بوكو حرام تثير اهتمام الإعلام الفرنسي
بوكو حرام تثير اهتمام الإعلام الفرنسيبوكو حرام تثير اهتمام الإعلام الفرنسي

بوكو حرام تثير اهتمام الإعلام الفرنسي

أثارت حركة "بوكو حرام" النيجيرية اهتمام الإعلام الفرنسي بعد أن نشرت شريط فيديو أيدت فيه الهجوم على مجلة "شارلي ابدو" الساخرة في باريس في 7 كانون الثاني/ يناير الجاري.

ويقول الباحث مارك انتوان بيروز: "في الواقع، تشتهر المجموعة بشعارها (التعليم الغربي حرام دينياً) لكن اسمها الحقيقي يعني (جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد) وبالمثل، تولي وسائل الإعلام اهتماما كبيرا بزعيم بوكو حرام الغامض، أبو بكر شيكاو، والواقع أننا لا نعرف إن كان هذا الرجل حيا أم قُتل من قبل الجيش النيجيري، ووفقا للسلطات فهو شخص يراه الناس يرسل الإشارات والإيماءات على أشرطة الفيديو ويعلن مسؤوليته عن اختطاف طالبات شيبوك".

ويتساءل الباحث في حديث نشرته صحيفة "لبيراسيون" الفرنسية، الخميس، أنه "على أساس أية معلومات يريد المجتمع الدولي أن يرسل قوات لمحاربة حركة لا تحمل اسمَها، ولا نعرف إن هي أعلنت قيام الخلافة، ناهيك عن علاقاتها المزعومة بالمنظمة الجهادية العالمية؟".

ويوضح أن "جهلنا بالوضع مرده بصورة أعم لعدم اطلاع فرنسا على شؤون إفريقيا الناطقة بالإنجليزية. نيجيريا البلد الأكثر اكتظاظا بالسكان وأكبر اقتصاد في القارة، لا يكاد يُذكر في فرنسا، ناهيك عن أن صعوبة الوصول إلى المكان تعيق التغطية الإعلامية للصراع الذي نفتقر إلى الصور عنه، باستثناء أشرطة الفيديو التي يبثها بوكو حرام، أو لقطات الهواتف الخاصة. وعمليا يحظر الجيش وصول الصحافيين المستقلين والأجانب إلى بورنو، إضافة إلى ذلك تعيق الصعوبات المادية وقومية النيجيريين المتغطرسة الحصول على تأشيرات الدخول إلى البلاد، والتي ترفض أحيانا دون أي تفسير".

ويشير إلى أن "جماعة بوكو حرام نشرت في 13 كانون الثاني/ يناير، شريط فيديو باللغة العربية تؤيد فيه الهجمات ضد مكاتب شارلي إبدو في باريس. فمن منطقة بورنو النائية في نيجيريا، مرت الرسالة دون أن يلاحظها أحد، وربما لا صلة لها مع أعمال الشغب التي تلت في عاصمة النيجر، نيامي، على بعد أكثر من ألف ميل. ففي فرنسا، كان هناك الكثير من الحديث عن ردود أفعال الجماعات الجهادية النشطة في اليمن وسوريا والعراق أو باكستان. والسبب أن فرنسا لا تعرف الكثير عن بوكو حرام".

ويلفت إلى أن "مجزرة باجا الأخيرة ذات دلالة كبيرة في هذا الصدد، فبسبب غياب الصحافيين هناك، ذكرت أنباء المجزرة بناء على روايات وصور الأقمار الصناعية، التي أظهرت مدى الأضرار الناجمة عن هجمات بوكو حرام. مشكلة المصادر هذه سبق أن طُرحت في نيسان/ أبريل 2013 عندما قتل الجيش المئات من القرويين في منطقة باجا".

ويتابع بيروز "أما الجدل حول عدد الضحايا في صفوف بوكو حرام فلا ينبغي أن يقودنا بعيدا عما هو مهم: نقص المعلومات، وقوة الشائعات، كل هذا ربما يحجب أو يشوه تماما الواقع على الأرض. ويشهد على ذلك الخلط الذي تقع فيه بعض وسائل الإعلام التي، كما هو الحال مع مجلة "كورييه انترناشيونال" استعملت صور جماعات مسلحة أخرى لتوضيح ابتزاز الجهاديين، ومنها صور مقاتلي حركة تحرير دلتا النيجر، في منطقة بحرية ذات أغلبية مسيحية، والتي تقع على بعد أكثر من ألف كيلو متر من المناطق الساحلية القاحلة في بورنو".

ويقول: "فيما يخص بوكو حرام، كل الأوهام صارت ممكنة، وصار من المغري الخلط بين طائفة تنظيم القاعدة أو داعش، فالدقة نادرا ما تهم وسائل الإعلام كلما تعلق الأمر ببيع الجمهور كل ما له صلة بصعود تهديد عالمي شامل. أوجه التشابه بين الشعارات والخطب، وتكرار نفس السور القرآنية تثبت وجود روابط عملية وتحالفات استراتيجية بين هذه الجماعات".

ويضيف "لكن على المستوى العقائدي يظل أبو بكر شيكاو مرفوص من قبل حركة تنظيم القاعدة، لأنه يقتل المسلمين في الأساس، وليس المسيحيين والمغتربين. وهناك حركة انفصالية اسمها الأنصار تركت صفوف الطائفة لتركيز عملياتها على أعداء الإسلام الحقيقيين".

ويشير إلى أن "أبو بكر شيكاو يحدد موقفه باعتباره إفريقياً لا يتلقى أوامره من العرب. وحتى يمنح لنفسه مزيدا من الأهمية، يشير في بعض الأحيان إلى انتصارات تنظيم القاعدة في مالي، وداعش في سوريا، أو حركة الشباب في الصومال. وعند الاستيلاء على بلدة جوزا في أغسطس، يكون شيكاو قد أعلن خلافته على غرار الدولة الإسلامية. ولكن ترجمة خطبه على أشرطة الفيديو إلى العربية وإلى لغة الهوسا لا تسمح بتأكيد ذلك. وإضافة إلى ذلك لم يعلن شيكاو أي ولاء لمجموعات جهادية أخرى، لذلك يبدو مثيرا للدهشة أن لا تهتم الحكومة الفرنسية بترجمة المزيد من الرسائل لمحاولة فهم مطالب هذه الطائفة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com