سياسيون: "داعش" لن يؤثر على انتخابات الرئاسة التونسية
سياسيون: "داعش" لن يؤثر على انتخابات الرئاسة التونسيةسياسيون: "داعش" لن يؤثر على انتخابات الرئاسة التونسية

سياسيون: "داعش" لن يؤثر على انتخابات الرئاسة التونسية

تونس - قبل يومين من إجراء جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية التونسية ألقى إعلان تبني تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام " داعش "، لعمليتي اغتيال السياسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي عام 2013 وتهديدهم باجتياح تونس بظلاله على التونسيين الذي يستعدون لاختيار رئيسهم الجديد، غير أن حملتي المتنافسين قد قللتا من حدة تأثير هذا الوعيد على المسار الانتخابي .



وتزامنا مع ذكرى شرارة الثورة التونسية، أعلن مسلحون منتسبون إلى تنظيم الدولة الإسلامية، في تسجيل فيديو نشر ليلة الأربعاء على الانترنت ولم يتسن التأكد من صحته، تبنيهم اغتيال المعارضين التونسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي العام الماضي.

وقال "مقاتل" من التنظيم، تحدث في الشريط وهو - بحسب مراقبين في تونس - أبو بكر الحكيم الملاحق من قبل السلطات التونسية بتهم تتعلق بارتكاب عمليات ارهابية في تونس على خلفية انتمائه السابق لتنظيم أنصار الشريعة، "نعم يا طواغيت، نحن من اغتلنا شكري بلعيد ومحمد البراهمي".

وهدد أبو مقاتل "بإذن الله سوف نعود ونغتال الكثير منكم. والله لن تعيشوا مطمئنين ما دامت تونس لا يحكمها الاسلام".

وتستعد تونس، الأحد المقبل، لإجراء الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية وسط منافسة حادة بين المرشحين رئيس حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي وخصمه الرئيس الحالي محمد المنصف المرزوقي .

وفي تعليقها على مضمون الفيديو، اعتبرت حملة المرشح للرئاسية محمد المنصف المروزقي أن تهديد تنظيم داعش "محاولة يائسة لإرباك المسار الانتخابي".

وقال أنور الغربي نائب مدير حملة المرزوقي "إن هناك محاولة من عدة جهات للتشويش على الانتخابات الرئاسية، يوم الأحد المقبل، تتقصد إرباك المشهد السياسي وإفشال التوافق التونسي بين الإسلاميين و العلمانيين ومختلف الأطراف السياسية في البلد".

ويقصد الغربي بالتوافق التونسي نجاح القوى السياسية في البلد في تجاوز الأزمات العديدة التي اعترضت المسار الانتقالي و أخرها الأزمة التي تفجرت اثر اغتيال محمد البراهمي عام 2013، ومطالبة بعض ال قوى سياسية بحل المجلس التأسيسي مما اضطر الائتلاف الحكومي حينها (حركة النهضة –حزب المؤتمر من أجل الجمهورية –حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات)، الى تسليم السلطة الى حكومة غير حزبية يرأسها مهدي جمعة الى حين اجراء الانتخابات.

وأضاف الغربي "نحن واثقون أن التونسيين سيتوجهون بكثافة على مراكز الاقتراع يوم الأحد وهذه التحركات لا تخيفنا ومستعدون في تونس لمواجهتها بالالتفاف حول المؤسستين الأمنية والعسكرية وبفضل ارادة شعبنا للدفاع عن مكاسب الثورة التي تحققت لشبابنا الرافض لكل مظاهر العنف".

أما حملة المرشح الثاني للانتخابات الرئاسية الباجي قائد السبسي فقد أشارت أنه أثناء حكم الرئيس الحالي محمد المنصف المرزوقي، تساهلت حكومة الترويكا مع مثل هذه الجماعات الإرهابية.

وقال محمود البارودي عضو حملة السبسي "زمن الرئيس المرزوقي كان هناك تقصير مع هذه الجماعات التي تورطت في اغتيالات سياسية و أعمال ارهابية لكن مسألة تهديد تنظيم داعش باستباحة التونسيين لم تعد تهم المرشحين للرئاسية فقط إنما كل التونسيين الذين سيتصدون لهم بإرادتهم".

وفي رده على سؤال حول تأثير مضمون الفيديو على مدى اقبال التونسيين على مكاتب الاقتراع شدّد البارودي على أن "الأطراف التي تقف وراء مقطع الفيديو تسعى لإرباك العملية الانتخابية برمتها وتخويف التونسيين من مغبة الإدلاء بأصواتهم لكن ذلك لن يحط من عزائمهم بل سيعطيهم شحنة أكثر قوة للتصدي لهذه التنظيمات"، وفق قوله.

ولم يختلف موقف الباحث في الجماعات الإسلامية سامي براهم عن ممثلي الحملتين إذ اعتبر براهم أن "تنزيل الفيديو جاء متأخرا مما أفقده فاعليته و تأثيره على الناخبين".

وتابع البراهي: "في تقديري مضمون الفيديو ليس موجها للانتخابات وكل من يذهب الى هذه الفكرة فهو مخطئ"، مضيفا بأنه "للمرة الأولى يعلن فيها هذا التنظيم بشكل مفضوح مسؤوليته على العمليات الإرهابية في تونس لكن أنصارهم احتفلوا في كثير من الأحيان بعمليات اغتيال الجنود والأمنيين".

وفي شهر تموز المنقضي احتفلت جماعات سلفية متشددة في محافظات عديدة بشكل علني اثر مقتل 14 جنديا تونسيا في المواجهات التي تلت هجوما "إرهابيا" على جبل الشعانبي بالقرب من الحدود مع الجزائر، في حادثة اعتبرت الاكبر من نوعها في تاريخ البلاد منذ ثورة 2011 التي أطاحت بحكم الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي.

وعما إذا كان مقطع الفيديو سيخدم مرشحا على حساب آخر في الرئاسية، قال سامي براهم "إنه قد حصلت محاولة جزئية لتوظيف ذلك في بداية الأمر بدعوى أن الترويكا تتحمل مسؤولية التساهل مع هذه الجماعات لكن تم التراجع عنها فيما بعد نظرا لخطورة الرسالة على الجميع."

ويرى شق آخر من المراقبين للشأن التونسي، أن مضمون الفيديو قد يخدم مرشح حزب نداء تونس الباجي قائد السبسي الحاصل على 39.46%، في الجولة الأولى على حساب منافسه المنصف المرزوقي (مستقل) الحاصل على 33.43 %. باعتبار تركز العمليات الإرهابية أثناء حكم الأخير.

يذكر أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام قد أعلن عن تأسيسه عبر رسالة صوتية لأبي بكر البغدادي بثت في 09 أبريل –نيسان 2013 فيما تم اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد في 06 فبراير 2013.

وبحسب وسائل إعلام تونسية فإن أول مرة تحدث فيها تنظيم أنصار الشريعة المحظور في تونس عن "داعش" كان يوم 13 يونيو – حزيران 2014 إذ نسب تصريح لزعيم التنظيم في تونس، سيف الله بن حسين (أبو عياض) يشيد فيه "ببطولات المجاهدين بالعراق" ويدعو الجماعات الجهادية في سوريا والعراق على الوحدة، ما يعني ضمنا ولاء "أنصار الشريعة" في تونس وتبعيته لداعش، وبالتالي فمن المنطقى ان يتبنى تنظيم الدولة الإسلامية اغتيال بلعيد والبراهمي.

وبعد ساعات من نشر الفيديو المنسوب لتنظيم الدولة الإسلامية الذي توعد فيه بهجمات في تونس وادان الانتخابات التونسية، قال رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، المشرفة على اقتراع الأحد، ان "هناك تهديدات إرهابية تستهدف العملية الانتخابية". وينتظر أن تحظى العملية الانتخابية الأحد المقبل، بعملية تامين مكثفة يشارك فيها نحو 80 ألف عنصر من الجيش والشرطة.

ولم تشهد الانتخابات التشريعية الأخيرة في أكتوبر/تشرين أول الماضي والدور الاول من الانتخابات الرئاسية، الشهر الماضي، أية هجمات إرهابية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com