ماي تتهم البرلمان البريطاني بالتسبب في تعثر اتفاق "بريكست"

اتهمت رئيسة الوزراء البريطانية، تريزا ماي، نواب برلمان المملكة، بالتسبب في الطريق المسدود الذي دخلته البلاد، وتعثر اتفاق خروجها من الاتحاد الأوروبي (بريكست).

جاء ذلك في بيان إلى الأمة البريطانية تحدثت فيه ماي إلى الشعب من داخل "مقر 10" لمكتبها بداونينغ ستريت، مساء الأربعاء.

وأكدت ماي أنها تسعى للحصول على تمديد لاتفاق "بريكست" من الاتحاد الأوروبي، وأنحت باللائمة على النواب لفشلهم في الاتفاق على طريقة لتنفيذ نتائج استفتاء 2016 ، قائلة إن الوقت حان "ليتخذ الساسة قرارًا".

وكان مجلس العموم البريطاني رفض مرتين هذا الاتفاق، وعارض رئيسه طرحه للتصويت؛ ما لم يتم إدخال تعديلات عليه طُلبت من رئيسة الحكومة، ماي.

وتعليقًا على ما يجري بين المتشاحنين في برلمان ويستمنستر (برلمان المملكة)، قالت ماي: "ما هذا التشاحن؟ أنا متأكدة تمامًا أن الجمهور لديه ما يكفيه".

وأضافت: "سئمت من الاقتتال الداخلي، وكنت تعبت من الألعاب السياسية والاصطفافات الإجرائية الغامضة، لقد تعبت من النواب الذين يتحدثون عن شيء آخر غير إجراءات بريكست".

واستطردت بالقول: "ولهذا يجب ان ننتبه للمخاوف الحقيقية بشأن مدارس أطفالنا، والخدمة الصحية الوطنية وجرائم السكاكين".

وتابعت في السياق ذاته قائلة: "نريد أن تنتهي هذه المرحلة من عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتنتهي معها مواقف: أنا موافق. أنا في صفك. أنا أنا، لقد حان الوقت الآن للنواب لاتخاذ قرار".

وفي البيان ذاته، استبعدت ماي إجراء استفتاء ثانٍ، وجادلت بأنها لن تسعى إلى تمديد أطول لخروج بريطانيا من الاتحاد، حيث سيتعين على البلاد خوض الانتخابات الأوروبية، وهو أمر قالت إنه سيكون "مرًا ومثيرًا للانقسام".

وتتوجه ماي، الخميس، إلى بروكسل للمشاركة في قمة اتحاد الأوروبي؛ لمناقشة مسألة إرجاء عملية خروج بلادها من الاتحاد؛ لا سيما أن العملية تقترب من نهايتها، حيث إن موعد الخروج هو يوم 29 مارس/ آذار الجاري.

وإذا لم يتم الاتفاق على أي تأخير أو اتفاق مع الاتحاد الأوروبي قبل الجمعة، فإن القانون ينص على أن بريطانيا ستغادر دون صفقة، رغم سنوات من التحذيرات الرهيبة حول تأثيرها على بريطانيا.

وإذا فشلت صفقة ماي في البرلمان، فإن الاتحاد الأوروبي لا يستبعد تقديم مزيد من التأخير لموعد الخروج، لكن هذا سيأتي على الأرجح بشروط مسبقة مثل إجراء استفتاء ثانٍ.

وأعلنت ماي، في وقت سابق الأربعاء، إرسال خطاب رسمي للاتحاد الأوروبي تطلب فيه تأجيل بريكست حتى 30 يونيو/ حزيران المقبل.

وتبع الإعلان تحذير المفوضية الأوروبية، من أن إرجاء موعد خروج بريطانيا إلى 30 يونيو، سيتسبب في مخاطر سياسية وقانونية كبيرة.

وكان من المقرر أن تنسحب بريطانيا رسميًا من الاتحاد الأوروبي في 29 مارس/ آذار الجاري، إلا أن تصويتًا بمجلس العموم البريطاني أيد تأجيل الخروج، حتى تتفق رئيسة الوزراء مع برلمان البلاد على صيغة نهائية لاتفاق بريكست.

واتخذت لندن قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي "بريكست" عبر استفتاء أجرته في 23 يونيو/ حزيران 2016.