ظلت سرية لسنوات.. لماذا تخلت إسرائيل عن سياسة "الصمت" في حربها مع إيران؟
ظلت سرية لسنوات.. لماذا تخلت إسرائيل عن سياسة "الصمت" في حربها مع إيران؟ظلت سرية لسنوات.. لماذا تخلت إسرائيل عن سياسة "الصمت" في حربها مع إيران؟

ظلت سرية لسنوات.. لماذا تخلت إسرائيل عن سياسة "الصمت" في حربها مع إيران؟

وجهت أصابع الاتهام إلى إسرائيل خلال الفترة الأخيرة عقب عمليات قصف ضد أهداف على صلة بإيران، سواء ما يتعلق بمواقع تابعة لميليشيات الحشد الشعبي في العراق، أو حزب الله في لبنان أو سوريا.

في المقابل، يبدو أن إسرائيل ربما بدأت التخلي تدريجيًا عن سياسة "الصمت" إزاء بعض هذه العمليات، وأن الحرب السرية مع طهران بدأت تأخذ طابعًا علنيًا، على خلاف ما كانت عليه مع اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام 2011، بوصف الأخيرة من الساحات الرئيسية لهذه الحرب.

حرب سرية

وتطرقت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، مساء أمس الأربعاء، لهذا الملف، حيث ذكرت أن الحرب بين إسرائيل وإيران ظلت سرية طوال سنوات في مناطق مختلفة بالشرق الأوسط، في وقت يحاول فيه الإيرانيون فرض هيمنتهم عبر أذرع مثل حزب الله في لبنان وسوريا، أو الحوثيين في اليمن، أو الجهاد الإسلامي في غزة.

وبدأت إسرائيل تغيير نهجها إزاء إيران منذ عام 2017 حين حاولت الأخيرة ترسيخ أقدامها عسكريًا على حدودها في سوريا، إذ شنّ الطيران الإسرائيلي مئات الغارات هناك، من دون أن تعلن مسؤوليتها مباشرة، وركزت الغارات على مواقع لحزب الله أو الحرس الثوري أو الجيش السوري.

مخاوف إسرائيل

ووفق الصحيفة، تستهدف إيران بناء ترسانة صاروخية ضخمة تشكل تهديدًا لإسرائيل، قبل أن تبدأ التفكير في التصنيع المحلي داخل لبنان أو سوريا مع زيادة دقة توجيه هذه الصواريخ.

وذكر عاموس يدلين، الذي شغل في الماضي منصب قائد شعبة الاستخبارات العسكرية بالجيش الإسرائيلي، ورئيس معهد بحوث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب حاليًا، أن وصول الصواريخ الإيرانية إلى درجة دقة 5 إلى 10 أمتار يعني ضرب مراكز القوة العسكرية الإسرائيلية مثل قواعد سلاح الجو والاستخبارات وحتى مقر الهيئات الحكومية "الكرياه" في تل أبيب، ومحطات الكهرباء، لذا فإن إسرائيل ترى أنها أمام خطر استراتيجي من الدرجة الأولى.

ونقلت الصحيفة عن يدلين أن الجسر البري الذي تسعى طهران لامتلاكه وصولًا إلى بيروت عبر بغداد ودمشق، سيعزز استراتيجيتها، ومن هنا تنسب التقارير قصف مواقع الصواريخ التابعة للحشد الشعبي في العراق إلى إسرائيل.

التخلي عن الصمت

تقول إسرائيل إن إيران حاولت تنفيذ عمل انتقامي يستهدفها ردًا على الغارات العديدة التي طالت مواقع الحشد الشعبي في العراق خلال الأسابيع الأخيرة، وإن ناشطين تلقيا تدريبًا على إرسال طائرات مسيرة مفخخة إلى إسرائيل عبر حدودها مع سوريا، وفقًا لمحلل الشؤون العسكرية بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي.

وتابعت الصحيفة أن إسرائيل استهدفت الناشطين ليلة 24 من الشهر نفسه، حين كانا في فيلا تقع جنوب شرق دمشق، مشيرة إلى أن المعلومات تشير إلى أن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، لم يكن على علم بالعملية، على الرغم من أن الناشطين ينتميان لحزب الله طبقًا للتقديرات الإسرائيلية.

وحول إعلان إسرائيل مسؤوليتها عن استهداف الناشطين بدمشق، يقول قائد شعبة الاستخبارات العسكرية الأسبق، عاموس يدلين، إن الكشف تسبب في خلافات داخل المؤسسة السياسية، بين فريق يرى أنه يستهدف استعادة الردع، وفريق آخر يرى أن التسريبات تحمل أضرارًا وتكسر سياسة الصمت وتدفع الطرف الآخر للرد.

رسائل إسرائيلية

وأضاف يدلين أن المؤسسة العسكرية وافقت على التسريبات من أجل إحراج موقف إيران وإثبات أنها مخترقة استخباريًا، ومن ثم سيعني الأمر ردعها عن مواصلة العمل ضد إسرائيل.

وذكر أن الإعلان عن مسؤولية إسرائيل يعد رسالة إلى روسيا التي كانت قد وعدت إسرائيل بالعمل ضد التواجد الإيراني قرب حدودها في الجولان، وكذلك يعد رسالة للنظام الإيراني بأن مهام قائد فيلق القدس قاسم سليماني باءت بالفشل.

يذكر أن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي لشؤون الإعلام العربي، أفيحاي أدرعي، كان قد أشار في سلسلة تغريدات على حسابه الرسمي في موقع "تويتر" يوم 24 من الشهر الجاري، إلى أنه جرى إحباط عملية "إرهابية" خطط لتنفيذها فيلق القدس الإيراني وميليشيات شيعية ضد أهداف إسرائيلية، وقال إن مقاتلات إسرائيلية شنت ضربة ضد عدد من الأهداف "الإرهابية" في قرية "عقربا" جنوب شرق دمشق لإحباط الهجوم.

علامة فارقة

وعقب تلك العملية جاءت عملية الضاحية الجنوبية لبيروت، التي استخدمت خلالها طائرتان مسيرتان انتحاريتان ضربتا مركزًا إعلاميًا لحزب الله، قبل أن تقول تقارير إن الأهداف كانت استراتيجية وعلى صلة ببرنامج رفع دقة الصواريخ الإيرانية.

وذكر المحلل العسكري رون بن يشاي في هذا الصدد، أن الطائرتين قد لا تكونان إسرائيليتين، وأنهما أشبه بتلك التي يستخدمها الحوثيون في اليمن ضد أهداف سعودية، وتمت السيطرة على أنظمتها من قبل إسرائيل وتوجيهها ضد أهداف تابعة لحزب الله، معتبرًا أن هذه العملية تشكل علامة فارقة في الحرب الاستخبارية مع إيران، ودليل على تغير قواعد اللعب التي كانت سائدة حتى حرب عام 2006.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com