بعد توجهه للناخب العربي.. هل يشكل "المعسكر الديمقراطي" مفاجأة الانتخابات الإسرائيلية المقبلة؟
بعد توجهه للناخب العربي.. هل يشكل "المعسكر الديمقراطي" مفاجأة الانتخابات الإسرائيلية المقبلة؟بعد توجهه للناخب العربي.. هل يشكل "المعسكر الديمقراطي" مفاجأة الانتخابات الإسرائيلية المقبلة؟

بعد توجهه للناخب العربي.. هل يشكل "المعسكر الديمقراطي" مفاجأة الانتخابات الإسرائيلية المقبلة؟

تشكل، يوم أمس الخميس، التحالف اليساري الثاني في إسرائيل، والذي يضم أحزاب "إسرائيل ديمقراطية"، بزعامة رئيس الوزراء ووزير الدفاع الأسبق إيهود باراك، وحزب "ميرتس" بزعامة نيتسان هوروفيتش، وانضمت إليهما النائبة المنشقة عن حزب "العمل" ستاف شافير، ممثلة لحزب "الحركة الخضراء"، ليشكلوا سويًا تحالف "المعسكر الديمقراطي".

ويأتي هذا الإعلان بعد أسبوع من إعلان وزير الدفاع الأسبق عامير بيرتس، زعيم حزب "العمل"، أن حزبه سيخوض الانتخابات العامة المقبلة بقائمة موحدة مع حزب "غيشر"، برئاسة أورلي ليفي أبيكسيس، ابنة وزير خارجية إسرائيل الأسبق دافيد ليفي، وهو الإعلان الذي كان سببًا في انشقاق النائبة شافير وانضمامها لتحالف "المعسكر الديمقراطي" وسط موجة من الانتقادات داخل حزب "العمل".

وذكرت شركة الأخبار الإسرائيلية، مساء الخميس، عبر موقع "ماكو" الذي يتبعها، أن الاتفاق بين الشخصيات الثلاث المشار إليها، ينص على وضع زعيم حزب "ميرتس" على رأس القائمة الموحدة التي ستخوض الانتخابات العامة في 17 أيلول/ سبتمبر المقبل، على أن تحل شافير بالمركز الثاني، بينما اختار باراك بنفسه أن يحل بالمركز العاشر.

اليسار يعود

ونقل الموقع عن هوروفيتش، خلال مؤتمر صحفي عقد مساء أمس الخميس، أن الهدف هو إسقاط سلطة اليمين بزعامة حزب "الليكود" والعمل من أجل إحداث تغيير اجتماعي في إسرائيل، معتبرًا أن الحديث يجري عن تشكيل قوة سياسية كبيرة يمكنها أن تقود اليسار؛ لأنها "تعبر عن قطاع كبير من الإسرائيليين"، على حد قوله.

وشن هوروفيتش هجومًا حادًا على منظومة الفساد التي ضربت رأس السلطة في  إسرائيل، كما انتقد العنصرية وفقدان قيم المساواة والحرية، هذا بخلاف ضياع السلام، على حد قوله، وقال إنه يفتخر بنجاح تنحية الخلافات جانبًا، والتركيز على القواسم المشتركة من أجل خلق قوة سياسية كبيرة، لم يعرفها اليسار منذ سنوات طويلة.

ورأى زعيم "ميرتس" وهو حزب يساري التوجه، أن اليسار عاد للتأثير وأصبح لديه قوة يمكنها مواجهة سطوة اليمين، وأن الإسرائيليين يرون بأعينهم كيف يتم تفكيك مفاصل البلاد، وكيف يعانون غياب الحرية والمساواة.

وأردف: "لدينا أجندة تقوم على المساواة الواضحة والقاطعة والديمقراطية.. إننا البديل الحقيقي للعنصرية والإكراه والنزعة القومية، نحن نقدم البشارة للإسرائيليين، لقد حقق اليسار إنجازًا كبيرًا".

سنوات الاستقطاب

وذكر إيهود باراك، رئيس حزب "إسرائيل ديمقراطية"، ذو التوجه اليساري - الوسطي، أن الحديث يجري عن قوة جديدة تشكلت، ستؤدي إلى زخم كبير نحو الأمل والتغيير، وأضاف: "لدينا خطوة أولى في مسيرة إعادة إسرائيل لمسارها، نريد أن نغير سلطة نتنياهو ونعيد إسرائيل كبلد يهودي ديمقراطي"، فيما يبدو وأن هذا الوصف الأخير من جانب باراك لا يعبر عن واقع اليسار الذي يدعو لدولة لكل مواطنيها.

وأعرب باراك عن أمله في إبرام المزيد من التحالفات داخل تيار اليسار، وقال إن الغاية أهم بكثير من الخلافات التي تعرقل إمكانية حدوث تحالفات جديدة من هذا النوع، منتقدًا بقاء نتنياهو على رأس الحكومة الإسرائيلية طوال 13 عامًا، وكيف تسبب في بث الفزع والتشاؤم بين الإسرائيليين، هذا بخلاف سنوات من الانقسام والاستقطاب والتخلي عن قطاعات من المجتمع.

10 مقاعد على الأقل؟

ووجه أحد الصحفيين سؤالًا لباراك بشأن احتمال عدم نيله عضوية الكنيست طالما حل عاشرًا بالقائمة الموحدة، وهو الأمر الذي يتطلب حصول "المعسكر الديمقراطي" على عشرة مقاعد أو أكثر بالكنيست المقبل، وإلا لن يصبح باراك نائبًا.

وعلق باراك بحديثه عن طموح هذا التحالف لتخطي رقم 10 بكثير، واعتبره رقمًا واقعيًا، معبرًا عن عدم خشيته من هذا الترتيب، لا سيما وأنه من اختاره، ووعد بأن الانتخابات المقبلة ستشهد عودته إلى عضوية الكنيست، كما وعد بأن وقت نتنياهو بدأ ينفد، وأنه سيواجه خسارة لم يواجهها حزب "الليكود" منذ 20 عامًا.

حليف للعرب

وبحسب ما أورده موقع "واللا" الإخباري أيضًا، سينضم إلى القائمة حزب "الحركة الخضراء" برئاسة النائبة السابقة، ياعيل كوهين باران، والتي كانت النائبة الوحيدة التي عبرت عن هذا الحزب خلال الكنيست الـ 20، وستصبح أيضًا ضمن القائمة الموحدة، بعد أن تركت للنائبة شافير رئاسة هذا الحزب اليساري الصغير.

وعبرت شافير المنشقة عن حزب "العمل" بدورها عن سعادتها بهذه الشراكة، وأضافت أن المعسكر الذي تشكل "سيقود البلاد نحو ديمقراطية وحرية وسيحفظ العدالة الاجتماعية"، مشيرة إلى أن جهودًا كبيرة بذلت من أجل تحقيق هذا الغرض.

وبغض النظر عن مدى قوة "المعسكر الديمقراطي"، فإن النقطة الجوهرية تتعلق بالدعوة التي وجهتها شافير للقطاع العربي في إسرائيل للنظر إلى قائمتها على أنها "حليفة"، حيث قالت خلال المؤتمر: "أدعو أصدقائي العرب للنظر إلينا على أننا حلفاء.. وأدعو صديقاتي الحريديات للنظر إلى حزبنا على أنه بيتهن"، على حد قولها.

وتعهدت الأحزاب الثلاثة بعدم الانضمام لأية حكومة يرأسها بنيامين نتنياهو تحت أي ظرف.

لا مجال للتكهنات

ويأتي تشكيل "المعسكر الديمقراطي" عقب إصرار زعيم "حزب العمل" عامير بيرتس، والذي أعلن الخميس الماضي تحالفه مع حزب "غيشر" الوسطي، على عدم إبرام تحالفات أخرى من أي نوع، ودعوته لباراك للانسحاب من السباق الانتخابي.

ودعت شخصيات عديدة بحزب "العمل" اليساري – الوسطي، وكذلك داخل تحالف "أزرق – أبيض" الوسطي بزعامة رئيس الأركان الأسبق بيني غانتس، وحتى من حزب "ميرتس"، دعت باراك للتنحي؛ منعًا لإهدار أصوات اليسار والوسط، لكن إعلان تشكيل "المعسكر الديمقراطي" أغلق الباب أمام التخمينات في هذا الصدد.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com