واشنطن بوست: الولايات المتحدة تأمل تجديد الحوار مع أردوغان بعد الانتخابات التركية
واشنطن بوست: الولايات المتحدة تأمل تجديد الحوار مع أردوغان بعد الانتخابات التركيةواشنطن بوست: الولايات المتحدة تأمل تجديد الحوار مع أردوغان بعد الانتخابات التركية

واشنطن بوست: الولايات المتحدة تأمل تجديد الحوار مع أردوغان بعد الانتخابات التركية

لسنوات خلت وتركيا تعاني من اضطرابات سياسية ناجمة عن الحرب المجاورة في سوريا، وتداعيات محاولة الانقلاب العنيفة وانتخابات متعددة، هذه الاضطرابات استخدمها الرئيس رجب طيب أردوغان، لتعزيز نفوذه وتلميع صورته ليظهر بمظهر رجل تركيا القوي.

ويبدو أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تأمل أن تؤدي الانتخابات البلدية التركية، اليوم الأحد، في جميع أنحاء البلاد، لفترة من الهدوء الداخلي تسمح بالتقدم في عملية حل النزاعات الثنائية الكبرى بين الولايات المتحدة وتركيا والتي توقفت منذ أشهر.

وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تتمثل إحدى المشكلات الكبرى في شراء تركيا حليفة الناتو لنظام الدفاع الصاروخي الروسي المتطور "إس – 400"، والذي قالت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي إنه مسألة "غير مقبولة" للحلف، ومن المرجح أن تؤدي إلى إلغاء صفقة بيع 100 مقاتلة أمريكية من طراز F-35 إلى أنقرة، ولكن أردوغان يصر على أن الصفقة الروسية سوف تتم، ومن المقرر أن يبدأ التسليم هذا الصيف.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، رفض الكشف عن هويته: "نحن ننتظر الانتهاء من الانتخابات، لأن هناك الكثير من الأمور التي يجب مناقشتها".

الوقت ينفد

وتعقدت الخطط الأمريكية لسحب القوات من سوريا، بسبب التهديدات التركية بشن هجوم عبر الحدود ضد عشرات الآلاف من المقاتلين الأكراد السوريين الذين تحالفوا مع أمريكا في حملتها ضد داعش، حيث يعتبرهم أردوغان "إرهابيين"، بينما تعهدت الإدارة الأمريكية بحمايتهم.

وتراجع الرئيس ترامب عن إعلانه الصادر في ديسمبر/كانون الأول الماضي، والذي صرح فيه بأن جميع أفراد القوات الأمريكية البالغ عددهم ألفي فرد في سوريا سيغادرون الأراضي السورية على الفور، حيث وافق الشهر الماضي على بقاء 200 فرد في المنطقة الشمالية الشرقية التي تم طرد داعش منها.

وقال مسؤول أمريكي، إن الخطط الخاصة بالانسحاب، والتي لم تبدأ بعد، ستتضمن ترك حوالي ألف جندي لأجل غير مسمى، قبل خفض هذا العدد إلى 200 فرد في النهاية.

ومن المتوقع أن يبقى حوالي 200 جندي إضافي في الجنوب، في حامية على الحدود السورية مع الأردن، ولكن يبدو أن هناك مؤشرات على استمرار الارتباك وعدم اليقين داخل الجيش، حول الخطوة التالية في سوريا.

وقال المتحدث باسم رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال جوزيف دونفورد جونيور: "لم يطرأ أي تغيير على الخطة المعلنة في فبراير"، وذلك بعد أن وصف في وقت سابق من هذا الشهر تقريرًا لصحيفة "وول ستريت جورنال" يقول إن الولايات المتحدة تخطط للإبقاء على ألف جندي في سوريا، بأنه "غير دقيق".

وقال الكولونيل باتريك رايدر في رسالة بالبريد الإلكتروني: "نستمر في تنفيذ توجيهات الرئيس بخفض عدد القوات الأمريكية الباقية بطريقة مدروسة ومنسقة، ولضمان استمرارية الحملة، سنواصل العمل عن قرب مع حلفائنا وشركائنا في المنطقة لتطوير وتحسين الدعم المطلوب لمرحلة استقرار الحملة المضادة لداعش في سوريا".

وأضاف: "هذا العمل مستمر، ولأسباب أمنية، لن نناقش أعداد القوات الأمريكية أو الجداول الزمنية لسحب القوات".

ولا تزال تركيا عاملًا رئيسيًا في التردد بشأن الانسحاب، حيث قالت بريطانيا وفرنسا إنهما لن يتركا قواتهما في سوريا إذا انسحبت الولايات المتحدة، ولكن جهود الولايات المتحدة لوضع خطة انسحاب قد توقفت بينما تتفاوض الإدارة الأمريكية مع تركيا.

ويبدو أن الجميع متفقون على ضرورة بقاء قوة مكافحة للإرهاب للقضاء على آلاف المقاتلين المتفرقين وضمان عدم استجماعهم لقواهم، إلا أن ترامب اتفق مع أردوغان، على أن يتم إنشاء "منطقة آمنة" محمية عسكريًا في سوريا على طول الحدود التركية لمنع التوغل الكردي، وأن تتولى هذه المهمة "قوة دولية".

إلا أن البنتاغون وبريطانيا وفرنسا لا يرغبون في أن يكونوا جزءًا من هذه القوة، حيث تحظرهم القوانين من نشر قواتهم في سوريا لأي سبب باستثناء قتال داعش.

وقال مسؤول أمريكي كبير آخر، إن خطط الولايات المتحدة لا تتضمن وجود قوة "دولية" لتأمين المنطقة، وبدلًا من ذلك، تتضمن أحدث الخطط، انسحاب المقاتلين الأكراد من وحدات حماية الشعب، والتي تسمى قوات سوريا الديمقراطية من الحدود.

وأوضح: "مسألة من سيؤمن المنطقة البالغة مساحتها 20 ميلًا إلى جانب السكان المحليين، لم يتم حلها".

ولم يتفق أحد بما في ذلك تركيا، على هذا المفهوم، ومن جانبهم قال زعماء أكراد من قوات سوريا الديمقراطية إنهم على استعداد لفتح قنوات الحوار مع حكومة بشار الأسد السورية ومع روسيا، التي تعتبر الداعم الرئيسي له، حول التعاون وتوحيد الجهود.

العلاقة قد تزداد توترًا

وعلى الرغم من تفاؤل البعض، يخشى المسؤولون الأمريكيون الآخرون من أن العلاقة الأمريكية التركية قد تزداد سوءًا بعد انتخابات اليوم الأحد، حيث لم تحرز المحادثات حول المنطقة الآمنة سوى القليل من التقدم، وبدون اتفاق يمكن لتركيا أن تتخذ إجراءً أحاديًا.

ومهما حدث، من غير المرجح أن تؤثر نتائج الانتخابات سلبًا على نفوذ أردوغان، ولكن هذا لم يمنعه من المشاركة بلا هوادة في حملات مرشحي حزبه قبل التصويت الذي يراه كثيرون كاستفتاء على قيادته، وخاصة إدارته للاقتصاد الذي انحدر إلى الركود لأول مرة منذ عقد، بعد سنوات من النمو الثابت.

وبينما تجول الرئيس التركي في جميع أنحاء البلاد، استخدم أردوغان الكلام عن الشعبوية لحشد المؤيدين، بما في ذلك عرض فيديو مذبحة "كرايستشيرش" في نيوزيلندا مرارًا وتكرارًا، في محاولة واضحة لاستقطاب الناخبين المسلمين المحافظين.

وعلى الرغم من أن تركيا تصنّع بعض المكونات الرئيسية للمقاتلات من طراز F-35، إلا أن الكونغرس هدد بإلغاء صفقة شرائها لـ 100 من المقاتلات إذا أتمت صفقة الدفاع الجوي الروسية، حيث قال حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة، إن حيازة تركيا للسلاحين سيكون بمثابة خطر أمني غير مقبول.

وبالرغم من قول تركيا إن مشترياتها الدفاعية "قرار سيادي"، قال أحد كبار المسؤولين في الإدارة: "لقد اتخذوا قرارًا سياديًا أيضًا منذ عدة سنوات بأن يكونوا جزءًا من الغرب وحلف الناتو".

ومن جانبهم، أكد أردوغان ومسؤولون أتراك آخرون على خططهم لاستلام النظام الروسي، ورفضوا عرض أمريكا لتزويدهم بنظام "باتريوت" للدفاع الجوي، مشيرين إلى أن الأوان قد فات.

وقال وزير الشؤون الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو للصحفيين، يوم الجمعة الماضي، بعد اجتماعه مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف: "اتفقنا مع روسيا في النهاية ووقعنا اتفاقًا، وهذا أمر منتهٍ".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com