إيران كلمة السر.. هل تقود "حرب الغارات" الصراع الانتخابي في إسرائيل؟
إيران كلمة السر.. هل تقود "حرب الغارات" الصراع الانتخابي في إسرائيل؟إيران كلمة السر.. هل تقود "حرب الغارات" الصراع الانتخابي في إسرائيل؟

إيران كلمة السر.. هل تقود "حرب الغارات" الصراع الانتخابي في إسرائيل؟

أظهر الهجوم الذي استهدف مواقع إيرانية في سوريا، ليلة الأحد، تلاسنًا سياسيًا وإعلاميًا بين الأطراف السياسية في إسرائيل، ما يطرح تساؤلات عما إذا كان هذا الهجوم لن يكون الأخير، ليس في سوريا فقط، بل والعراق أيضًا، لا سيما مع اتهامات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، باستخدام الغارات على سوريا لأغراض انتخابية‎.

ومؤخرًا اتهتمت دوائر عراقية، تل أبيب بشن غارات على مواقع للحشد الشعبي، الذي يضم فصائل شيعية موالية لإيران، وهي الواقعة التي سبقت الهجوم الإسرائيلي العلني في سوريا، للغرض نفسه التي تسوقه إسرائيل وهو مواجهة النفوذ الإيراني.

وفي واحدة من المرات النادرة التي تتبنى إسرائيل علنًا عمليات خارج أراضيها، أعلن نتنياهو، ليلة السبت/الأحد، مسؤولية إسرائيل عن هجوم استهدف فيلق القدس وميليشيات شيعية في العاصمة السورية دمشق.

تبني نادر

وقال نتنياهو، في تغريدة على حسابه على "تويتر": "بجهد عملياتي كبير، أحبطنا هجومًا من قبل فيلق القدس والميليشيات"، معتبرًا أنّ "إيران ليست لها حصانة في أي مكان.. وقواتنا تعمل في كل اتجاه ضد العدوان الإيراني".

وتحدث نتنياهو، عن سيناريوهات المرحلة المرحلة المقبلة، ما يشير إلى احتمالية تكرار الهجوم، تابع : "أصدرت تعليمات للاستعداد لكل سيناريو، سنواصل العمل ضد إيران والمنظمات التابعة لها بتصميم ومسؤولية".

وانتقد موشيه يعالون، القيادي في حزب "أزرق-أبيض"، والذي عمل في السابق وزيرًا للدفاع ورئيسًا للأركان، إعلان نتنياهو مسؤولية إسرائيل عن الهجمات ضد القوات الإيرانية في سوريا.

بيد أنّ انتقاد يعالون لم يكن على الهجوم بقدر ما هو على تحمل المسؤولية علنًا، حيث قال، في مقابلة إذاعية مع هيئة البث الإسرائيلية: "نفذنا عمليات كثيرة كهذه، لكننا لم نسارع لإبلاغ أصدقائنا والإعلان عن مسؤوليتنا عنها، وفي الفترة الأخيرة يتم استخدام هذه العمليات لأغراض سياسية، وهذا يؤسفني".

خطر الانهيار

لكن رئيس الوزراء السابق إيهود باراك، نتنياهو، ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك باعتبار أن إسرائيل تواجه خطر الانهيار من الداخل.

وقال باراك، في مقطع فيديو نشره على حسابه على "تويتر": "إن الخطر الوجودي الحقيقي الذي تواجهه إسرائيل، وهو أشد من خطر الإرهاب والصواريخ وحتى من إيران، هو خطر انهيار إسرائيل من الداخل، عبر القضاء على الديمقراطية فيها، وفرض السلوك الديني، والفساد الذي ينهش كل دوائر الحكم".

وفي مقابلة مصورة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، قال باراك، الأحد، إن "الهجوم الإسرائيلي في سوريا لا علاقة له بالردع، بل هو ثرثرة ستأتي بالضرر على إسرائيل، وظاهرًا باتت ملازمة للحكومة الحالية التي تسارع إلى الإعلان عن مسؤوليتها عن هجمات خارجية، بعد أن أمضت إسرائيل عقودًا وهي تنفذ عمليات ضمن سياسة الغموض، التي تمنع الآخرين من الرد عليها".

تلاسن انتخابي

التلاسن الذي أعقب الهجوم يبدو قريبًا للغاية من حرب التصريحات التي تسبق الانتخابات، وهو ما دفع باراك لتركيز كامل هجومه على نتنياهو، قائلًا: "الثرثرة نابعة من دوافع سياسة لدى نتنياهو، وهذا صحيح دائمًا، بدءًا من اللحظة التي أعلن فيها عن استيلاء إسرائيل على الأرشيف النووي الإيراني".

ويقصد باراك، بانتقاده محاولات الائتلاف الحكومي الإسرائيلي بقيادة نتنياهو تقييد صلاحيات المحكمة العليا الإسرائيلية، وكذلك استسلام نتنياهو لابتزاز الأحزاب الدينية القومية والحريدية بقبوله فرضها أحكام الشريعة في إسرائيل مثل حرمة السبت، والسعي لإعفاء المتدينين من الخدمة العسكرية الإلزامية.

وفي حديثه عن الفساد، قصد باراك تهم الاحتيال والرشوة وخيانة الأمانة التي يواجهها أكثر من مسؤول إسرائيلي وعلى رأسهم نتنياهو نفسه، إضافة إلى وزير الرفاهية والخدمات حاييم كاتس، الذي قدم استقالته مؤخرًا بعد توجيه لائحة اتهام له، وأعضاء كنيست عن حزب الليكود مثل دافيد امسالم، المقرب جدًا من نتنياهو.

استراتيجية المواجهة مع إيران

لكن المحلل أمير بوخبوط، في موقع "واللا" الإخباري، تحدث عن استراتيجية المواجهة مع إيران، بالقول إن خطر الطائرات المسيرة، الذي قالت إسرائيل إنها أحبطت هجومًا بها كان فيلق القدس الإيراني يسعى لتنفيذه من الأراضي السورية، ليس الخطر الحقيقي على إسرائيل، بل سعي إيران إلى إقامة محور بري من أراضيها عبر العراق وسوريا وصولًا إلى لبنان.

وأضاف بوخبوط، أن "هذا المحور البري سيمكن إيران من نقل أسلحة أشد خطرًا إلى سوريا ولبنان.. فالمشكلة الإيرانية أكبر من هجوم بطائرات انتحارية ذات قدرة تدميرية صغيرة؛ لأن خطر طهران يكمن في توفيرها الدعم لعشرات الآلاف من أعضاء الميليشيات الشيعية، عبر المحور البري في العراق وسوريا ولبنان.. وربما في المستقبل قد يجد طريقًا إلى غزة".

أما المحلل البارز في القناة 12 العبرية إيهود إيعاري، فقال إن إسرائيل تخوض المواجهة مع إيران بشكل منفرد، بعد أن تخلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عنها في المواجهة الفعلية.

وأضاف إيعاري: "صحيح أن ترامب فرض عقوبات قاسية على إيران، وانسحبت إدارته من الاتفاق النووي الدولي، لكنه ترك الآخرين يخوضون المعركة الحقيقية مع إيران، وحاليًا إسرائيل تخوض المعركة بالوكالة عن الولايات المتحدة، وتقوم بالمهام التي يتجنب القادة الأمريكيون تنفيذها".

وتابع: "الإيرانيون يشعرون أن لهم الحرية الكاملة لإرسال صواريخ إلى المناطق التي ينعدم فيها التواجد العسكري العراقي، لذلك تقوم إسرائيل بشن هجمات على هذه الأهداف، لكن هذا لن يوقف الإيرانيين، وستدفع إسرائيل الثمن".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com