"القضاء في خدمة السياسة".. لماذا فك أردوغان عزلة الزعيم الكردي أوجلان؟
"القضاء في خدمة السياسة".. لماذا فك أردوغان عزلة الزعيم الكردي أوجلان؟"القضاء في خدمة السياسة".. لماذا فك أردوغان عزلة الزعيم الكردي أوجلان؟

"القضاء في خدمة السياسة".. لماذا فك أردوغان عزلة الزعيم الكردي أوجلان؟

أعلنت تركيا، اليوم الخميس، فك عزلة مفروضة منذُ نحو 8 سنوات على الزعيم الكردي المسجون عبد الله أوجلان، في خطوة وصفها مراقبون بـ"المفضوحة" لكسب ودّ الأكراد قبل إعادة انتخابات بلدية إسطنبول المقررة في 23 من شهر حزيران/يونيو المقبل.

وقال وزير العدل التركي عبد الحميد غول: إن القرار الذي كان يمنع أوجلان من لقاء محاميه قد ألغي، وأصبح بإمكانه إجراء تلك اللقاءات، مشيرًا إلى أن "لقاء أي موقوف مع محاميه حقٌ، ولكن يمكن حظره لأسباب أمنية".

ويأتي القرار بعد السماح في 2 من شهر أيار/مايو الجاري، بزيارة، عدت الأولى من نوعها منذُ عام 2011، لمحامين من فريق الدفاع عن الزعيم التاريخي لحزب العمّال، المصنّف إرهابيًا من قبل أنقرة وحلفائها الغربيين.

قرار سياسي بامتياز

ورأى خبراء أن القرار لا علاقة له بالجوانب القانونية والإنسانية، ولا صلة له، كذلك، بضرورات القضاء المستقل والنزيه، وإنما هو "قرار سياسي بامتياز".

وأشاروا إلى أن الهدف من القرار هو محاولة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان توظيف الورقة الكردية على أمل الظفر ببلدية إسطنبول في جولة إعادة الانتخابات، بعد أن خسرها مرشح حزب العدالة والتنمية بن علي يلدرم في الانتخابات التي جرت في شهر آذار/مارس الماضي، أمام مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض أكرم إمام أوغلو.

وفسر العديد من المراقبين، آنذاك، فوز مرشح حزب الشعب الجمهوري، بأن تصويت الأكراد كان حاسمًا، وأنّ حزب الشعوب الديمقراطي، الذي ينظر إليه بوصفه الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني، فضّل دعم مرشح المعارضة إمام أوغلو على تقديم مرشح خاص به.

وتشير التقديرات إلى أن الأكراد يملكون ما نسبته حوالي 4 إلى 6% من أصوات إسطنبول، ما يعني أن أصواتهم ستكون "بيضة القبان (الميزان)" في انتخابات الإعادة المقبلة.

ويبدو أن أردوغان الذي لم يلجأ إلى هذه الورقة، في السابق، طالما كان فوزه مضمونًا، حين استشعر الخطر بخسارته لبلدية إسطنبول، أكبر حواضر تركيا وأكثر رمزية في الوجدان الجمعي التركي، لجأ إلى إشهار هذه الورقة الكردية الرابحة، والتي يرى خبراء أنها تنطوي على "تنازل مؤلم".

ورغم مضي 20 عامًا على اعتقال أوجلان في العاصمة الكينية نيروبي، بعملية استخبارية معقدة، وهو يقضي منذُ ذلك الحين عقوبة بالسجن المؤبد في جزيرة "إيمرالي" ببحر مرمرة، غير أنه لا يزال يحظى بتقدير رفاقه في حزب العمال الكردستاني، ويتمتع بسطوة رمزية عالية لدى القاعدة الشعبية الكردية.

وتأكيدًا لهذه المكانة، ينفذ المئات من أنصار الحزب إضرابًا عن الطعام احتجاجًا على عزلة وظروف اعتقال زعيمهم، وهو ما دفع أوجلان نفسه إلى دعوة أنصاره بعدم تعريض حياتهم للخطر، في رسالة نقلها محاموه مطلع الشهر الجاري.

وما زالت صور أوجلان هي التي ترفع في أية فعالية يقيمها حزب العمال الكردستاني.

وكانت اللجنة العليا للانتخابات في تركيا قررت إلغاء انتخابات بلدية إسطنبول، وإعادة إجرائها في حزيران/يونيو المقبل، وذلك بعدما تقدّم حزب العدالة والتنمية بطعن في النتائج بحجّة وقوع مخالفات وعمليات تزوير.

وعلّق خبراء على قرار إعادة الانتخابات بالقول إن هذه الانتخابات لم تكن لتعاد لولا الضغط الشديد الذي مارسه حزب العدالة والتنمية وأردوغان على اللجنة الانتخابية حتى تتخذ قرار الإعادة، الذي رفضته المعارضة التركية واعتبرته انقلابًا على العملية الديمقراطية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com