الفايننشال تايمز: أسلحة الأكراد قد تهدد التوغل التركي في سوريا
الفايننشال تايمز: أسلحة الأكراد قد تهدد التوغل التركي في سورياالفايننشال تايمز: أسلحة الأكراد قد تهدد التوغل التركي في سوريا

الفايننشال تايمز: أسلحة الأكراد قد تهدد التوغل التركي في سوريا

بعد 36 ساعة من إعطاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الضوء الأخضر لتوغل عسكري تركي في سوريا، عاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى عاصفة من المصالح والمطالب المتنافسة بعد رحلته في الخارج ليلة الثلاثاء.

ووفقًا لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، يحتاج الرئيس التركي إلى إرضاء ملايين الأتراك الذين ينتظرون بلا كلل عملية ضد المسلحين الأكراد السوريين، ولكن عليه أيضًا أن يحدد مساره بين إشارات مختلطة من الرئيس الأمريكي، فعلى الرغم من أن ترامب أمر القوات الأمريكية بالخروج من منطقة العملية التركية، إلا أنه نشر تغريدة في وقت لاحق يهدد فيها بتدمير تركيا اقتصاديًا إذا "تجاوزت الحدود".

وقال سولي أوزيل، خبير العلاقات الدولية في جامعة قادر هاس في إسطنبول، إن على الرئيس التركي أن يثبت أنه قادر على مواجهة تهديدات ترامب، دون تجاوز الحدود.

وأوضح أنه "لا بأس إذا استمرت المواجهة على المستوى الكلامي، ولكن لا يجب أن يدخل أردوغان في شجار مع الرئيس الأمريكي، فهو لا يريد مواجهة خطيرة تضطر ترامب لاتخاذ تدابير ضده، فقد سبق أن نشر ترامب في الصيف الماضي تغريدة أدت إلى انخفاض سعر الليرة إلى 7.2 مقابل الدولار".

حذر أردوغان منذ سنوات من أنه يريد مهاجمة الميليشيات السورية الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، التي تعتبرها تركيا إرهابية وتسيطر على مجموعة من الأراضي على الجهة الجنوبية لبلده، فهو يهدف لإحباط جهودهم لإقامة منطقة تتمتع بحكم شبه ذاتي على حدوده، كما تعهد أيضًا بتحويل تلك البقعة إلى "منطقة آمنة" يمكن استخدامها لإعادة توطين بعض اللاجئين السوريين الذين يعيشون في تركيا والذين يبلغ عددهم 3.6 مليون شخص.

وعلى الرغم من الإشارات المتضاربة التي يصدرها ترامب، إذ كرر أمس الثلاثاء تحذيراته، بينما أكد على زيارة أردوغان لواشنطن الشهر المقبل، يتوقع الكثير من المحللين أن الرئيس التركي لن يكون أمامه خيار سوى أن يأمر قواته المسلحة بالهجوم الذي طال انتظاره، والذي كشفت وسائل الإعلام التركية بالفعل عن اسمه الرمزي عملية "ينبوع السلام".

ويتوقع الخبراء أن يكون الهجوم الأولي، عبارة عن توغل محدود في المنطقة ذات الكثافة السكانية المنخفضة حول مدينة تل أبيض ذات الأغلبية العربية، التي تقع عبر الحدود التركية مباشرةً، هذا وقد تم بالفعل سحب القوات الأمريكية من المنطقة، وفقًا لمسؤول عسكري أمريكي.

وجمعت فرقة من الجيش التركي القوات والمعدات في مكان قريب، وسيتم توفير القوى العاملة من قبل تحالف الجيش الوطني السوري الجديد المدعوم من تركيا، والذي يتجمع على طول الحدود.

وعلى الرغم من أن الهجوم المحدود من شأنه أن يجنب أردوغان خرق "حدود" ترامب، إلا أنه قد يطرح تحديات أخرى.

فالجيش التركي هو ثاني أكبر جيش في الناتو، ولديه خبرة في عمليتين سوريتين سابقتين، وكذلك الحرب الحضرية ضد المسلحين الأكراد على الأراضي التركية، ولكن قوات سوريا الديمقراطية التي يهيمن عليها الأكراد، تعهدت بالدفاع عن نفسها "بأي ثمن".

ويعتقد بعض الخبراء أن قوات سوريا الديمقراطية لديها أسلحة مضادة للدبابات ومضادة للطائرات يمكن أن تشكل تهديدًا على القوات التركية.

ويصبح السؤال الرئيس بالنسبة لتركيا هنا هو ما إذا كانت ستتمكن من دخول المجال الجوي السوري، ففي العمليتين السابقتين في شمال غرب البلاد، سمحت روسيا بدخول القوات الجوية التركية المنطقة التي تعتبر خاضعة لنفوذها، ما مكن طائراتها المقاتلة من ضرب الأهداف قبل إطلاق الغزو البري.

إلا أن الولايات المتحدة منعت وصول تركيا إلى بيانات المراقبة والاستخبارات المشتركة، وفقًا لوكالة أنباء الأناضول التي تديرها الدولة.

ويقول كان كاساب أوغلو، خبير الأمن في مركز "إيدام" الذي يتخذ من إسطنبول مقرًا له، في مذكرة موجزة نُشرت أمس الثلاثاء إن "هذه الخطوة قد تكون بمثابة إجراء تمهيدي لإغلاق المجال الجوي في المنطقة بالكامل أمام الجيش التركي، وأي انتكاسات في استخدام القوة الجوية الثقيلة يمكن أن يؤدي إلى خسائر كبيرة في العمليات البرية".

كما يحذر بعض المحللين العسكريين من مخاطر "زحف المهمة" بالنظر إلى خطة أردوغان الكبرى لإنشاء "منطقة آمنة" سورية بعرض نحو 370 كم وعمق 32 كم.

وتساءل محلل الدفاع، متين غوركان "هل لدى أنقرة إستراتيجية واضحة المعالم للانسحاب؟"

وتشمل المخاطر المحتملة الأخرى التفجيرات الانتقامية التي تشنها الميليشيات الكردية في المدن التركية أو إبرام قوات سوريا الديمقراطية اتفاقًا مع الرئيس بشار الأسد، وهي فكرة طرحتها الجماعة مرة أخرى في الأيام الأخيرة، الأمر الذي سيجبر أنقرة على مواجهة الجيش السوري إذا أرادت الاستمرار.

وقد يحظى أردوغان بزيادة في الدعم العام بعد بدء العملية، ولكن أي مكسب سياسي قصير الأجل يمكن أن ينعكس إذا فرض الهجوم ضغوطًا مستمرة على الاقتصاد الذي لا يزال يتعافى من أزمة العملية في العام الماضي، والتي تسببت في الركود والبطالة المتزايدة.

وبعد تهديدات ترامب بإلحاق الضرر بالاقتصاد التركي الإثنين الماضي، عانت الليرة من أسوأ خسائرها على مدار الـ6 أشهر الماضية، حيث انخفضت بنسبة 2.2%.

وأشارت رئيسة إستراتيجيات ديون الأسواق الناشئة في مركز "ألاينس بيرنستين"، شميلة خان، إلى أن المستثمرين الأجانب الذين تعتبر أموالهم أساسية للاقتصاد التركي، يأملون في أن يكون التوغل التركي في سوريا محدودًا، قائلةً: "إذا شنت تركيا عملية أكثر توسعًا تؤدي إلى فرض عقوبات أمريكية، فسيؤدي ذلك إلى عمليات بيع كبيرة تؤثر على أسعار الأصول".

ولا تزال أنقرة تواجه خطر العقوبات من الكونغرس الأمريكي، ردًا على شرائها نظام الدفاع الجوي الروسي S-400، إذ حذر آرون شتاين، مدير برنامج الشرق الأوسط في معهد أبحاث السياسة الخارجية الذي يتخذ من فيلادلفيا مقرًا له، من أن خطر فرض العقوبات لا يزال قائمًا.

وأوضح: "عندما يموت أول كردي بقذيفة دبابة تركية، سيكون هناك المزيد من الغضب".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com