هل يشكل تحالف حزبي "العمل – غيشر" صفعة لليسار الإسرائيلي؟
هل يشكل تحالف حزبي "العمل – غيشر" صفعة لليسار الإسرائيلي؟هل يشكل تحالف حزبي "العمل – غيشر" صفعة لليسار الإسرائيلي؟

هل يشكل تحالف حزبي "العمل – غيشر" صفعة لليسار الإسرائيلي؟

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق عامير بيرتس، زعيم حزب "العمل" الإسرائيلي المعارض، مساء الخميس، أن حزبه سيخوص الانتخابات العامة المقبلة بقائمة موحدة مع حزب "غيشر- جسر"، برئاسة أورلي ليفي أبيكسيس، ابنة وزير خارجية إسرائيل الأسبق دافيد ليفي، مع أن هذا الحزب الأخير فشل في انتخابات نيسان/ أبريل الماضي في تحقيق نسبة الغلق، ومن ثم لم يتمكن من امتلاك تمثيل بالكنيست، الذي تم حله بعد ذلك.

وفاز وزير الدفاع الأسبق بيرتس برئاسة حزب "العمل" مطلع الشهر الجاري، عقب الانتخابات التهميدية التي أجريت على رئاسة الحزب، وأعلن عقب فوزه أنه عازم على توحيد صفوف الحزب، والذي يعاني انقسامات وخلافات عميقة في الرأي في السنوات الأخيرة، قادته إلى أزمة لم يعرفها من قبل، حين لم ينجح في الحصول سوى على 6 مقاعد في انتخابات الكنيست الأخيرة، مقارنة بـ 24 مقعدًا خلال الكنيست العشرين.

بنود الاتفاق

وبموجب الاتفاق سيتم تحصين أبيكسيس في المركز الثاني ضمن القائمة الانتخابية الموحدة بعد بيرتس، والتي ستخوض انتخابات الكنيست في 17 أيلول/ سبتمبر المقبل، كما سيتم تحصين اثنين من أعضاء حزبها ضمن الأسماء العشرة الأولى بالقائمة، فضلا عن تحصين اسمين آخرين ضمن العشرة الثانية بالقائمة ذاتها، وفقًا لما أورده موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت".

وينص الاتفاق على عدم خوض الانتخابات المقبلة تحت مسمى قائمة "العمل"، على أن يتم اعلان الإسم الجديد لاحقًا، والذي يحتمل أن يكون "العمل – غيشر"، أو غير ذلك.

ويشبه الاتفاق الموقع مساء الخميس اتفاقًا بين الحزبين وقع عام 1999، حين كان ايهود باراك زعيمًا لحزب "العمل" وكان دافيد ليفي، وزير الخارجية الأسبق زعيمًا لحزب "غيشر". ووقتها نجح ذاك التحالف الذي أطلق عليه "إسرائيل واحدة" في التغلب على حزب "الليكود"، لكن الصورة حاليًا مختلفة بشكل كلي.

وتسبب الاتفاق بين بيرتس – أبيكسيس في حالة من الاحتقان داخل حزب "العمل"، حيث أصبح المركز الثاني بالقائمة الانتخابية محجوزًا للأخيرة، بما يضمن لها مقعدًا برلمانيًا بالكنيست المقبل، وذلك على حساب أعضاء الحزب المخضرمين، هذا بخلاف إلغاء استغلال الشعار التقليدي لحزب "العمل"، وهو كلمة "حقيقة"، وهذا الشعار كان مستخدمًا أيضًا عقب الاتفاق الموقع عام 1999، لكنه لن يستخدم في الانتخابات المقبلة.

يخدم نتنياهو؟

واستغرب مراقبون إسرائيليون إبرام هذا التحالف، في وقت كان الاعتقاد السائد هو أن بيرتس بصدد التحالف مع بيني غانتس، زعيم تحالف "أزرق أبيض"، أو مع حزب "إسرائيل ديمقراطية" برئاسة ايهود باراك، أو حتى حزب "ميرتس"، برئاسة نيتسان هوروفيتش، بغية تعزيز كتلة اليسار – الوسط في مواجهة كتلة اليمين – اليمين المتطرف التي يتزعمها حزب "الليكود" برئاسة بنيامين نتنياهو.

وذكر يهودا شاليزنغر، المحلل السياسي بصحيفة "يسرائيل هيوم"، أن ما حدث يعد "مقامرة" من جانب بيرتس، من شأنها أن تحقق مصالح نتنياهو وليس أي شخص آخر، لأن أول تداعيات هذا التحالف هو سحب أصوات ناخبي حزب "ميرتس"، وكذلك حزب باراك الجديد، ومن ثم لن يحصل هذان الحزبان في الغالب على مقاعد بالكنيست المقبل، ومن ثم كتب بيرتس مصير كتلة اليسار – الوسط مبكرًا.

فتاة إعلانات سابقة

وتعد الإعلامية والعارضة السابقة أبيكسيس (47 عامًا)، عضوة الكنيست السابقة عن حزب "إسرائيل بيتنا" برئاسة أفيغدور ليبرمان، واحدة من الشخصيات التي جذبت الأنظار في الشهور الأخيرة، مع إعلان حزبها الجديد، والذي حمل اسم "غيشير"، وهو الاسم ذاته الذي حمله حزب والدها، وزير خارجية إسرائيل الأسبق دافيد ليفي.

ويظهر من ميثاق الشرف المعلن للحزب أنه يحمل طابعًا اجتماعيًا، كما أنه سيتصدى بشكل أساسي لسلطة رأس المال، فيما أعلنت أبيكسيس وقت تأسيسه أنها ستضمن أن يكون هناك تمثيل نسائي بالانتخابات المقبلة بنسبة لا تقل عن 50%، وستعمل من أجل تشكيل قوة اجتماعية جديدة، وتعزيز دور المرأة الإسرائيلية داخل مراكز صناعة القرار، ودفع المساواة داخل المجتمع وتطوير التعليم والإسكان، فضلًا عن تعزيز سلطة القانون ومكافحة الفساد.

كانت أبيكسيس قد انهت خدمتها بسلاح الجو الإسرائيلي عام 1993، وعملت كفتاة إعلانات، كما عملت كعارضة تابعة لأحد بيوت الموضة في إسرائيل، وتحمل درجة الماجيستير في القانون من مركز هرتزيليا متعدد المجالات.

فضلًا عن ذلك، عملت أبيكسيس كمقدمة برامج بالقناة 33 والقناة الأولى مطلع عام 2000، وعملت بالقناة العاشرة عام 2008، وأصبحت عضوة بالكنيست عام 2009 عن حزب "إسرائيل بيتنا"، واستقالت من الحزب في آيار/ مايو 2016، قبل تأسيس حزب "غيشر" أواخر العام الماضي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com