محللون: إسرائيل لن تسلم بشروط  نصر الله وإيران
محللون: إسرائيل لن تسلم بشروط نصر الله وإيرانمحللون: إسرائيل لن تسلم بشروط نصر الله وإيران

محللون: إسرائيل لن تسلم بشروط نصر الله وإيران

قال محللون إسرائيليون إن دولة الاحتلال لن تسلم بأن يفرض حزب الله وإيران شروط وقواعد "اللعبة" في سوريا، معربين عن توقعهم بأن القتال سيستأنف خلال شباط/ فبراير المقبل.

وتعيش الأوساط السياسية والإعلامية الإسرائيلية على وقع تصريحات الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، الجمعة 30 كانون الثاني/ يناير الجاري، والتي أكد خلالها على أن المنظمة اللبنانية "لا تريد حربا مع إسرائيل، رغم أنها لا تخشاها، وأن أي اعتداء إسرائيلي محتمل، سيواجه برد حزب الله في أي مكان وزمان".

واعتبر المحللون أن حزب الله "ربما نجح في خلق ميزان ردع أمام إسرائيل، لكنه يفكر مليا قبل القيام بعمل عسكري ضدها، وأن ثمة احتمالات معقولة بأن الحزب نجح في خداع الاستخبارات الإسرائيلية، عبر استخدامه أسلحة جديدة خلال عملية شنها ضد جنود إسرائيليين في مزارع شبعا".

وكانت مجموعة تابعة لحزب الله، تحمل اسم "شهداء القنيطرة" نفذت ردا انتقاميا، الأربعاء 28 كانون الثاني/ يناير الجاري، بعد أيام من تصاعد حاد في نغمة التهديدات المتبادلة بين المنظمة اللبنانية وجيش الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بعد عشرة أيام فقط من الغارة التي شنتها طائرات إسرائيلية على منطقة القنيطرة السورية، مستهدفة موكبا يضم عددا من العناصر والضباط الذين ينتمون لحزب الله والحرس الثوري الإيراني.

نصر الله يحدد قواعد اللعب

وبحسب موقع "ديبكا" الإسرائيلي، وضع الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، عبر التصريحات التي أدلى بها أمس الجمعة "شروطا واضحة لاستمرار المعارك الحربية بين المنظمة وإسرائيل، حين حدد أنه في حال أرادت إسرائيل وقف إطلاق النار بشكل دائم في سوريا وفي لبنان، فإنه أيضا مستعد لذلك. ولكن في حال أعطت إسرائيل لنفسها حق العمل ضد التواجد العسكري لحزب الله وإيران في سوريا، فإن الحرب ستستمر".

وأضاف الموقع الإسرائيلي أن "ما قاله الأمين العام لحزب الله، يعني أنه وإيران لا يعترفان بالخطوط الحمراء التي تحاول إسرائيل تحديدها في سوريا، وأنه من الواضح أن ما قاله نصر الله تم بالتنسيق مع طهران بشكل مسبق، ومن بين الأدلة على ذلك، تصريح نصر الله بأنه في حال استهداف أي من عناصر حزب الله فإن إسرائيل وحدها ستتحمل المسؤولية، وسيكون من حق حزب الله الرد".

ويختلف الموقف في إسرائيل عن موقف حزب الله فيما يتعلق بالعمليتين الأخيرتين، سواء في القنيطرة السورية، أو مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، ففي الوقت الذي لم تعلن فيه إسرائيل على المستوى الرسمي أنها من نفذ عملية القنيطرة قبل قرابة أسبوعين، وجاء الاعتراف فقط عبر التحليلات الصحافية والإشارات التي أوردها المحللون العسكريون في إعلام الاحتلال، كان اعتراف حزب الله بتحمله المسؤولية عن عملية مزارع شبعا واضحا وقاطعا.

ويعني ذلك أن المنظمة اللبنانية -على خلاف التقديرات الإسرائيلية– مستعدة لتحمل نتائج ردها الانتقامي، وأنها ربما تكون أكثر جهوزية من جيش الاحتلال للدخول في عمل عسكري واسع، حال تطورت الأحداث.

وأضاف الموقع العبري أن "تصريحات نصر الله أظهرت أن كل ما حدث في الجولان خلال الأسبوعين الماضيين، منذ الغارة على القنيطرة، وصولا إلى أحداث مزارع شبعا، كان بمثابة جس النبض بين الجيش الإسرائيلي وبين الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، ومليشيات شيعية محلية وعراقية"، وأن الحديث يجري عن "حرب ممتدة من أجل النفوذ الإيراني العسكري في جبال القلمون حتى جبل الشيخ".

وقال إن "هذا النفوذ يمتد في حلقة ضيقة بطول 150 كيلو مترا، وبعرض عشرة كيلو مترات، تبدأ من سهل البقاع اللبناني وتنتهي في الجولان السوري وجبل الشيخ"، مشيرا إلى أن "ما قاله نصر الله يظهر أنه وضع في الاعتبار هو وإيران، أن العملية الأخيرة للجيش الإسرائيلي في القنيطرة، تعني من النواحي العسكرية والاستخباراتية، والنظر إلى طبيعة التواجد السكاني في المنطقة، أنه ما تم كان مجرد عملية واحدة ضمن سلسلة من المهام الاستراتيجية الكثيرة المتوقع حدوثها في المنطقة خلال فترة قصيرة نسبيا".

وتابع أن "ثمة مصادر عسكرية واستخباراتية تقدر أن القتال سيستأنف خلال شباط/ فبراير، لأن إسرائيل لا يمكنها أن تسلم بأن يفرض نصر الله وإيران شروط وقواعد اللعب في سوريا".

المستوى السياسي الإسرائيلي ولعبة الانتخابات

الجدير بالذكر أن الأيام الأخيرة شهدت للمرة الأولى تحولا في اتجاهات الرأي العام الإسرائيلي لمصلحة اليمين المتطرف، في أعقاب عملية حزب الله في مزارع شبعا.

ومنحت استطلاعات الرأي أفضلية نسبية لحزب الليكود، على حساب منافسه الشرس "المعسكر الصهيوني"، بعد أن كانت جميع الاستطلاعات تتحدث عن تفوق واضح للتحالف الانتخابي بين حزبي العمل والحركة.

ورفعت عملية حزب الله من رصيد الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو، على أساس أنه سيقوم بتوجيه رد محتمل. وفي حال لم يحدث ذلك، من المتوقع أن تتجه استطلاعات الرأي مجددا صوب "المعسكر الصهيوني"، وبالتالي ربما يقود الثنائي (نتنياهو – يعلون) مغامرة عسكرية لأغراض انتخابية، ربما تبوء بفشل ذريع، وتكتب نهاية مستقبلهما السياسي، أو التسليم بما حدده الأمين العام لحزب الله، ومن ثم منح الأفضلية أيضا للمعسكر الانتخابي المنافس.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com