بعد أن هاجمها ترامب.. عضو الكونغرس الصومالية "إلهان عمر" في عين العاصفة السياسية
بعد أن هاجمها ترامب.. عضو الكونغرس الصومالية "إلهان عمر" في عين العاصفة السياسيةبعد أن هاجمها ترامب.. عضو الكونغرس الصومالية "إلهان عمر" في عين العاصفة السياسية

بعد أن هاجمها ترامب.. عضو الكونغرس الصومالية "إلهان عمر" في عين العاصفة السياسية

تجسد "إلهان عمر" لأنصارها الحلم الأمريكي، لكن الرئيس دونالد ترامب وأنصاره أطلقوا سلسلة من التصريحات المثيرة للجدل بشأن هذه المرأة اللاجئة، التي أصبحت عضوًا في الكونغرس معتبرين أنها "متطرفة خطيرة".

وجاءت إلهان عمر، المسلمة صومالية المولد، إلى الولايات المتحدة عندما كانت طفلة، لكنها تمكنت من الصعود والفوز بمقعد في الكونغرس الأمريكي.

وأصبحت النائبة الديمقراطية، أمس الخميس، في قلب نقاش محتدم حول العنصرية والقيم الأمريكية بعد أن هتف أنصار ترامب في تجمع انتخابي حضره الرئيس "أعيدوها إلى بلادها".

وإلهان هي من بين  أعضاء ديمقراطيات أربع في الكونغرس ينتمين إلى أقليات عرقية استهدفها ترامب في الأيام الأخيرة، وردت إلهان عمر بقوة على ترامب أمس الخميس ووصفته بأنه "عنصري" و"فاشي".

وبالنسبة لكثيرين، فإن قصة إلهان عمر أمريكية بامتياز، فهي مهاجرة قبلها جيرانها بكل ترحاب، واستقرت في مينيسوتا واستفادت من كل الفرص التي أتيحت لها لتصبح شخصية بارزة في السياسة الأمريكية، فهي أول أمريكية من أصول صومالية تدخل هذا المضمار، وواحدة من امرأتين مسلمتين انتخبتا في الكونغرس لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة، في مؤشر إلى أن المسلمين أصبحوا يكتسبون قبولًا في المجتمع الأمريكي تدريجيًا.

وانتخبت إلهان عمر نائبًا في مجلس النواب في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وغيّر المجلس قواعده للسماح لها بارتداء الحجاب أثناء تواجدها في قاعة المجلس، لكن آخرين يعتبرونها شخصية استفزازية وخلافية انتقدت سياسة الحكومة في بلادها سواء بالنسبة للشرق الأوسط أو الهجرة، ما أثار حنق ترامب ومؤيديه.

وأحاط الجدل صعودها السياسي، ففي شباط/فبراير الماضي، أثارت إلهان (37 عامًا) الغضب عندما قالت إن المال هو وراء دعم هذا العدد من السياسيين الأمريكيين لإسرائيل، وكتبت في تغريدة "الأمر كله يدور حول الدولارات".

وكان تعليقها من بين العديد من التصريحات التي اعتبرها النقاد موجهة إلى اليهود، ما أدى إلى توبيخها من قبل قادة الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

واعتذرت إلهان وقالت إنها "تستمع وتتعلم" من أقرانها.

لكن في الشهر التالي، أثارت الجدل مجددًا عندما انتشر فيديو يظهرها تستخدم عبارة "بعض الناس فعلوا شيئًا ما" في إشارة إلى هجمات 11 أيلول/سبتمبر، وقال المدافعون عنها إنها اتهمت زورًا بالتقليل من شأن هذه الهجمات، إلا أن ترامب سارع إلى القول إنها "تدعم الإرهابيين"، وطالبها بالاستقالة، وارتفع عدد تهديدات القتل الموجهة إليها.

وقالت إلهان عمر في نيسان/أبريل "أقسمت على صيانة الدستور. أنا أمريكية مثل كل أمريكي آخر".

 الفرقة  

ولدت إلهان في مقديشو، وعندما كانت في الثامنة من عمرها فرت عائلتها من الحرب الأهلية في الصومال، وأمضت العائلة أربع سنوات في مخيم للاجئين في كينيا قبل أن تهاجر إلى الولايات المتحدة.

وسرعان ما نما لديها ميل إلى دخول السياسة الأمريكية، وعملت مترجمة فورية لجدها في اجتماعات الأحزاب عندما كانت مراهقة، وبعد سنوات من النشاط في الحزب الديمقراطي، فازت بمقعد في برلمان مينيسوتا عام 2016، وبعد ذلك بعامين تم انتخابها للكونغرس الأمريكي، وظهرت كصوت شاب قوي يطالب بالتغير التقدمي.

ورغم جسمها النحيل تلمع شخصية إلهان في الكونغرس بفضل شخصيتها المليئة بالحيوية وملابسها الجريئة وحجابها المميز، وأثبتت أنها لا تخاف من تحدي المسؤولين الذين يتمتعون بسنوات من الخبرة تزيد بكثير عن سنواتها، كما فعلت في جلسة استماع حيث واجهت بقوة اليوت ابرامز، الممثل الخاص لترامب في فنزويلا الذي أدين بالكذب على الكونغرس عام 1991.

وهي واحدة من أربع نائبات ديمقراطيات يعرفن باسم "الفرقة" وهن جميعًا لسن من البيض، تجادلن مرارًا مع رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، قبل أن يستهدفهن ترامب مؤخرًا.

وكشفت النساء الأربع، المتحدثات الفصيحات الخبيرات بالإعلام، عن انقسامات بين الحرس القديم في الحزب بقيادة بيلوسي، وفصيل تقدمي يسعى إلى الحصول على مزيد من النفوذ.

ولكن منذ أن اتهم ترامب هذه "الفرقة" بكراهية أمريكا ودعاها إلى "العودة إلى بلادها الأصلية"، سلطت الأضواء على إلهان، وخصها الرئيس الأربعاء الماضي بهجوم في تجمع بنورث كارولاينا، وقال إنها "أهانت" موظفين أمريكيين "وقللت من شأن" هجمات 11 أيلول/سبتمبر.

وعندما وصمها ترامب بمعاداة السامية، هتف الحشد "أعيدوها إلى بلادها، أعيدوها إلى بلادها"، وسارعت إلهان إلى الرد على تويتر "أنا هنا حيث أنتمي، في بيت الشعب.. عليك أن تتعامل مع الأمر".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com