سياسيون: تخوف أمريكا من التطرف يدفعها نحو الأسد
سياسيون: تخوف أمريكا من التطرف يدفعها نحو الأسدسياسيون: تخوف أمريكا من التطرف يدفعها نحو الأسد

سياسيون: تخوف أمريكا من التطرف يدفعها نحو الأسد

رأى سياسيون أن تخوف الولايات المتحدة من سيطرة جماعات متشددة على سوريا في حال سقوط النظام، يدفع واشنطن نحو القبول ببقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة.

وقال سفير واشنطن السابق في كل من سوريا والعراق وأفغانستان، ريان كروكر، إن "التخلص من الأسد من الممكن أن يوقع سوريا في براثن تنظيم القاعدة"، مشيرا إلى أن "الرأي الذي يقول إن هناك بعض العلويين يمكن أن يحلوا محل بشار الأسد ويطمحون للسلام مع المعارضة السنية، بعيد كل البعد عن الواقع".

وأضاف كروكر، في تصريح صحافي لصحيفة "وول ستريت جورنال" أنه "إذا كان ولا بد أن يرحل الأسد عن المشهد وأن ينهار نظامه، فإن ذلك سيكون مفيدا للغاية لتنظيم الدولة الإسلامية والتنظيمات الإسلامية الأخرى، فذلك سيمنح تنظيم الدولة الفرصة للسيطرة على دمشق ما يزيد من معدلات تجنيد الأفراد لديه وتزايد قوته، الأمر الذي سينجم عنه أيضا نزوح العلويين والأقليات الأخرى مما يؤدي إلى زيادة الضغوط على لبنان والأردن اللذين يعانيان فعلياً من اللاجئين السوريين".

وقالت الصحيفة إنه "من الواضح أيضا أن إدارة أوباما لا ترحب بذلك، فالرئيس تجنب كثيراً عسكرة الدور الأمريكي في سوريا، وعلى الرغم من ذلك، اختار أن يفعل ذلك العام الماضي، ولكن ليس ردا على مجازر الأسد وفظائعه بل ردا على الجرائم التي يرتكبها تنظيم الدولة الإسلامية".

وأشارت إلى أن "الإدارة الأمريكية رأت أن تنظيم الدولة الإسلامية يمثل تهديدا إرهابيا وشيكا للمصالح الأمريكية بشكل يفوق تهديد نظام الأسد".

وأضافت أنه "على الرغم من أن حلفاء أمريكا الإقليميين مثل السعودية وتركيا يريدونها أن تهاجم نظام الأسد، إلا أن أوباما يدرك جيدا أن إضعاف الأسد، ناهيك عن الإطاحة به دون إيجاد بديل له، ربما يجعل الوضع أكثر سوءا".

ولفتت إلى أن "النقاد وجهوا اللوم إلى أوباما لاختفائه عن المشهد فيما يتعلق بسوريا، لكن الواقع شديد التعقيد، لأن سوريا تختلف عن جميع دول الربيع العربي حيث أن النظام السوري ظهر أكثر تماسكا، فيما بدت المعارضة السورية أكثر تفككا وانقساما وضعفا، كما ظهر المجتمع الدولي أقل سعيا وراء تشكيل تحالف ضد الأسد كما فعل في ليبيا".

وتابعت أنه "بعد العراق وأفغانستان، لم يعد لدى إدارة أوباما رغبة في إدخال أمريكا في تجارب أخرى لبناء دول تتكبد فيها الكثير من الأموال".

ونقلت الصحيفة عن مراقبين، قولهم إنه "في حال اتبع أوباما نصيحة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية السابقة، والمدير الأسبق لوكالة الاستخبارات الأمريكية ليون بانيتا، بمساعدة المتمردين السوريين، فإن ذلك كان سيغير بشكل ملحوظ موازين ساحة القتال، لكن ذلك كان سيتطلب تدخلا عسكريا مباشرا، الشيء الذي لم يكن الكثير على استعداد له".

وأضاف المراقبون أن "إدارة أوباما على ما يبدو تقبل، على الأقل حتى الآن ، بوجود الأسد في السلطة كبديل أفضل من الجهاديين القتلة الذين يريدون أن يحلوا محله".

وحول الحوار بين الأطراف السورية، والذي تسعى موسكو إلى استضافته، قالت الصحيفة إن "الأنباء التي تقول إن الإدارة الأمريكية تدعم الجهود الروسية للبدء في مفاوضات بين حكومة الرئيس السوري بشار الأسد وقوات المعارضة، تعد بمثابة تذكير يثير الدهشة لما آلت إليه السياسة الأمريكية حيال سوريا".

وأضافت أنه "مثلما حدث مع المقترح الروسي للأسلحة الكيميائية في سوريا عام 2012، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ينقذ مرة أخرى السياسية الأمريكية حيال سوريا من نفسها".

وتابعت أنه "من غير المرجح أن تنجح محادثات موسكو المقررة غير أن الإعلان عنها يعكس رؤية أمريكية متزايدة بأن الأسد، رغم كونه الجزء الأكبر في المشكلة، ربما يكون الآن جزءا من حل الأزمة".

ولفتت إلى "ترحيب وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بالمقترحات المقدمة من المبعوث الخاص لسوريا، ستيفان دي ميستورا، والتي تدعو لوقف إطلاق النار بداية من مدينة حلب"، مؤكدة أن "الإعلان عن التوصل لهدنة بين الحكومة السورية والمتمردين في حي الوعر بمدينة حمص يعزز ويقوي شوكة النظام السوري".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com