تكتم على لقاء وزيري الدفاع.. هل هناك صفقة تركية أمريكية بديلة عن "الصواريخ الروسية"؟
تكتم على لقاء وزيري الدفاع.. هل هناك صفقة تركية أمريكية بديلة عن "الصواريخ الروسية"؟تكتم على لقاء وزيري الدفاع.. هل هناك صفقة تركية أمريكية بديلة عن "الصواريخ الروسية"؟

تكتم على لقاء وزيري الدفاع.. هل هناك صفقة تركية أمريكية بديلة عن "الصواريخ الروسية"؟

هدأت النبرة الحماسية العالية للمسؤولين الأتراك، في الأيام الأخيرة، بشأن إصرار بلادهم على إتمام صفقة صواريخ "إس 400" الروسية، فيما ترد أنباء من واشنطن، التي يزورها وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، تشير إلى أن صفقة بديلة تلوح في الأفق، طرفاها هذه المرة تركيا والولايات المتحدة.

ويقول خبراء في الشأن التركي إن أنقرة تتبع "سياسة براغماتية" لا تأبه كثيرًا للوعود والالترامات، وإنما تركز على المصالح"، مشيرين إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان قد وضع الكثير من الخطوط الحمر، لا سيما بخصوص الملف السوري، لكنه تغاضى عنها.

وفي أحدث مؤشر على احتمال تراجع أنقرة عن إتمام صفقة الصواريخ الروسية، نقلت وكالة أنباء الأناضول الرسمية عن أكار قوله إن أنقرة تلقت "عرضًا أمريكيًا جديدًا"، مشيرًا إلى أن الجهات المعنية تدرس تفاصيل هذا العرض، وفور الانتهاء من دراسته سنقدم للأمريكيين جوابنا".

وكانت واشنطن قد أبدت اعتراضًا قويًا على عزم تركيا شراء منظومة الصواريخ الروسية "إس 400"، وعرضت، بدلًا من ذلك، بيع تركيا منظومة صواريخ باترويوت، وهو ما يعني أن وزير الدفاع التركي كان يشير إلى منظومة الصواريخ الأمريكية، المعروضة على بلاده دون تسميتها.

وأضافت الوكالة التركية يوم الثلاثاء، أن أكار أجرى محادثات "بناءة جدًا" مع القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي باتريك شاناهان، "وتقاربت وجهات النظر بشأن بعض الأمور"، دون أن تفصح عن المقصود بهذه الأمور.

ويجري وزير الدفاع التركي مع وفد ضخم زيارة للولايات المتحدة لإجراء مباحثات تتركز في جانب منها على الخلاف بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي، بخصوص شراء تركيا منظومة دفاع صاروخي روسي، والسعي إلى إرضاء واشنطن "الغاضبة".

البنتاغون من جانبه أشار في بيان مقتضب نشر عقب اللقاء إلى أن الوزيرين التقيا بصفتهما "شريكين إستراتيجيين".

ولفت البيان الأمريكي إلى أن الرجلين "ركزا في محادثاتهما على مصالحهما وليس مواقفهما، وعلى أهمية التعاون الأمريكي- التركي على الصعيد الثنائي وكحليفين في حلف شمال الأطلسي".

وباستثناء هذه التصريحات والبيانات الدبلوساسية الرسمية المقتضبة، لم يرشح شيء عن اللقاء بين الجانبين التركي والأمريكي، إذ أحيط اللقاء بتكتم كبير، ولم يُعلن عنه للصحفيين، مسبقًا، خلافًا للعادة.

ويقول موقع "أحوال تركية" إنه يُسمح عادة للصحفيين بتصوير الدقائق الأولى من اللقاءات الثنائية لوزير الدفاع الأمريكي، ما يتيح لهم طرح سؤال أو اثنين على المشاركين، غير أن التكتم الذي ساد اللقاء، هذه المرة، هدف، على ما يبدو، إلى تفادي طرح أسئلة على الرجلين بشأن المواضيع الخلافية المتراكمة بين البلدين.

ويرجح محللون سياسيون أن هذا التكتم نابع من طبيعة الملفات الخلافية بين أنقرة وواشنطن، مشيرين إلى أن أي تصريح أو معلومة غير مؤكدة قد تفاقم التعقيد بشأن القضايا التي تتواصل المفاوضات بشأنها، لعل أبرزها صفقة الصواريخ الروسية المنتظرة.

وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قد قال الأسبوع الماضي، إن واشنطن أبلغت أنقرة بأنها ربما تواجه عقابًا على شرائها منظومة إس-400 ، وذلك بموجب قانون يعرف بقانون التصدي لأعداء الولايات المتحدة من خلال العقوبات.

وكان مسؤولون أمريكيون قد قالوا إن شراء منظومة إس-400 سيهدد شراكة تركيا في برنامج مقاتلات إف-35، لأن المنظومة ستهدد أمن المقاتلات التي تصنعها شركة لوكهيد مارتن، وتنتج شركات تركية بعض أجزاء تلك المقاتلة الشبح.

واقترحت أنقرة على واشنطن، أن يشكل البلدان لجنة تقنية تحت مظلة حلف شمال الأطلسي لتحديد ما إذا كانت منظومة إس-400 تشكل خطرًا على مقاتلات إف-35 كما يقول الأمريكيون، وتنتظر تركيا الرد الأمريكي.

وتخشى الولايات المتحدة وأعضاء آخرون في حلف شمال الأطلسي يمتلكون مقاتلات إف-35، من أن يتعلم رادار منظومة إس-400 الروسية، رصد وتتبع المقاتلة، ما يقلل قدرتها على تفادي الأسلحة الروسية.

وتعد قضية "إس 400" أحدث خلاف بين واشنطن وأنقرة في سلسلة نزاعات دبلوماسية تتضمن مطالبة تركيا للولايات المتحدة بتسليم رجل الدين فتح الله غولن، والتوقف عن دعم قوات سوريا الديمقراطية، حليفة واشنطن في مكافحة الإرهاب، فضلًا عن أن التقارب الروسي التركي الإيراني، وكلها أمور دفعت واشنطن الى التشدد إزاء أنقرة التي مضت في إغضاب واشنطن باعتراضها على قرارات أمريكية بشأن إسرائيل، كان آخرها اعتراف البيت الأبيض بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل.

إلى ذلك، نقلت وكالة بلومبيرغ عن محللين سياسيين قولهم إنه لا يبدو أمام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في النهاية، سبيل آخر غير التراجع عن صفقة صواريخ إس 400 الروسية، فالولايات المتحدة تهدد بفرض عقوبات قد تفاقم الوضع الاقتصادي المتردي، أصلًا، وهو ما يؤثر على شعبية أردوغان التي تراجعت، مؤخرًا، حيث خسر المدن الكبرى في الانتخابات المحلية الأخيرة.

وفي محاولة لإيجاد حل وسط بين الطرفين، يبحث المسؤولون الأتراك إمكانية نشر نظام الصواريخ الروسية في دولة ثالثة مثل أذربيجان أو قطر، وفقًا لكاتب عمود مؤيد للحكومة التركية أوكان موديريسوغلو في صحيفة "صباح".

من جانبه، قال سينان أولجن، رئيس مركز الدراسات في إسطنبول إنه "على الرغم من كل البيانات التي أدلي بها، ما زلت أعتقد أن تركيا ستتراجع عن صفقة "إس 400"، وتمتنع عن تصعيد التوتر"، مشيرًا إلى أن "بيع منظومة الصواريخ الروسية إلى بلد ثالث قد يكون أحد الحلول".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com