فصل جديد من السجال.. نخب ألمانية تطالب بمكافحة "معاداة الإسلام"
فصل جديد من السجال.. نخب ألمانية تطالب بمكافحة "معاداة الإسلام"فصل جديد من السجال.. نخب ألمانية تطالب بمكافحة "معاداة الإسلام"

فصل جديد من السجال.. نخب ألمانية تطالب بمكافحة "معاداة الإسلام"

في أحدث فصول السجال بشأن الإسلام في ألمانيا، وجَّه عدد من الباحثين الأكاديميين والسياسيين، ينتمون لتحالف "كليم"، الألماني، الأربعاء، انتقادات حادة لما أسموه بـ "ظاهرة العنف اليومي الموجه ضد المسلمين في ألمانيا".

ويعيش في ألمانيا، وفقًا لأحدث التقديرات، نحو 4 ملايين مسلم، من أصل العدد الإجمالي للسكان والبالغ نحو 83 مليون نسمة، ويمثل هؤلاء المسلمون، على الدوام، نقطة خلاف تبدأ من الشارع البسيط ولا تنتهي تحت قبة البرلمان الألماني (البوندستاغ)، أرفع مؤسسات البلاد.

وطالب التحالف، الذي يضم منظمات مجتمع مدني، بالإضافة إلى النخب السياسية والثقافية، بتشكيل لجنة خبراء على مستوى البلاد لمكافحة ما سمي بـ"معاداة الإسلام"، وهو تعبير يعيد إلى الأذهان تعبير "معاداة السامية" المتعلقة باليهود.

ونقلت "دويتشه فيله" عن مديرة مشروع التحالف لمناهضة معاداة المسلمين "Claim"، نينا موهه، قولها في بيان:"يساورنا قلق كبير بسبب المواقف المعادية للإسلام والمسلمين، التي تتواجد على مستوى مرتفع وثابت في ألمانيا منذ سنوات".

ورأت موهه أن تأسيس لجنة على المستوى الاتحادي سيكون خطوة أولى لمكافحة العنصرية والأحكام المسبقة ضد المسلمين.

ووقعت العديد من الشخصيات على البيان، من بينها: نائبة رئيس البرلمان الألماني عن حزب الخضر كلاوديا روت، والنائبة البرلمانية عن حزب "اليسار" المعارض كريستيانه بوخهولتس، ومديرة معهد أبحاث الاندماج والهجرة التجريبية في برلين التابع لجامعة هومبولت، نايكا فولوتان، والنائب السابق عن حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، روبرشت بولنتس، فضلًا عن رئيس المجلس المركزي للمسلمين أيمن مزيك.

ووفقًا لمنشورات تحالف كليم، فقد وقع، كذلك، على البيان الذي أُرسل للمسؤولين في الحكومة الألمانية، 26 خبيرًا من الأوساط العلمية والبحثية والسياسية، إلى جانب 37 منظمة مجتمع مدني.

ويأمل الموقعون أن تقوم اللجنة، التي دعوا لتشكيلها، بجرد شامل لكل مظاهر العنف الموجه ضد المسلمين في المجتمع وتطوير إستراتيجيات لمواجهة العنصرية المعادية للإسلام في البلاد.

وكان تحالف كليم قد تأسس في حزيران /يونيو من العام الماضي، بعد أن سجلت السلطات الألمانية مئات حالات الاعتداء ضد المسلمين ومؤسساتهم.

ويضم التحالف 35 منظمة، وهو يسعى إلى تسليط الضوء على الأثر غير الإنساني لخطاب معاداة الإسلام في ألمانيا، بحسب ما جاء في بيان التأسيس الذي أوضح أنه يحصل على التمويل من البرنامج الاتحادي "لإنعاش الديمقراطية" الذي ترعاه وزارة شؤون الأسرة الألمانية.

وأكثر ما يشغل اهتمام هذا التحالف هو أن الاستياء من المسلمين بات يلقى قبولًا اجتماعيًا، وهو أمر يسمم المناخ الاجتماعي، على حد تعبير القائمين عليه.

وكانت ألمانيا شهدت، قبل أشهر، جدلًا سياسيًا حادًا على أعلى المستويات بشأن الإسلام، فقد رأى وزير الداخلية هورست زيهوفر أن "الإسلام ليس جزءًا من ألمانيا"، إلا أن السياسي المخضرم فولفغانغ شويبله، رئيس البرلمان رد قائلًا:"لا يمكننا أن نوقف مسار التاريخ، وعلى الجميع أن يتعامل مع حقيقة أن الإسلام أصبح جزءًا من بلادنا".

ومثل هذه المواقف المتباينة بشأن التعاطي مع الإسلام تكاد تكون مشهدًا مألوفًا في الحياة السياسية الألمانية، وهو ما يدفع خبراء إلى الحذر من احتمال أن تتعمق هذه الخلافات على نحو قد يهدد الاستقرار السياسي والاجتماعي في البلاد.

وبات الإسلام يثير نقاشًا حول مسائل كانت بعيدة عن اهتمامات المجتمع الألماني، مثل: الحجاب، والحرية الدينية، والأطعمة الحلال، وصوم الأطفال، والاختلاط بين الجنسين في بعض الأماكن، وحتى شرب الخمور، والأندية الليلية.. وغيرها من الموضوعات والطقوس والعادات المستمدة من الثقافة الإسلامية.

ووفقًا لمصادر تاريخية، فإن حضور الإسلام في ألمانيا كان "ضعيفًا" حتى نهاية الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945) حيث بدأت أعداد المسلمين تتزايد.

وكانت ألمانيا قد خرجت مدمرة من الحرب العالمية الثانية، وهو ما استدعى جلب عمالة من الخارج لإعادة الإعمار، وجاء الأتراك وكذلك المغاربة العرب بأعداد كبيرة غالبيتها من المسلمين، ليتكرس الحضور الإسلامي في البلد المسيحي.

وتعزز حضور الإسلام مع توافد مئات الآلاف من المهاجرين من أفريقيا والشرق الأوسط، خلال السنوات القليلة الأخيرة، وغالبية هؤلاء هم من المسلمين، ليصل عددهم إلى أكثر من 4 ملايين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com