بعد نهاية عمره الافتراضي.. "فوبيا" مفاعل ديمونا النووي تؤرق الإسرائيليين
بعد نهاية عمره الافتراضي.. "فوبيا" مفاعل ديمونا النووي تؤرق الإسرائيليينبعد نهاية عمره الافتراضي.. "فوبيا" مفاعل ديمونا النووي تؤرق الإسرائيليين

بعد نهاية عمره الافتراضي.. "فوبيا" مفاعل ديمونا النووي تؤرق الإسرائيليين

عاد الجدل في الشارع الإسرائيلي بشأن التداعيات التي قد تحدث جراء كارثة نووية محتملة، على غرار تلك التي وقعت في محطة تشيرنوبل للطاقة النووية في أوكرانيا عام 1986، واعتبرت أكبر كارثة نووية شهدها العالم.

وانتهى العمرالافتراضي لمفاعل ديمونا النووي منذ أكثر من 15 عامًا، حيث تشير غالبية التقديرات إلى أنه لم يكن ينبغي أن يعمل أكثر من 40 عامًا، في وقت تسلمته إسرائيل من فرنسا وبدأت تشغيله عام 1963.

وذكر موقع "ماكو" التابع لشركة الأخبار الإسرائيلية، مساء الثلاثاء، أن المفاعل النووي في ديمونا بصحراء النقب، شهد العديد من المشاكل والأعطال في السنوات الماضية، وأنه في حال حدوث كارثة مماثلة لتلك التي شهدتها أوكرانيا قبل 33 عامًا، فإن إسرائيل "لن يمكنها مواجهة الآثار الناجمة عن هذه الكارثة"، ومن ثم توجه الموقع لخبراء في هذا المجال، مؤكدًا "أنه حصل على موافقة الرقابة بنشر التفاصيل".

قلب المفاعل غيرآمن

وأشار الموقع إلى أن مفاعل ديمونا الذي تم بناؤه قبل 64 عامًا في صحراء النقب، اعتبر أحد أكثر المواقع سرية في إسرائيل، وأن فكرة حدوث كارثة نووية لم تغب عن الأذهان، طالما يجري الحديث عن مفاعل قديم يحتاج بشكل دوري إلى أعمال صيانة وترميم.

ونقل الموقع عن غابي بارباش، المدير العام السابق بوزارة الصحة الإسرائيلية، أن حدوث واقعة تسرب إشعاعي على غرار ما حدث في محطة تشيرنوبل، "سيعني كارثة صحية – بيئية لا تمتلك المنظومة الصحية في إسرائيل أو في مكان آخر، القدرة على التعاطي معها".

وتوجه الموقع إلى عوزي عيلام، مدير وكالة الطاقة الذرية الإسرائيلية الأسبق، والذي أشار إلى حقيقة إيقاف المفاعل في ديمونا من آن إلى آخر، وإفراغ جميع المياه الثقيلة الموجودة في قلبه، لمعرفة ما يدور هناك، لكن المشكلة تكمن في الوعاء المركزي الذي لا يمكن استبداله، حيث يجري الحديث عن وعاء صلب عملاق يقع في قلب المفاعل، سيكون في مرحلة ما غير آمن.

وتطرق الموقع بشكل نادر لتسريبات جاسوس الذرة الإسرائيلي مردخاي فعنونو، وبدأ في اقتباس هذه التسريبات على أنها قد تكون حقائق، ومنها وجود قلب المفاعل تحت سطح الأرض، وأن قدرته تبلغ 24 ميغاواط، كافية لإنتاج 10 قنابل نووية سنويا.

وثيقة ..أعطال بالجملة

وشهد العقد الأخير العديد من عمليات الصيانة والتطوير بمفاعل ديمونا، بهدف إطالة عمره الافتراضي، بعد أن شهدت العقود التي سبقته العديد من المشاكل والحوادث، فيما يؤكد الموقع أنه حصل على وثيقة سرية أعدها خبراء الذرة، تتحدث عن العشرات من المشاكل التي شهدها المفاعل النووي الإسرائيلي من بينها تسرب إشعاعي عبر منظومة التبريد، وأعطال في بعض المختبرات، وتلوث شديد في نظام البخار الخاص بالنظام المركزي، وآثار إشعاعية في مناطق مجاورة للمفاعل.

وورد بالوثيقة أن هذه الأعطال الخطيرة مستمرة، ويتم تجاهلها، من بينها عطل خاص بأحد أفران صهر الرصاص المشع الملوث، والذي عمل بدون نظام تهوية مناسب، وفي حالة أخرى خطيرة تسرب غازات سامة في الهواء.

رئيس البلدية يؤكد "اطمئنوا"

وتحدث الموقع مع رئيس بلدية ديمونا، بيني بيتون، والذي أشار إلى أنه ومنذ اليوم الأول لتوليه المنصب، طلب ردودًا على جميع الأسئلة المتعلقة بالملف، وتلقى هذه الردود.

وأضاف رئيس البلدية: "يتم اطلاعي في كل ثانية وكل لحظة على ما يحدث في قرية البحوث النووية.. أطلع على النتائج والأرقام والمعطيات ولدى حالة من الاطمئنان التام".

وأردف المسؤول الإسرائيلي، أنه لا أحد يخفي عليه شئ بشأن المفاعل، ولا يمكن مقارنته بمحطة الطاقة في تشيرنوبل، مضيفًا: "أقوم بجولة على الأقل مرة كل شهرين في قرية البحوث النووية في ديمونا، وهناك يتم اطلاعي على كل التفاصيل.. على مواطني إسرائيل النوم بسكينة، فوقوع حادثة تصل لحد الكارثة أمر بعيد للغاية"، على حد زعمه.

كبسولات لوغول

وبين الموقع أن هناك تعاونًا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن منظومة إدارة المخاطر، وأن العمل يجري بمعايير مرتفعة للسلامة، لكن الموقع تساءل عن أسباب توزيع كبسولات اليود المائي "كبسولات لوغول" مرتين في الماضي على سكان المنطقة المجاورة للمفاعل، سواء في ديمونا، أو حول مفاعل الأبحاث النووية ناحال سوريك، وهذه الكبسولات مخصصة لتقليص الأضرار الناجمة عن التسرب الإشعاعي.

العلماء منقسمون

تجدر الإشارة إلى أن حالة من الذعر انتابت الإسرائيليين في نيسان/ أبريل 2016، مع تسريب تقارير حول عيوب خطيرة تم اكتشفاها في قلب المفاعل النووي في ديمونا، وأن المفاعل الذي يعمل منذ عام 1963 يحتوي على مشاكل كبيرة للغاية، بعد أن تجاوزت فترة عمله العمر الافتراضي للمفاعلات النووية، والذي لا ينبغي أن يتخطى 40 عامًا.

وأشارت صحيفة "هأرتس" حينذاك إلى أن عمليات فحص دقيقة أثبتت أن ثمة 1537 عيبًا داخل قلب المفاعل، وأن علماء بالمفاعل اعتادوا معالجتها بشكل مؤقت، لافتة إلى أن تلك المعطيات عرضت على المشاركين في أحد المؤتمرات العلمية التي عقدت في مدينة تل أبيب في الشهر ذاته، وأن هناك انقسامًا بين العلماء بشأن مدى خطورتها.

وصنع  قلب المفاعل النووي من المعدن وهو محاط بطبقات خرسانية، وبداخله توجد قضبان الوقود النووي وتحدث بداخله عمليات الانشطار.

ويقول خبراء إسرائيليون، إن فرنسا كانت قد سلمت إسرائيل المفاعل أواخر 1963، وإنه خلال هذه العقود تعرض للحرارة الشديدة وإشعاعات شديدة القوة، ما تسبب في تآكل قلب المفاعل، وإن مفاعلات من نوع ديمونا ينبغي أن تخرج من الخدمة بعد مضي 40 عامًا.

هجمات سيبرانية

وفي الشهر ذاته، أكدت دراسة أمريكية أن مفاعل ديمونا، من بين 20 مفاعلاً نوويًا حول العالم قد يقع ضحية لهجمات سيبرانية مدمرة، لافتة إلى أن المنشآت النووية حول العالم ليست بمأمن من هجمات الهاكرز، التي قد تتسبب في كوارث عالمية.

وأشارت الدراسة التي أعدتها "مبادرة التهديد النووي" وهي منظمة أمريكية غير ربحية، تأسست عام 2001، وتستهدف الحد من مخاطر انتشار الأسلحة النووية والكيميائية، إلى أن المفاعل النووي الإسرائيلي قد يصبح عرضة لعمليات قرصنة إلكترونية واسعة النطاق، نظرًا لعدم وجود معايير وقوانين يمكنها أن توفر حماية فعالة أمام الهجمات السيبرانية.

وتابعت أن الهجمات السيبرانية قد تكون الطريق الأقصر للغاية للسيطرة على المفاعلات النووية أو تدميرها، أو تدميرنظم الحماية الخاصة بهذه المنشآت، في حال لم تكن على مستوى التطور المناسب، أو في حال استخدم المهاجمون الافتراضيون تقنيات أكثر تطورًا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com