الفوضى السورية تسهل مهمة إسرائيل في غارة القنيطرة
الفوضى السورية تسهل مهمة إسرائيل في غارة القنيطرةالفوضى السورية تسهل مهمة إسرائيل في غارة القنيطرة

الفوضى السورية تسهل مهمة إسرائيل في غارة القنيطرة

نشر موقع القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي تحقيقا، حول أساليب العمل الإسرائيلية داخل وحول الأراضي السورية، مستغلة في ذلك الفوضى والحرب الدائرة هناك، وكيف أن تلك الأساليب أدت في النهاية إلى نجاح استهداف عناصر منظمة حزب الله اللبنانية، إلى جوار عدد من الضباط الإيرانيين في منطقة القنيطرة.

واعتبر التحقيق أن نجاح الغارة التي شنتها مروحيات إسرائيلية – بحسب روايته، يعود لثلاث سنوات مضت، وأن هذا النجاح لم يتسن بدون امتلاك أجهزة الإستخبارات لوسائل إلكترونية وبشرية على الأرض، هي التي أدت في النهاية إلى نجاح استهداف موكب "حزب الله" بغارة جوية، تعتبر الشق الأسهل في تلك العملية. وبحسب الموقع، سبق العملية العديد من المهام التحضيرية، التي ساهمت في تحقيق الهدف الإستراتيجي من ورائها.

وطوال ثلاث سنوات من العمل، تأكد الجيش الإسرائيلي أن قواعد اللعب تغيرت، بعد اندلاع الحرب السورية بين أطراف عدة. وخلال تلك الفترة، صنعت إسرائيل حاجزا جديدا على امتداد الجولان السورية المحتلة، وطورت من منظومتها الإستخباراتية حول وداخل سوريا. وقد بدأ ذلك بتشكيل كتيبة إستطلاع قتالية جديدة، عملت على جمع معلومات حساسة ودقيقة. وركزت تلك الكتيبة عملها على تتبع نشطاء "حزب الله" واستهدافهم دون ترك دليل. وبحسب التحقيق، تستخدم إسرائيل أدوات تجسس ومراقبة يصل مداها إلى عشرات الكيلومترات داخل العمق السوري، مدعومة بطائرات إستطلاع من دون طيار، تلتقط الصور والإشارات والإتصالات لإستكمال الصورة الإستخباراتية على مدار الساعة.

عملاء وجواسيس على الأرض

وإلى جوار المعدات التكنولوجية، يزعم التحقيق الإسرائيلي أن هناك أشخاصا يعملون لصالح الإستخبارات الإسرائيلية، معرضين حياتهم لمخاطر لا توصف. ويضيف أن من بين هؤلاء ضباط بالجيش أو عملاء بالموساد، يعملون على تجنيد أشخاص داخل صفوف "العدو" على حد وصفه. زاعما أن مواطنين سوريين من بين الأشخاص المستهدفين للتجنيد.

ونقل الموقع شهادة "يوسي ملمان"، محلل الشؤون الاستخباراتية، والذي تحدث عن تعاون بين الجيش وبين الموساد، وأن ضباط اتصال تابعين للجيش يعملون بشكل وثيق مع جهاز الاستخبارات والعمليات الخاصة. وأشار المحلل إلى أن دور الموساد هو نقل المعلومات والتعاون مع الأجهزة الاستخباراتية الأخرى، فضلا عن تزويد المستوى السياسي بتلك المعلومات.

وبحسب التحقيق، لا يُخفى أن ثمة علاقة قائمة بين الإستخبارات الإسرائيلية وبين عناصر من المتمردين السوريين، لا تتعلق فقط بالملف الإنساني أو بنقل المصابين إلى المستشفيات الإسرائيلية. بل أن الأمر يزيد عن ذلك، ويتطابق مع تقرير للأمم المتحدة، يتحدث عن علاقات ثابتة ومتواصلة بين ضباط وجنود بالجيش الإسرائيلي، وبين مسلحين من المعارضة السورية.

وبحسب تقرير الأمم المتحدة المُشار إليه، شهدت الفترة بين مارس - مايو 2014 أكثر من 59 لقاءا بين الجانبين، شملت أيضا تسليم الجانب الإسرائيلي "صناديق مغلقة" لمسلحين سوريين. وفي ديسمبر من العام ذاته، لاحظ مراقبو الأمم المتحدة قيام ضباط إسرائيليين بإدخال اثنين من السوريين داخل الأراضي الإسرائيلية، وأن هؤلاء المراقبين أوردوا في تقرير خاص، أنهم لم يلحظوا أي علامات تدل على كون الاثنين من المصابين. ونقل الموقع عن مجلة "فورين بوليسي" أن إسرائيل أسست لعلاقات سرية مع مجموعات معتدلة بين صفوف المتمردين السوريين، وأن تلك العلاقات زودت إسرائيل بقناة استخباراتية، تمدها بمعلومات حول التنظيمات المتطرفة، لا سيما تلك التي ترتبط بتنظيم القاعدة.

خط هاتف سوري وراء استهداف الجنرال الإيراني؟

كانت إحدى الصحف الخليجية قد نشرت في الأيام الأخيرة تقارير، تفيد بأن الجنرال الايراني "محمد علي الله دادي" الذي قتل في الغارة الاسرائيلية على القنيطرة مع عناصر من حزب الله، كان قد وصل أواخر العام الماضي لتولي مهماته في سوريا ولبنان، كقائد للحرس الثوري. وأنه كان يحمل هاتفا نقالا وشريحة إتصالات سورية. وأضافت أن محاولة اسرائيل التنصل من مسؤوليتها عن قتل دادي، من خلال الزعم أن "القوى الأمنية لم تكن تعلم بوجود جنرال إيراني في الموكب"، عارية من الصحة، حيث كانت إسرائيل على علم تام بهوية الأشخاص في الموكب، من خلال مراقبتها للاتصالات الهاتفية التي يقومون بها، وأن المستهدف لم يكن "جهاد عماد مغنية"، بل الجنرال الإيراني بالتحديد.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com