الشرق الأوسط.. أعياد ميلاد حزينة
الشرق الأوسط.. أعياد ميلاد حزينةالشرق الأوسط.. أعياد ميلاد حزينة

الشرق الأوسط.. أعياد ميلاد حزينة

احتفل مسيحيو العالم بعيد الميلاد في أجواء خيم عليها العنف الذي يمزق الشرق الأوسط.

وجرت الاحتفالات في جو كئيب وثقيل في بيت لحم، مسقط رأس السيد المسيح وفقا للتقاليد، في حين وقعت أعمال عنف جديدة في قطاع غزة، حيث قامت الطائرات الإسرائيلية بتنفيذ غارة جديدة، مما أسفر عن مقتل ناشط من حماس، بعد إطلاق النار من قبل الفلسطينيين على واحدة من دوريات الجيش الإسرائيلي.

بيت لحم مهجورة من قبل الحجاج

رافق صوتُ الموسيقى والطبول، ومسيرة الكشافة موكبَ الاحتفالات لغاية كنيسة المهد بقيادة بطريرك القدس اللاتين فؤاد طوال، وهو أعلى سلطة كاثوليكية في الأراضي المقدسة، وفي الساحة التي كان الحشد فيها أقل بكثير من السنوات السابقة، كان عدد الحجاج الأجانب قليلا جدا.

وانتصبت شجرة عيد الميلاد العملاقة المزينة بألوان العلم الفلسطيني - الأسود والأبيض والأحمر والأخضر - في منتصف الساحة، وشرع عدد من بابا نويل يوزعون الحلوى على الحشد، فيما أبعد مناخ التوتر المتصاعد المتواصل منذ عدة أشهر الحجاج الأجانب، وفقا لمسؤولي قطاع السياحة في بيت لحم التي تقع على بعد حوالي عشرة كيلومترات إلى الجنوب من القدس.

رسالة البابا للمسيحيين المضطهدين

في روما، كان الإقبال الاحتشاد أكبر وأكثر أهمية في قداس "منتصف الليل" الذي أحياه البابا فرنسيس في كنيسة القديس بطرس، ابتداء من الساعة الثامنة مساء بتوقيت غرينتش، حيث أعرب رئيس الكنيسة الكاثوليكية، الثلاثاء، عن قلقه العميق إزاء محنة المسيحيين في الشرق الأوسط الذي يدمره الصراع الدموي بشكل متزايد، لا سيما في العراق وسوريا، حيث يضاعف الجهاديون الانتهاكات ضد الأقليات الدينية على الخصوص.

وحث فرانسيس المسيحيين، في رسالة طويلة موجهة للشرق، على: "المثابرة" والحوار بين الأديان، على الرغم من الصعوبات، مؤكدا أن ليس هناك أي بديل عن الحوار، لأنه "أفضل ترياق لمواجهة الإغراء الأصولي الديني".

وفي إشارة واضحة إلى تنظيم الدولة الإسلامية الجهادية، أعرب البابا عن قلقه إزاء "منظمة إرهابية لم يتصورها أحد من قبل، تقترف اليوم جميع أنواع التجاوزات". "لقد ضربتْ بعضكم وطردتهم بوحشية من أراضيهم التي عاشوا فيها منذ عصور الرسالات السماوية"، هكذا ندد البابا فرانسيس، مشيرا أيضا إلى المأساة التي تعيش فيها طوائف أخرى تتعرض للمطاردة، مثل اليزيديين وغيرهم من الطوائف.

وندد فؤاد طوال في بيت لحم، بهذه التجاوزات، وكذلك بالحرب الأخيرة على غزة والاعتداءات التي مارستها إسرائيل خاصة في القدس خلال الأشهر الأخيرة: "فيما وراء المأساة اللاإنسانية وسفك الدماء والدموع في الشرق الأوسط، جميعنا مندهشون لرؤية الشباب في أوروبا وهم يتبنون الأيديولوجيات الراديكالية ويقاتلون في سوريا والعراق".

وترأس "طوال" القداس الأعلى لعيد الميلاد في الكنيسة الكاثوليكية سانت كاترين، المجاورة لكنيسة المهد، في حضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي وصل في فترة ما بعد الظهر إلى بيت لحم ، للالتقاء بالطائفة المسيحية.

وفي تصريح لوكالة فرانس بريس في بغداد، قال البطريرك الكلداني لويس ساكو إن "إحياء عيد الميلاد هذا كان صعبا جدا بالنسبة لـ150 ألف مسيحي عراقي النازحين الذين "يعيشون وضعا مأساويا والذين لم يقدّم لهم أي حل سريع". "ففي هذا الموسم من أعياد الميلاد على الخصوص يحتاجون إلى إشارت تطمئنهم. يجب علينا أن نقول لهم أننا لم ننسهم ولم نهملهم"،أضاف لويس ساكو.

وتفيد التقارير أن الرئيس الإيراني حسن روحاني وغيره من زعماء العالم، قدموا للبابا تمنياتهم بعيد ميلاد سعيد، داعين إلى التعاون من أجل نشر السلام والأمن والرفاه في العالم.

وفي كوبا جرت احتفالات عيد الميلاد التي ظلت محظورة لزمن طويل من قبل النظام، في جو من الفرحة التي زادها انتعاشا التقارب مع الولايات المتحدة.

ولكن الاحتفال في سيراليون كان خاليا من التجمعات بسبب تفشي مرض إيبولا: "المسيحيون الذين يذهبون إلى الكنيسة لقداس عيد الميلاد ينبغي أن يعودوا إلى ديارهم فور انتهاء القداس ويواصلوا بقية الاحتفالات في بيوتهم"، كما أمر الرئيس إرنست باي كوروما.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com