اوباما يعلن أن امريكا ستعيد العلاقات مع كوبا
واشنطن- أعلن الرئيس باراك اوباما، أن الولايات المتحدة ستعيد العلاقات الدبلوماسية التي قطعتها مع كوبا قبل أكثر من 50 عاماً وهو ما أثار انتقادات من مشرعين يعارضون التصالح مع الجزيرة التي يديرها الشيوعيون.
وقطعت واشنطن العلاقات الدبلوماسية مع هافانا في 1961 وفرضت الولايات المتحدة حظرا تجاريا لأكثر من 50 عاما على الجزيرة التي تبعد 140 كيلومترا جنوبي فلوريدا.
وبعد 18 شهراً من المحادثات السرية بتسهيل من الفاتيكان وكندا اتفق اوباما والرئيس الكوبي راؤول كاسترو عبر الهاتف، أمس الأول الثلاثاء، على تبادل للسجناء وفتح سفارات في عاصمتي البلدين.
وفي كلمة عبر التلفزيون، أمس الأربعاء، أعلن اوباما نهاية ما وصفه بسياسة جامدة وعتيقة لعزل كوبا لم تفلح في إحداث تغيير في الدولة الواقعة في الكاريبي، وقال:"التحركات أصبحت ممكنة بعد إفراج هافانا عن عامل المساعدات الأمريكي الان جروس (65 سنة) الذي سجن في كوبا لخمس سنوات".
وتتضمن الصفقة أيضاً إفراج كوبا عن عميل مخابرات تجسس لصالح الولايات المتحدة وسجن لنحو 20 سنة على أن تفرج واشنطن في المقابل عن ثلاثة عملاء للمخابرات الكوبية احتجزوا في الولايات المتحدة.
وفي نفس الوقت أشاد كاسترو بتبادل السجناء وامتدح أوباما وتجنب كاسترو المعروف بأسلوبه البعيد عن الاستعراض إصدار تصريحات مظفرة في كلمته التي بثها التلفزيون لكنه قال إن الإفراج عن الكوبيين الثلاثة مدعاة "لفرح هائل لعائلاتهم وكل شعبنا".
وسيعني التحول في السياسة الامريكية تسهيلاً لبعض حركة التجارة والنقل لكن دون إنهاء الحظر التجاري على كوبا لأنه مدرج في القانون ويحتاج لموافقة الكونجرس التي قال اوباما إنه سيسعى للحصول عليها لكن من المرجح أن يواجه صعوبة مع سيطرة الجمهوريين على البرلمان.
وقال السناتور ماركو روبيو وهو جمهوري امريكي من أصل كوبي إنه سيستخدم دوره كرئيس قادم للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ لمحاولة عرقلة الخطة وأنه ملتزم بعمل ما في وسعه "لتفكيكها".
وانتقد رئيس مجلس النواب، جون بينر بشدة التحول في سياسة اوباما تجاه كوبا ووصفه بأنه تنازل "آخر في سلسلة طويلة من التنازلات الطائشة" لدكتاتورية متوحشة.
ولقت خطوة اوباما إشادة خارج الولايات المتحدة، وقال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون إن اعتزام الولايات المتحدة إعادة العلاقات الدبلوماسية مع كوبا أمر "إيجابي جداً".
ووصف الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، صفقة تبادل السجناء بين الولايات المتحدة وكوبا بأنها لفتة "شجاعة" من اوباما واعتبرها انتصارا للدولة الواقعة في البحر الكاريبي.
وهنأ البابا فرنسيس الولايات المتحدة وكوبا على قرارهما بإقامة علاقات دبلوماسية وقال الفاتيكان انه مستعد لدعم تعزيز العلاقات الثنائية.
