تناقض تركي بشأن المنطقة الآمنة.. أنقرة تسير دوريات مشتركة مع واشنطن لكنها غير راضية حيال المباحثات معها
تناقض تركي بشأن المنطقة الآمنة.. أنقرة تسير دوريات مشتركة مع واشنطن لكنها غير راضية حيال المباحثات معهاتناقض تركي بشأن المنطقة الآمنة.. أنقرة تسير دوريات مشتركة مع واشنطن لكنها غير راضية حيال المباحثات معها

تناقض تركي بشأن المنطقة الآمنة.. أنقرة تسير دوريات مشتركة مع واشنطن لكنها غير راضية حيال المباحثات معها

تعكس التصريحات الرسمية التركية، تناقضًا حيال مسألة إنشاء منطقة آمنة شرق الفرات، فهي تسير دوريات مشتركة مع واشنطن داخل الأراضي السورية، لكنها تقول، في الآن ذاته، إنها "غير راضية عن المناقشات الحالية التي تجريها مع واشنطن بهذا الخصوص".

ويطال هذا التناقض تصريحات مسؤولين أتراك كبار، فمنهم من يقول إن بلاده ستتحرك عسكريًا لاجتياح شرق الفرات، بينما يرى آخرون أن الترتيبات الأمنية الحدودية قائمة وفق الاتفاق المبرم مع واشنطن.

وفي أحدث التقارير بهذا الصدد، قالت وكالة "الأناضول" التركية الرسمية، إن مروحيات تركية وأمريكية بدأت بتنفيذ طلعة جوية مشتركة، هي السابعة في أجواء شمال سوريا، في إطار أنشطة المرحلة الأولى من إنشاء المنطقة الآمنة شرق الفرات.

وأوضحت "الأناضول"، أن مركز العمليات المشتركة بخصوص المنطقة الآمنة، في قضاء أقجة قلعة، بولاية شانلي أورفة التركية شهد اليوم السبت تحركات جوية، مشيرة إلى إقلاع مروحيتين تابعتين للجيش التركي واثنتين للقوات الأمريكية، من أقجة قلعة، نحو الجانب السوري من الحدود.

وكان الجانبان التركي والأمريكي، قد أجريا 6 طلعات جوية مشتركة بالمروحيات، ودوريتين بريتين، في إطار جهود تأسيس المنطقة الآمنة حسب التوصيف التركي، علمًا أن واشنطن تستخدم تعبير "آلية أمنية"، بدلًا من المنطقة الآمنة.

وفي سياق المواقف التركية المتناقضة، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الجمعة، إن تركيا غير راضية عن فحوى المحادثات الحالية مع الولايات المتحدة لإنشاء "منطقة آمنة" مزمعة في شمال سوريا، وستعمل من جانب واحد إذا لم يتحقق تقدم.

وهددت أنقرة مرارًا بالتحرك ضد وحدات حماية الشعب الكردية، التي تشكل القوام الرئيس لقوات سوريا الديمقراطية، التي تعتبرها جماعة "إرهابية"، إذا لم تتعاون الولايات المتحدة في إبعاد المسلحين الأكراد من منطقة على الحدود تمتد لنحو 480 كيلومترًا، شرق الفرات.

لكن هذه التهديدات التركية بقيت مجرد تهديدات يصعب تنفيذها، دون توافقات دولية وضوء أخضر من واشنطن التي عبّرت، مرارًا، عن رفضها لمثل هذا الخيار.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، للصحفيين، بعد حضور اجتماعات للجمعية العامة للأمم المتحدة، في نيويورك: "لسنا راضين عن الوضع الحالي للجهود المبذولة، وعبّرنا عن ذلك للأمريكيين بوضوح بالغ"، مشددًا على أن بلاده ستطرد المنظمة "الإرهابية" من المنطقة الحدودية، "إذا لم نتمكن من التوصل إلى سبيل ما مع الولايات المتحدة".

ويبدو هذا التصريح، غير منسجم مع ما قاله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أشار، في المقابل، إلى أن استعدادات تركيا لإنشاء "منطقة آمنة" للاجئين في شمال شرق سوريا تمضي وفق الجدول المحدد.

ونقل تلفزيون "إن.تي.في" التركي، عن أردوغان، قوله للصحفيين في رحلة العودة من الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: "الجهود تمضي وفق الجدول الزمني، اكتملت أيضًا كل استعداداتنا على طول الحدود".

وكان جيمس جيفري، المبعوث الأمريكي الخاص بسوريا، قد قال للصحفيين، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن "واشنطن تمضي بإخلاص وبأسرع ما يمكن بشأن معالجة المخاوف التركية الحدودية"، محذرًا من "أي عمل أحادي" في المنطقة.

وقال جيفري: "أوضحنا الأمر لتركيا على جميع المستويات بأن أي عملية من جانب واحد لن تؤدي إلى تحسن أمن أحد"، معترفًا بأن "لدى الأتراك بالطبع خيار التحرك عسكريًا".

وكانت قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة أمريكيًا، قالت إنها ستنسحب لمسافة تصل إلى 14 كيلومترًا في بعض المناطق، لكن تركيا تقول إن الولايات المتحدة وافقت على أنه ينبغي أن تمتد المنطقة الآمنة لعمق 30 كيلومترًا في سوريا، وهو ما لم يؤكده أي مسؤول أمريكي.

وتوترت العلاقات بين أنقرة وواشنطن، بسبب عدد من القضايا، منها تضارب السياسات في سوريا والتهديد بعقوبات أمريكية، بسبب قرار أنقرة شراء أنظمة إس-400 الروسية للدفاع الصاروخي.

واستبعدت واشنطن تركيا، من برنامج الطائرة المقاتلة الأمريكية إف-35، بسبب الصفقة الروسية ولم تستبعد فرض عقوبات.

وكانت أنقرة وواشنطن قد اتفقتا في آب/أغسطس الماضي، على إنشاء "منطقة آمنة" في شمال سوريا، ورغم أن تركيا تواصل التشديد على أنه يجب إقامتها قبل نهاية أيلول/سبتمبر الجاري، غير أن واشنطن صامتة حيال هذا التوقيت.

وكان أردوغان قد كشف في خطابه أمام الجمعية العامة في الأمم المتحدة، عن خارطة تظهر الخطط الطموحة لهذه المنطقة، وأوضح في مقابلة أجرتها معه الصحافة التركية لدى عودته من نيويورك، هذا الأسبوع، أن المنطقة سيبلغ طولها 480 كلم على طول الحدود في شمال سوريا وعمقها 30 كلم.

وقال أردوغان، إن "المنطقة الآمنة يمكن أن تسمح لثلاثة ملايين لاجئ سوري بالعودة إلى بلادهم"، وأصبح هذا الأمر يكتسب أهمية قصوى لأردوغان الذي يواجه انتقادات داخلية بسبب وجود 3,6 مليون لاجئ سوري في تركيا، وهو أعلى رقم في العالم.

وتشير التقارير الصادرة بهذا الشأن، إلى أن ثمة تناقضًا بين موقف واشنطن وأنقرة، ففي حين ترى الأخيرة بضرورة تخلي واشنطن عن قوات سوريا الديمقراطية وطردها من المنطقة الحدودية، إلا أن أمريكا عوّلت على هذه القوات في دحر تنظيم داعش في سوريا، وهي لذلك ترى في هذه القوات شريكًا مثاليًا في محاربة الإرهاب.

ومن هنا يلاحظ مراقبون، أن أي اتفاق بين واشنطن وأنقرة بشأن المنطقة الآمنة، سيكون هشًا في ظل وجود هذا التناقض الحاد.

وترفض دمشق، من جانبها، إنشاء منطقة آمنة برعاية تركية، وتعتبر هذه الخطوة انتهاكًا للسيادة السورية.

ورد وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، على تصريحات تركية بإقامة قواعد عسكرية لها في منطقة شرق الفرات، قائلًا إنها "مجرد شائعات وأكاذيب".

وأضاف المعلم، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن "هذه الأراضي سورية وسنحمي سيادتنا".

تصريح المعلم جاء ردًا على إعلان وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، بأن تركيا تنوي إقامة قواعد عسكرية دائمة في شرق الفرات في سوريا، على غرار قواعدها شمالي العراق.

وتبدو واشنطن متحفظة إزاء التصريحات التركية المكثفة بشأن إنشاء منطقة آمنة، وهو ما يرى فيه خبراء، دبلوماسية أمريكية هدفها عدم إحراج تركيا، حليفتها في حلف شمال الأطلسي، مشيرين إلى أن التصورات الأمريكية لا ترقى مع مستوى الطموحات التركية، وهو ما يدفع واشنطن إلى التزام الصمت، بالرغم من اعتراضها المعلن على أي عمل عسكري أحادي الجانب في شرق الفرات.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com