خبراء: احتجاز إيران ناقلة نفط عراقية "رسالة استعراضية"
خبراء: احتجاز إيران ناقلة نفط عراقية "رسالة استعراضية"خبراء: احتجاز إيران ناقلة نفط عراقية "رسالة استعراضية"

خبراء: احتجاز إيران ناقلة نفط عراقية "رسالة استعراضية"

لا تزال قضية الناقلة العراقية المحتجزة لدى الحرس الثوري في إيران محاطة بحالة من الغموض، بسبب تكتم السلطات على ملابسات الحادث وجنسية الطاقم، خاصة أن عملية الاحتجاز جرت قبل أسبوع.

وأعلن الحرس الثوري الإيراني يوم أمس الأحد، قيامه يوم الأربعاء الماضي باحتجاز ناقلة نفط في الخليج العربي، أثناء عمليات المراقبة والتحكم بالملاحة في الخليج، زاعمًا بأنها كانت تقوم بعملية تهريب 700 ألف لتر من الوقود، حيث تم الاستيلاء عليها بعد التنسيق والحكم من قبل السلطات القضائية في جزيرة فارسي الواقعة على الخليج العربي.

وبعد ساعات من الإعلان، قالت السلطات الإيرانية إن السبب وراء احتجاز الناقلة العراقية لتهريبها الوقود، بينما نفت وزارة النفط العراقية تلك الأنباء وقالت إنها "لا تقوم بتصدير زيت الغاز إلى الأسواق العالمية وإنما يقتصر التصدير على النفط الخام والمنتجات النفطية المعلنة وفق السياقات والآليات".

ورجح الخبير النفطي حمزة الجواهري أن "الناقلة التي احتجزها الحرس الثوري الإيراني هي (إيرانية) وتعمل في تهريب الوقود من إيران إلى دول أخرى، لكن احتجازها يأتي في سياق التنافس والتجاذب بين الحرس الثوري والحكومة"، معربًا عن اعتقاده بأن احتجازها جاء نكاية بالسلطات الرسمية بسبب عمليات فساد أو غير ذلك".

وأضاف، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "ادعاء الحرس الثوري بأن الناقلة عراقية مردة التغطية على تلك الحادثة، فهو (الحرس الثوري) لا يستطيع القول إنها إيرانية، ما يسبب له الحرج البالغ".

أما الفرضية الأخرى فقال "الجواهري" إنه من المحتمل أن "تكون بالفعل عراقية وتعمل في التهريب، وكانت تمر في تلك المنطقة، وبالتأكيد مثل تلك الناقلات ذات الحمولات الصغيرة غير خاضعة للحكومة العراقية، وليست لها علاقة بها".

وأشار إلى أن "السلطات العراقية تفرض إجراءات مشددة على الموانئ ومراسي السفن خوفًا من استخدامها من قبل مهربين"، مبينًا أن هناك خط تهريب معروف من العراق إلى الخليج العربي، عبر السفن الصغيرة أو ما يسمى (الدوبة).

ومنذ إعلان الحرس الثوري احتجاز الناقلة وادعاءه أنها عراقية يلف الغموض هذا الملف، إذ لم يُعلن لغاية الآن جنسية الطاقم، وطبيعة الاحتجاز، والإجراءات المتبعة بحق الناقلة، والمعلومات التفصيلية الأخرى.

وهذه هي المرة الثانية التي تتهم فيها إيران ناقلة نفطية بتهريب الوقود، ففي 13 تموز/يوليو ، احتجز خفر السواحل الإيراني سفينة "إم تي ريا" التي كانت ترفع علم بنما، قبل الإفراج عنها في وقت لاحق.

ويرى المختص في الشأن الإيراني موسى الشريفي أن "احتجاز إيران ناقلة نفط وادعاءها أنها عراقية يأتي بمثابة رسالة استعراضية من إيران إلى المجتمع الدولي، بأنها تسيطر بقوة على مضيق هرمز".

وأوضح بأن ذلك يأتي "كنوع من الدعاية فقط، حيث إن علاقة العراق بإيران وثيقة بل إن العراق تابع لإيران أصلًا، وإعلان طهران ذلك مثير للسخرية، فالحاكمون في العراق هم أصدقاء الحرس الثوري، وكلهم ينتمون إلى الحرس بشكل أو بآخر".

وأضاف في تصريح متلفز أن "المجتمع الدولي لم يمنح تلك الحادثة اهتمامًا لافتًا، ولا حتى طبيعيًا، لعلمه أنها فبركة إيرانية، ونوع من إثبات الوجود وإحداث ضجة فارغة".

وفي الشهر الماضي، احتجزت إيران الناقلة "ستينا إمبيرو"، التي ترفع العلم البريطاني، في مضيق هرمز، بحجة ارتكابها مخالفات واصطدامها بسفينة صيد.

وجاء ذلك بعد أن شاركت قوات بريطانية في احتجاز ناقلة إيرانية في منطقة جبل طارق، فيما استبعد البلدان إجراء عملية مبادلة لتسوية أزمة ناقلتي النفط المحتجزتين.

من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إن "طهران لن تتغافل عمّا وصفه بـ"جرائم بحرية" في الخليج.

وأضاف في تصريح سابق، أن "الولايات المتحدة لم تستطع تشكيل تحالف دولي لحماية الناقلات في الخليج، لأن حلفاءها يخجلون من الانضمام إليه، لافتًا إلى أن إيران "احتجزت ناقلة عراقية صغيرة الأسبوع الماضي للاشتباه في تهريب وقود"، حيث إن "الأمن في الخليج مسؤولية إيران"، وفق زعمه.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com