في أول مناظرة للديمقراطيين.. "أورورك" يتعثر و"كاستروط يبزغ و"وارين" تتجنب المشاكل

اعتلى عشرة أعضاء من الحزب الديمقراطي الأمريكي المنصة ليل الأربعاء للمشاركة في أول مناظرة للحزب في إطار حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2020، وحاول كل منهم تقديم نفسه لملايين الناخبين الذين سيقررون أيهم أحق بالترشح للرئاسة.

بعضهم أبلى بلاءً حسنًا والبعض الآخر كافح ليظل في دائرة الترشيح.

بايدن

ربما يكون نائب الرئيس السابق، جو بايدن، الأوفر حظًّا لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي، ويتصدر جميع استطلاعات الرأي تقريبًا، لكن في أول مناظرة لم يأت أي من منافسيه على ذكر اسمه ولو مرة واحدة.

لم يشارك بايدن (76 عامًا) لأن دوره يأتي في المناظرة الثانية اليوم الخميس، لكن بعض الخبراء قد توقعوا أنه سيظل مهيمنًا على مناظرة الأربعاء، لكنهم كانوا مخطئين، فلم يأت أحد على ذكره فعليًّا.

وأن تكون الأوفر حظًّا يعني عادة تعرضك لأسوأ انتقادات من منافسيك، لكن بايدن نجا من مقصلة، ولو لليلة على الأقل. بل إن منافسيه الذين سبق أن سخروا من سنه بالدعوة إلى "جيل جديد" من القيادة تركوه وشأنه أمس الأربعاء.

لكنه ربما لا يكون محظوظًا لهذه الدرجة اليوم الخميس عندما ينضم إلى تسعة ديمقراطيين آخرين على المنصة ذاتها في ميامي.

ترامب

وجَّه الديمقراطيون في المناظرة انتقادات للرئيس دونالد ترامب على بضع جبهات- وإن لم ينطقوا اسمه إلا فيما ندر - ما يوفر سلسلة رسائل تجريبية لكيفية مهاجمته بينما يسعى للفوز بفترة جديدة عام 2020.

وتتيح المناظرات التمهيدية للمرشحين استعراض أفكارهم، ومعظمهم انتهز تلك الفرصة أمس الأربعاء.

وهيمنت الهجرة على جانب من المناظرة، إذ شن الديمقراطيون هجومًا شديدًا على سياسات ترامب الخاصة بالحدود، وانتقدوه كذلك "لمحاباته الأثرياء" في سياساته الاقتصادية ولاتباعه ما وصفه البعض بالأساليب "الخطيرة" في خلافه مع إيران.

الرعاية الصحية

وكان موقف المرشحين من الرعاية الصحية من أكبر أوجه التمايز فيما بينهم.

وفي حين تحدث الديمقراطيون باستمرار طيلة العام الماضي عن معارضة سياسات ترامب الخاصة بالرعاية الصحية، فقد كشفت المناظرة أن الحزب ليس على اتفاق بشأن كيفية المضي قدمًا بشأن تلك القضية.

فقد انتقدت إيمي كلوبشر الرعاية الطبية للجميع، وهي النظام الشامل للرعاية الصحية الذي يتبناه مرشحون مثل: إليزابيث وارين عضو مجلس الشيوخ عن ماساتشوستس، وبيرني ساندرز عضو المجلس عن فيرمونت.

وقالت كلوبشر "ما يثير قلقي فحسب هو استبعاد نصف أمريكا تقريبًا من التأمين الصحي خلال أربع سنوات، وهو ما يقوله بالضبط هذا المشروع".

أما عضو الكونغرس السابق جون ديلاني عن ولاية ماريلاند، فوجّه انتقادات لاذعة -أيضًا- لبعضٍ من رفاقه الديمقراطيين لرغبتهم في التخلص من التأمين الصحي الخاص.

وقال "أعتقد أنه ينبغي لنا أن نكون الحزب الذي يبقي على ما هو ناجح ويصلح ما به خلل".

ويعتقد الجمهوريون بأن شعار الرعاية الطبية للجميع سيصرف معظم الناخبين المعتدلين في 2020.

وارين

وبالنسبة لوارين، التي قفزت بثبات في استطلاع الرأي لتضمن موقعًا ضمن المرشحين الثلاثة الأوائل، كان الهدف الأساس لها أن تتجنب المشاكل.

وقد ساعدها منافسوها، بل إنهم تجنبوا الفرص التي أتاحها لهم القائمون على المناظرة فيما يبدو لانتقادها بشكل مباشر.

وبدأت وارين بقوة فأجابت عن سؤال المناظرة الأول، وصفق الحاضرون لها بقوة أكثر من مرة لدى توجيهها انتقادات شديدة لحالة الاقتصاد الراهنة.

وفي نصف الساعة الأوّل هيمنت وارين على المناظرة وحصلت على وقت أكثر من منافسيها للرد على الأسئلة، لكن مع سخونة المناظرة حصل الآخرون على وقت أكبر وتلقت هي أسئلة أقل.

وعادة ما تنخفض نسبة المشاهدة مع استمرار المناظرة، وهو ما يعني أن وارين ربما كانت لديها ميزة عندما كانت أعداد أكبر تشاهد المناظرة.

قوة وكفاح

وبالنسبة للمرشحين الذين يكافحون لحشد الدعم في استطلاعات الرأي، أتاحت لهم المناظرة الفرصة الأولى لمحاولة تحقيق تقدم، ويمكن أن تتحول مناظرة جيدة لمرشح إلى تبرعات وزيادة في نسب التصويت.

وسعى الوزير السابق للإسكان والتنمية الحضرية، جوليان كاسترو، إلى التقدم للأمام خلال نقاش ساخن مع زميله في الحزب من تكساس وعضو الكونغرس السابق بيتو أورورك بشأن سياسة الهجرة.

ودعا كاسترو إلى إلغاء جزء من قانون الهجرة يسمح باحتجاز المهاجرين.

وقال كاسترو "بعضنا على هذه المنصة دعا إلى إنهاء ذلك الجزء.. إلى حذفه... أما البعض مثل عضو الكونغرس أورورك فلم يفعل. وأريد أن أتحدى كل المرشحين أن يفعلوا ذلك".

وقد كانت المشادة لصالح كاسترو على ما يبدو.

وعلى العكس، نال أورورك معظم النقد على وسائل التواصل الاجتماعي لأدائه السيّئ، ووجد صعوبة في انتزاع تفاعل قوي من الحضور، وبدا مترددًا في بعض الأوقات في رده على الأسئلة.