الدور السعودي في العلاقات الأمريكية الإيرانية
الدور السعودي في العلاقات الأمريكية الإيرانيةالدور السعودي في العلاقات الأمريكية الإيرانية

الدور السعودي في العلاقات الأمريكية الإيرانية

واشنطن ـ نشرت مجلة ناشيونال إنترست مقالا للباحث في شؤون الشرق الأوسط أندرو بوين، تحت عنوان"العامل السعودي في معادلة إصلاح العلاقات مع إيران" بدأه بالقول إنه مع انهيار الركيزة الأخيرة لسياسة الاحتواء الأمريكية، بعد إرجاء الوصول لاتفاق نووي مع إيران, يجازف الرئيس باراك أوباما الآن بإثارة مزيد من التوتر في العلاقات مع المملكة العربية السعودية.



ويوضح الكاتب أن ذلك يأتي في الوقت الذي تحتاج واشنطن للحفاظ على دعم كل من الرياض وطهران، في سبيل تعزيز مصالحها الوطنية الأساسية، بضمان التدفق الحر للنفط إلى الأسواق العالمية عبر منطقة الخليج، ومنع الانتشار النووي، والحد من قدرات داعش.

ويشير الكاتب إلى أن مشاركة واشنطن الطويلة في المنطقة كانت تستند على علاقات قوية مع أبرز الدول الإقليمية, من بينها السعودية وإسرائيل.

ومكنت هذه التحالفات المستقرة الولايات المتحدة من تعزيز مصالحها الأساسية، وتجنب إغراء مد فترة التدخل على الرغم من المغامرات العسكرية المتهورة التي قامت بها إدارة جورج دبليو بوش.

ومزج الرئيس أوباما منذ مجيئه إلى السلطة بين التدخل الواقعي والتدخل الليبرالي في محاولة لتوجيه الولايات المتحدة بعيداً عن التحركات أحادية الجانب التي قام بها سلفه ونحو القيادة بالتعاون مع قوى أخرى.

وتأكيداً على رغبته في الحد من تركيز واشنطن على تعزيز الديمقراطية في المنطقة, سارع أوباما بإرسال خطاب إلى المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، اقترح فيه التعاون سوياً بينما استجاب بصمت لحملة القمع العنيف لاحتجاجات الحركة الخضراء عام 2009.

وسعياً وراء الخروج بسرعة من بغداد عام 2010, أذعن أوباما لرفض رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بقاء قوة أمريكية صغيرة, واعترف ضمنياً بالوجود السياسي والاقتصادي والعسكري الذي رسخته طهران داخل العراق في مرحلة ما بعد 2003.

وفي الوقت نفسه, طمأن أوباما القادة العرب الذين حكموا لفترات طويلة أن واشنطن ستحد من تركيزها على تعزيز الديمقراطية، وبدلاً من الحفاظ على مساره, أيد أوباما الاحتجاجات الشعبية عام 2011 مما أثار قلق واستياء عدد من حلفائه في المنطقة.

ويشير الكاتب إلى أن الرياض أعربت سراً وعلانية، عن قلقها وغضبها من الالتزام الضعيف الذي يبديه أوباما تجاه حلفاء الأمريكيين في وقت الأزمات, ولا سيما في حالة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، والإجراءات غير المتسقة الصادرة عن أوباما في مواجهة الأزمات الإقليمية.

فقد لجأ أوباما إلى "القيادة من وراء ستار" في الوقت الذي ينظر فيه حلفاء اأمريكيا، إلى الولايات المتحدة كرادع عسكري قوي ضد التهديدات الإقليمية التي تواجه مصالحهم وأمنهم.

وتجاهل الرئيس المصالح السعودية على صعيدين أساسيين، هما دعم جماعة الإخوان المسلمين في مصر, والفشل في توفير المساعدة العسكرية والاقتصادية اللازمة لقلب ميزان القوة على الأرض ضد الرئيس السوري بشار الأسد، وهو ما جاء في مصلحة الخصم السياسي الإقليمي للرياض, إيران, فضلاً عن الأسد وروسيا.

ونقض أوباما وعده الشخصي للعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز بتنفيذ "الخط الأحمر" الذي وضعه ضد سورية عام 2013, مما عزز الشعور بأنه لا يمكن الثقة في تصريحات الرئيس الأمريكي.

ووقفت الرياض تشاهد بقلق متزايد بينما صعد تنظيم داعش في المنطقة وفرضت إيران نفوذها في الدول المجاورة لها، وازدادت شعبية الإسلام السياسي.

وزاد استعداد أوباما لقبول الدور السياسي والعسكري الإيراني في العراق وسوريا، في مكافحة داعش وللوصول إلى اتفاق بشأن برنامج طهران النووي من توتر العلاقات مع السعودية.

ويقول الكاتب إن أوباما لم يحول تعاونه مع إيران إلى استراتيجية واضحة، تراعي الحفاظ على ودفع المصالح الأمريكية وكذلك مصالح الحلفاء الرئيسيين في المنطقة، ونتيجة لذلك, فتح أوباما الباب أمام إنهاء سياسة الاحتواء القديمة التي انتهجتها الولايات المتحدة لعقود ضد إيران.

وبينما رحب الرئيس بالتعاون مع إيران فيما يتعلق بداعش, ما تزال هناك خلافات عميقة بين كلا البلدين حول العراق ولبنان وإسرائيل وفلسطين وسوريا.

ويرى الكاتب أن التعاون مع إيران ينبغي أن يجري في إطار استراتيجية إقليمية للتعاون المزدوج تحل محل سياسة الاحتواء الأمريكية وتطمئن السعودية بأن واشنطن ستحافظ على التزامها الأمني.

ويختتم الكاتب بالإشارة إلى أن إحجام أوباما عن تولي دور القيادة سيجعل خلفه يرث شرق أوسط تتمتع فيه إيران بنفوذ متزايد، وتمتلك فيه الولايات المتحدة علاقات أضعف مع السعودية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com