قصف مدفعي إسرائيلي على بلدة عيتا الشعب جنوبي لبنان
عبد الهادي كامل
يرى خبراء ومحللون سياسيون، أن الصراع الروسي الأوكراني قد يشهد تطورات مفاجئة خلال الأيام المقبلة، بعدما أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ تأييده الهجوم الأوكراني في منطقة "كورسك" الروسية، وعن حق أوكرانيا في الدفاع عن نفسها.
وأثارت تصريحات ستولتنبرغ المخاوف الأوروبية، بعد تأكيده أن الجنود والدبابات والقواعد العسكرية الروسية أهداف مشروعة بموجب القانون الدولي، وأن الحلف سيواصل دعم كييف عبر شحنات أسلحة ومعدات تعد "حيوية" للتصدي للغزو الروسي.
ويؤكد هؤلاء الخبراء لـ"إرم نيوز"، أن تصريحات الأمين العام لحلف الناتو تنذر بعواقب كارثية على الصعيد العالمي وتحديدًا الأوروبي، خاصة بعد قيام الرئيس الروسي بإصدار تعليمات له قبل أسابيع بنقل ترسانة الأسلحة الروسية مختلفة الأنواع والصواريخ النووية بالقرب من دول حلف الناتو لصد أي هجوم أوروبي محتمل.
وأشاروا، إلى أن التصريحات التي أدلى بها ستولتنبرغ تُعجل بالخطوات الروسية التي تسعى إليها منذ بدء توريد الدفعة الأولى من مقاتلات أف 16 وصواريخ شادو لكييف، وهي تعديل العقيدة النووية، وبمقتضى هذا التعديل يُسمح للقوات الروسية باستخدام الأسلحة النووية كافة للهجوم على الدول الأوروبية دون الانتظار لوقوع ضرر محقق على الأراضي الروسية.
مواجهة محتملة
وبهذا الصدد، قالت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذة العلاقات الدولية، إن تصريحات الأمين العام لحلف الناتو لن تتعدى كونها مجرد تصريحات كلامية، وإن المواجهة بين روسيا والناتو محتملة، ولكن ليس على المدى القريب؛ بسبب التغيرات الجيوسياسية والعسكرية التي تعاني منها دول حلف الناتو، والتي قد تستغلها موسكو بتحقيق ضربات هجومية ناجحة، وهو ما يخشى منه الناتو.
وأشارت الشيخ لـ"إرم نيوز"، إلى أن روسيا رغم استعدادها للمواجهة المباشرة مع دول حلف شمال الأطلسي، إلا أنها لا ترغب في فتح جبهات صراع متعددة في الوقت الحالي، رغم قدراتها على ذلك باعتبارها ثاني أقوى جيوش العالم، فالشاغل الأساسي لدى القوات الروسية الآن هو عودة هيبتها التي كُسرت في "كورسك".
وأضافت الشيخ "حال تحول التهديدات بين الناتو من مجرد تصعيد كلامي إلى تصعيد دفاعي، فإن نقطة الحسم ستكون للردع النووي ليس الروسي فقط، بل سيلجأ حلف الناتو إلى الولايات المتحدة، وفرنسا لاستخدام أسلحتها النووية لاتخاذ إجراءات مضادة ودفع المخاطر الروسية عن دولهم، وهو ما لا تسمح به واشنطن على الأقل في الوقت الحالي، بسبب حالة عدم الاستقرار التي تعيشها في خضم الانتخابات الرئاسية".
وتابعت، أن الحلف استعد مبكرا للتصعيد مع روسيا بعد موافقته على انضمام كل من السويد وفنلندا وهو ما يعني أن الدول كلها التي تقع على بحر البلطيق وبحر الشمال التي تحاصر موسكو جغرافيًّا أصبحت أعضاء في الحلف، بالإضافة إلى قرار التجنيد الإجباري داخل دول الحلف لحل أزمة نقص أعداد الجنود في الجيوش الغربية، وهي كانت إحدى التحديات التي تواجه الحلف دفاعيًا.
"عدم المخاطرة"
ويقول الدكتور توفيق حميد، المحلل السياسي والباحث في الشؤون الأوروبية، إن التصريحات التي أدلى بها ستولتنبرغ تعكس المخاوف الحقيقية لدول الناتو من تداعيات هزيمة أوكرانيا في صراعها مع روسيا، وهذه المخاوف ناجمة من الأزمات الطاحنة التي تمر بها دول الناتو، سواء كانت سياسية أو أمنية أو حتى عسكرية في دول الحلف كافة باستثناء الولايات المتحدة التي تحاول الابتعاد عن هذا المشهد في التوقيت الحالي.
وأضاف الباحث في الشؤون الأوروبية في حديث لـ"إرم نيوز"، أن ينس ستولتنبرغ حاول أن يُبرز للعالم وتحديدا لروسيا أن الغرب - حلف شمال الأطلسي - ما زال متماسكا وصاحب الكلمة الواحدة، خاصة بعد الخلافات والانشقاقات داخل الناتو التي بدأت تظهر إلى العلن، وآخرها تصريحات الرئيس البولندي بمشاركة دبابات وقوات بلاده في العملية العسكرية الأوكرانية داخل الأراضي الروسية، وهو عكس ما قالته الولايات المتحدة ودول الناتو بعدم مشاركة أي دولة في هذا الهجوم المباغت.
وتوقع عدم مخاطرة الناتو بالصراع المباشر مع روسيا، إلا أن من المنتظر زيادة الدعم العسكري بالمعدات والأسلحة والذخائر بكل أنواعها لتعزيز قدراتها الدفاعية وهزيمة القوات الروسية وشل قدراتها عن التفكير بمهاجمة الغرب مرة أخرى، وهذا ما تسعى إليه دول الناتو" بحسب حميد.