"الاندبندنت": ترامب يحفر حفرة لنفسه بسياسته تجاه إيران
"الاندبندنت": ترامب يحفر حفرة لنفسه بسياسته تجاه إيران"الاندبندنت": ترامب يحفر حفرة لنفسه بسياسته تجاه إيران

"الاندبندنت": ترامب يحفر حفرة لنفسه بسياسته تجاه إيران

في أعقاب الهجمات التي شنها الحوثيون على منشآت النفط السعودية، وأدت إلى تضرر سوق النفط العالمية، دخلت واشنطن وطهران مرحلة أخرى من المواجهة والتوتر الشديد.

وبحسب صحيفة "الاندبندنت" البريطانية، فإنه رغم إعلان الحوثيين مسؤوليتهم عن الهجوم، إلا أنه سرعان ما وجهت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أصابع الاتهام إلى إيران، في حين نفت طهران هذه الاتهامات، محملة مسؤوليتها لحلفائها الحوثيين، ومؤكدة أن الحوثيين يخوضون حربًا ضد التحالف العربي في اليمن، ولديهم دوافع كافية لمهاجمة السعودية.

واتهم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، إيران، بشن الهجمات، بلهجة يبدو أنها تمهد الطريق لضربة انتقامية محتملة.

وحمل رحيل مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون مؤخرًا عن البيت الأبيض، مؤشرات إلى احتمالية استبدال ترامب سياسة الضغط الأقصى على إيران بالدبلوماسية.

إلا أنه بعد أقل من أسبوع من رحيل بولتون، استأنف الطرفان حرب الكلمات، وهدد ترامب إيران على "تويتر" قائلاً إن "الجيش الأمريكي مسلح وجاهز"، فيما أكد قائد الحرس الثوري الإيراني أنهم "مستعدون للحرب".

وفي السياق، رأى جمال عبدي، رئيس المجلس القومي الأمريكي الإيراني، وهو منظمة شعبية في واشنطن، أن "رحيل بولتون يمكن أن يكون فرصة لترامب لتغيير مساره، إلا أن الخطوة قد تكون مجرد إجراء تجميلي فقط للإدارة".

وقال لصحيفة "الاندبندنت" إنه "مع وجود أشخاص مثل مايك بومبيو في الإدارة وضعف قيادة ترامب، من الصعب أن نشهد أي تغيير في المسار".

وأظهرت استطلاعات الرأي أن الولايات المتحدة لا تود خوض حرب أخرى في الشرق الأوسط، إذ أصبح الشعب الأمريكي يدرك ثمن الحروب المرتفع، ويطالب قادته بإنهاء الحروب التي بدؤوها بالفعل، وباستثناء تعليقات السيناتور ليندسي غراهام وبرنامج "فوكس أند فريندز"، لا تود الأغلبية العظمى في واشنطن اليوم خوض حرب جديدة.

ترامب لا يسعى للحرب

كانت فرصة الرد العسكري المحدود على إيران بعد تدميرها طائرة أمريكية مُسيرة، بمثابة اختبار لإرادة ترامب في خوض الحرب، لكنه بالفعل أظهر أنه لا يريد بدء الصراع، إلا أن هذا السلوك يتناقض مع خطابه العدواني، كما تحاول إدارته والمستشارون الذين أحاط نفسه بهم، دفعه إلى تنفيذ ضربات عسكرية محدودة، يمكن أن تتصاعد في النهاية إلى نقطة اللاعودة.

وفي حزيران/ يونيو الماضي، كان بومبيو أحد أكبر مستشاري ترامب الذين يدعمون توجيه ضربات محدودة ضد إيران، ويبدو أنه لا يزال يدعم الفكرة نفسها.

وقال ستيفن مايلز، المدير التنفيذي لمنظمة "الفوز بلا حرب" في واشنطن: "عثرت إدارة ترامب على الشرق الأوسط ممتلئًا بالحطب، وقررت أن تصب البنزين في كل مكان، والآن لن تشعل الشرارة مجرد حريق عادي، بل جحيمًا لا يمكن احتواؤه".

اجتماع ترامب وروحاني

وعلى الرغم من أن إيران لا تملك القدرات العسكرية المساوية للولايات المتحدة وحلفائها في الخليج العربي، إلا أن طهران كانت تستعد ليوم المواجهة هذا منذ فترة طويلة، إذ حدّث الإيرانيون أنظمتهم الدفاعية وعززوا نفوذهم من خلال عدة وكلاء في جميع أنحاء الشرق الأوسط، لذلك من شأن الضربات المحدودة على إيران أن تتصاعد بسرعة إلى حرب إقليمية.

ورغم استعداد طهران للحرب، إلا أنها لا تود البدء فيها، إذ يقول روح الله نخاي، المراسل الدبلوماسي في صحيفة الشرق الإيرانية، إن "استراتيجية إيران هي مواصلة الضغط التدريجي على أوروبا لإجبارها على التحرك في الاتجاه الذي تريده، بينما تحتوي المتشددين الإيرانيين من أجل تجنب بدء الحرب".

وأوضح نخاي لصحيفة "الإندبندنت"، أن "القوات العسكرية الإيرانية لم تقم بأي عمل غير مبرر يمكن أن يضر بموقف إيران الدبلوماسي، وأن أفضل سيناريو هو أن يعود ترامب إلى خطة العمل الشاملة المشتركة ويستأنف المفاوضات، وإذا لم يحدث ذلك ستكون إيران قد حصلت على بعض الوقت وحاولت منع وقوع كارثة".

ورأت الصحيفة أنه "طالما لم يكن ترامب على استعداد للتخلي عن سياسة الضغط الأقصى وحملة العقوبات المشددة على إيران، فقد لا يكون قادرًا على بدء دبلوماسية حقيقية مع طهران، وبذلك يكون ترامب قد حفر حفرة لنفسه لا يستطيع الخروج منها، وتتحول صورته التي يتباهى بها كصانع صفقات إلى داعٍ للحرب".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com