سيناريوهات لحسم الحرب على داعش
سيناريوهات لحسم الحرب على داعشسيناريوهات لحسم الحرب على داعش

سيناريوهات لحسم الحرب على داعش

أكدت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية أن إيقاف تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" يأتي على قمة أولويات أجندة وزير الدفاع الأميركي الجديد أشتون كارتر لعام 2015، إلا أن السياسة الحالية من الضربات الجوية المحدودة لا تكفي لهزيمة أو حتى إضعاف تنظيم الدولة بشكل فعال.

وأضافت المجلة في مقال تحليلي أن هناك نوعين هامين، وقد يكونا متناقضين، من البدائل للسياسة الحالية، أحدهما، ويدعو إليه "ماكس بوت"، زميل مجلس العلاقات الدولية، نشر حوالي 30 ألف جندي من القوات الأمريكية البرية، وفرض الولايات المتحدة منطقة حظر طيران، وتحفيز تركيا حتى تصبح شريكاً عسكرياً نشطاً في الحرب، كل ذلك من أجل دفع الأكراد وقوات الأمن العراقية التي يهيمن عليها الشيعة والسنة، للعمل معاً لدحر تنظيم الدولة من مواقعه القوية في العراق وسوريا.

وعلى الجانب الآخر، يعتقد "ديفيد دبتولا" الجنرال بسلاح الجو سابقاً، أن شن حملة جوية موسعة ضد قيادة تنظيم الدولة وضد المراكز الاقتصادية والعسكرية الهامة التابعة له يمكن أن تضعف التنظيم لأنها ستسهم فى نشأة مقاومة سنية واسعة وسريعة ضد التنظيم، مما يجعل أي قوات خاصة أمريكية على الأرض لا لزوم لها.

وترى المجلة أن هذه المقترحات تبدو غير واقعية بقدر ما هي طموحة، مشيرة إلى أنه لا شك أن واشنطن ترغب في إيجاد حل سحري لهزيمة تنظيم الدولة بسرعة في سوريا والعراق، إلا أنه ليس من المرجح العمل بأي من المقترحين.

وأضافت أن هناك أكثر من 20 مليون سني في سوريا والعراق، وجزء كبير منهم يتعاون الآن (بشكل سلبي أو إيجابي) مع التنظيم وسوف يقاتل بقوة لتجنب الهيمنة الكردية والشيعية، وقليل منهم تحت السيطرة الأمريكية.

وفي الوقت نفسه، فإن إرسال قوات برية أمريكية قد يساعد في السيطرة على أجزاء من الأراضي التي يستحوذ عليها تنظيم الدولة، لكن من غير المرجح أن يضعف التنظيم داخل المناطق ذات الأغلبية السنية.

وأضافت بأن الأسوأ من ذلك هو أن حشد تحالف مكون من عدة أعداء للسنة قد يزيد من تعاون السكان السنة المحليين مع تنظيم الدولة، مشيرة إلى أن خيار الضربات الجوية وحدها به عيب متناقض.

وتابعت قائلة: صحيح أن هذا الخيار قد يصيب داعش بالضرر في مدينة الرقة وأجزاء أخرى من المناطق السنية، لكنه لن يوقف رد فعل التنظيم بتوسيع نطاق أراضيه من خلال السيطرة على مناطق أخرى.

وترى المجلة أن هزيمة تنظيم الدولة تتطلب استراتيجية جديدة لاستعادة السيطرة على المناطق السنية مؤكدة أن تلك الاستراتيجية ينبغي أن تبنى تدريجيا على النهج الحالي "المطرقة-والسندان"، والذي قلل من توسع تنظيم الدولة بالمناطق الكردية والشيعية.

وأضافت بأن الظروف مواتية الآن لسندان السنة في محافظات نينوى والأنبار بالعراق، ولذلك ينبغي أن تكون تلك المناطق محل تركيز الخطة الجديدة مع توافر أربعة عناصر:

أولاً: ينبغي أن يكون الهدف الأول هو الحفاظ على المكاسب التي حققتها الولايات المتحدة بالفعل. ووفقا لذلك، ينبغي على الولايات المتحدة الاستمرار في شن الضربات الجوية بالعراق وسوريا لمنع التنظيم من توسيع رقعة الأراضي الواقعة تحت سيطرته، وخاصة على حساب الحلفاء المحليين.

وقد أثبتت الحملة الجوية نجاحها في وقف تقدم تنظيم "داعش" نحو العاصمة الكردية أربيل والمناطق الشيعية حول بغداد.

ومن ثم، يجب على الولايات المتحدة نشر قوات خاصة لدعم الحلفاء المحليين، ولكن بعدد قليل (أقل من 100) وفي محيط خارجي من أجل تفادي مخاطر وقوع الجنود الأمريكيين في أيدي تنظيم الدولة.

ثانيا: يجب على الولايات المتحدة ضمان اتفاق لتقاسم السلطة بين الحكومة العراقية والقبائل السنية، بحيث يسمح بمزيد من الحكم الذاتي للأقاليم السنية، مثل التي منحت لأكراد العراق، مع التأكيد على أن السيطرة السنية على قوات الشرطة والأمن المحلية، والتي ستمثل عنصرا هاما في مثل هذا الاتفاق.

ثالثا: يجب على الولايات المتحدة التوسع في استخدام القوة الجوية للحد من قدرة تنظيم الدولة على "تحريك قوات كبيرة وبحرية بين سوريا والعراق.

رابعاً: سيكون من الضروري دحر التنظيم من المناطق السنية الرئيسية.

وأشارت المجلة إلى أن الخطوات الثلاث الأولى مجتمعة ستضعف من قدرة وسيطرة التنظيم في العراق، وضمان حكم ذاتي سياسي وأمني للسنة مع احتواء قدرة التنظيم على التوسع والتنقل.

وأضافت بأن تعزيز قوة الحلفاء المحليين بالحد الأدنى من الوجود الأمريكي لن يحسن فقط فعالية الحملة الجوية، ولكن أيضا سيمكن القوة الوحيدة من دحر وهزيمة تنظيم الدولة في القتال.

وشددت على ضرورة أن تحاكي هذه الإستراتيجية الحملة الأفغانية عام 2001، حيث تمكن الحلفاء المحليين بمساعدة 50 جندياً فقط من القوات الخاصة الأمريكية من هزيمة التفوق العسكري لحركة طالبان الأفغانية.

وأشارت إلى أن الخطوة الحاسمة التالية هي تحديد جيوب المقاومة السنية لتنظيم الدولة وتقديم الدعم لهم، مع التركيز على نقطتين واضحتين: الأولى هي قوة شرطة محافظة نينوى، التي يبلغ عددها حوالي 24 ألف شخص عندما سيطر التنظيم على معظم المحافظة فى يونيو الماضى. والثانية هي القبائل السنية التي عارضت التنظيم في الأنبار.

واختتمت المجلة بأنه مع قيام 1500 جندي من القوات الخاصة الأمريكية بتدريب 15 ألف من القوات المحلية سنويا، ومع وجود الفرقة الحالية المؤلفة من 3 ألاف مستشاراً، يمكن توقع نتائج مبهرة إذا تم التركيز على دعم قوة من السنة معارضة لتنظيم داعش.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com