشتارود وسلمانشهر ورامسر، التي كان بها أكبر عدد من المسافرين، في إرباك حتى السكان المحليين في المنطقة".
وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في أغسطس/آب الماضي، إنه ليس من المنطقي أن تستورد الحكومة البنزين بالدولار، وتبيعه للشعب بسعر مدعوم.
وأضاف بزشكيان أن هذا العمل مخالف لآراء الخبراء، فالحكومة التي لا تملك أموال الدواء والقمح ومدخلات الماشية ورواتب المتقاعدين، "لا تستطيع شراء البنزين بـ50 تومان، وتبيعه بـ10 تومان".
وظهرت قضية أسعار الوقود والطاقة في إيران في الأخبار مرات عديدة خلال الأشهر الأخيرة، وتزامنت مع انقطاع التيار الكهربائي وزيادة استهلاك البنزين.
وسبق أن قال وزير النفط الإيراني محسن باك نجاد، في أول يوم عمله بخصوص اختلال توازن الطاقة وخططه لتقليل استهلاك البنزين، إن الحل السعري لا يُعتبر لتقليل استهلاك البنزين، وهذه الوزارة تحاول وتساعد في سياسات الاستخدام مثل تشجيع استخدام السيارات الكهربائية لتقليل استهلاك البنزين.
ووقع هجوم سيبراني شديد في 26 أكتوبر/تشرين الأول 2021 على محطات الوقود في إيران لأول مرة، وتسبب في اضطرابات خطيرة في عملية التزود بالوقود في جميع أنحاء البلاد.
وفي 18 ديسمبر/كانون الثاني 2023، نُفِّذ هجوم إلكتروني واسع النطاق على محطات الوقود في إيران، مما تسبب في انقطاع واسع النطاق في إمدادات الوقود في جميع أنحاء البلاد، والذي استغرق حله يومًا تقريبًا. وأعلنت مجموعة إيرانية معارضة مسؤوليتها عن حادثة القرصنة على محطة الوقود.
