تقرير: مولر ما زال يتحرى صحة الدور الروسي في الانتخابات الأمريكية
تقرير: مولر ما زال يتحرى صحة الدور الروسي في الانتخابات الأمريكيةتقرير: مولر ما زال يتحرى صحة الدور الروسي في الانتخابات الأمريكية

تقرير: مولر ما زال يتحرى صحة الدور الروسي في الانتخابات الأمريكية

يمثل التوقيت الذي سينشر فيه المحقق الخاص روبرت مولر تقريره عن الدور الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2016 موضوعًا رئيسيًا للنقاش في واشنطن، ومن المتوقع أن يكون الكشف عن النتائج التي توصل إليها حدثًا مزلزلًا في الساحة السياسية الأمريكية.

ظل مولر نفسه ملتزمًا الصمت طوال التحقيق، غير أن فريقه قدم من الدلائل ما يشير إلى أن المحققين ما زالوا يعملون في مسائل حيوية، وذلك فيما يشير إلى أنه قد لا يكون مستعدًا لتقديم التقرير لوزير العدل وليام بار في القريب العاجل.

ويحقق مولر، الذي تولى دور المحقق الخاص منذ مايو/ أيار 2017، فيما إذا كانت الحملة الانتخابية للرئيس دونالد ترامب قد تآمرت مع روسيا، وما إذا كان الرئيس الجمهوري نفسه قد سعى بالمخالفة للقانون لعرقلة التحقيق.

وقد نفى ترامب حدوث أي تواطؤ أو عرقلة. ونفت روسيا تدخلها في الانتخابات.

وقال ممثلون للجان رئيسية في الكونغرس، تُجري من ناحيتها تحقيقاتها الخاصة فيما يتعلق بترامب، إنها لم تتلقَ أي توجيه من مكتب مولر فيما يتعلق بسير تحقيقه أو خططه مستقبلًا.

وفيما يلي تفسير لبعض مجالات التحقيق.

 مانافورت وكيليمنيك

في جلسة تعقد في السابع من مارس/ آذار الجاري بفرجينيا للنطق بالحكم على بول مانافورت، الرئيس السابق لحملة ترامب، قال المدعي جريج اندريز: إن وثيقة قدمها المحقق الخاص في قضية منفصلة متهم فيها مانافورت في واشنطن غير مسموح بالاطلاع على جزء منها؛ بسبب "استمرار التحقيق".

وقد صدر، اليوم الأربعاء، الحكم على مانافورت في تلك القضية بالسجن 73 شهرًا.

ويتعلق التحقيق المستمر الذي أشار إليه أندريز، عضو فريق مولر، بتعاملات مانافورت مع كونستانتين كيليمنيك أحد معارفه السابقين في مجال الأعمال، الذي قال المحقق الخاص إنه على صلة بالمخابرات الروسية. وقد عمل مانافورت وكيليمنيك الروسي الجنسية معًا لأكثر من عشر سنوات كمستشارين لساسة مؤيدين للكرملين في أوكرانيا.

وأظهرت وثيقة قدمت في المحكمة، في يناير/ كانون الثاني، أن المدعين يتهمون مانافورت بالكذب فيما يتعلق بنقل بيانات انتخابية تتعلق بحملة ترامب إلى كيليمنيك في 2016.

كما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن مانافورت طلب أن ينقل كيليمنيك البيانات إلى اثنين من أباطرة الأعمال في أوكرانيا هما سيرهي ليوفوتشكين ورينات أخمدوف، اللذان مولا أطرافًا سياسية أوكرانية مؤيدة لروسيا كانت قد دفعت لمانافورت ملايين الدولارات بصفته مستشارًا سياسيًا.

والسؤال الحاسم هو ما إذا كان مانافورت قد نقل البيانات الانتخابية.

كما يفحص المدعون مناقشات مانافورت مع كيليمنيك حول اقتراح يهدف إلى تسوية الصراع في أوكرانيا على نحو في صالح الكرملين.

وقال أندرو وايسمان، أحد المدعين في فريق مولر في جلسة في الرابع من فبراير/ شباط: إن الأكاذيب المنسوبة لمانافورت عن تعاملاته مع كيليمنيك مهمة؛ لأنها ترتبط "بما نعتقد أنه الدافع هنا".

وأضاف: "وهذا يتعلق في اعتقادي بلب ما يحقق فيه مكتب المحقق الخاص". وأشار هذا التعليق إلى أن فريق مولر ما زال يغوص في تلك المسألة".

 روجر ستون وويكيليكس

قال فريق مولر في وثيقة قدمت للمحكمة، في 15 فبراير/ شباط، إن لديه أدلة على وجود بعض الاتصالات بين روجر ستون مستشار ترامب القديم وموقع ويكيليكس تتعلق بنشر رسائل بريد إلكتروني من الحزب الديمقراطي، قال المحققون إن الروس تسللوا إليها.

وقد قال المحقق الخاص إن رسائل البريد الإلكتروني نشرت للإضرار بهيلاري كلينتون منافسة ترامب الديمقراطية.

وكان الهدف من وراء إفصاح المحقق الخاص عن ذلك إظهار وجود صلة بين الدعوى المرفوعة على ستون وقضية منفصلة مرفوعة على 12 من ضباط المخابرات العسكرية الروسية، وجهت إليهم اتهامات في يوليو/ تموز 2018 باختراق رسائل البريد الإلكتروني للحزب الديمقراطي.

وقد وجهت، في يناير/ كانون الثاني، اتهامات لستون بالكذب فيما يتعلق باتصالاته الخاصة بموقع ويكيليكس.

ومن المقرر محاكمة ستون الذي أعلن براءته من التهم المنسوبة له في وقت لاحق من العام الجاري، في قضية ربما تجيب عن سؤال محوري في تحقيق مولر، وهو ما إذا كان تنسيق قد حدث بين ويكيليكس وأي فرد من المقربين لترامب.

وثمة علامات إضافية على أن مولر ما زال يجمع الأدلة فيما يتعلق بستون. فقد قال محامٍ يمثل أندرو ميلر أحد معارف ستون لرويترز: إن مولر لا يزال يريد أن يتقدم موكله للشهادة. وكان ميلر قد خسر في 26 فبراير/ شباط التماسًا؛ بهدف تجنب مثوله أمام هيئة محلفين كبرى.

وقال جيروم كورسي، وهو أيضًا من معارف ستون لرويترز، إنه لم يعد يعتقد أن مولر سيوجه إليه اتهامًا بالكذب فيما يتعلق بتعاملاته مع ستون، غير أنه لم يتم بعد إبلاغه بدوره في التحقيق. وقال كورسي إنه رفض صفقة للاعتراف بالذنب في القضية وإنه يتعاون مع مولر.

وفي يوم 27 فبراير/ شباط قال مايكل كوهين، المحامي الخاص السابق لترامب والذي كان يتولى تنفيذ مهام سرية له، أمام لجنة بالكونجرس، إنه سمع ما دار في مكالمة هاتفية نقل فيها ستون إلى ترامب أن جوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس أطلعه مقدمًا على النشر الوشيك لرسائل كلينتون الإلكترونية المسروقة.

ونفى موقع ويكيليكس وجود أي اتصالات ذات مغزى مع ستون.

التحقيق في عرقلة العدالة

ربما كان تحري ما إذا كان ترامب قد عرقل العدالة بمحاولة إعاقة التحقيق في الدور الروسي أكثر الجوانب غموضًا في تحقيقات مولر. فلم يحدث أن وجهت اتهامات لأحد أو خطا فريق مولر خطوة في رفع أمر يتصل بهذه المسألة للقضاء.

ومن الأحداث المحورية قرار ترامب، في مايو/ أيار 2017، عزل جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الاتحادي، وهو التصرف الذي قال بعض الخبراء القانونيين إنه يمكن أن يمثل عرقلة للعدالة، وخاصة لأن ترامب قال بعدها بأيام لقناة إن.بي.سي نيوز الإخبارية إنه كان يفكر في "هذه المسألة الروسية" عندما اتخذ قراره.

وكان مكتب التحقيقات الاتحادي يقود التحقيق في الدور الروسي في ذلك الوقت. ثم قرر رود روزنستاين الذي كان الرجل الثاني في وزارة العدل تعيين مولر لتولي التحقيق.

وقد أشار خبراء قانونيون لأكثر من عشرة أحداث أخرى يمكن أن يشملها تحقيق مولر. ومن هذه الأحداث:

- رواية كومي أن ترامب طلب منه، في فبراير/ شباط 2017، إسقاط التحقيق في صلات مايكل فلين، الذي كان آنذاك مستشارًا للأمن القومي بروسيا

- تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، في يناير/ كانون الثاني 2018، جاء فيه أن ترامب أمر بعزل مولر، لكنه تراجع بعد أن هدد دون مكجان المستشار القانوني للبيت الأبيض آنذاك بالاستقالة

- طرح إمكانية إصدار عفو رئاسي عن مانافورت وآخرين.

كما يمكن لمولر أن يتحرى انتقادات ترامب العلنية المواصلة والساعية لتشويه التحقيق. فقد وصف ترامب التحقيق بأنه "حملة اضطهاد"، واتهم المحقق الخاص بتضارب المصالح ووصف المدعين العاملين في فريقه بالبلطجية.

وانتقد ترامب مرارًا وزير العدل جيف سيشنز؛ لإعلانه عدم أهليته للإشراف على التحقيق، وعزله في نهاية الأمر في نوفمبر تشرين الثاني 2018.

 تمويل المحقق الخاص

قال ثلاثة مسؤولين أمريكيين، يوم الإثنين، إن تمويل التحقيق الذي يجريه المحقق الخاص متاح حتى نهاية السنة المالية في 30 سبتمبر/ أيلول المقبل، فيما يشير إلى أن لديه الموارد للاستمرار شهورًا إذا ما اقتضت الضرورة.

وتبين وثائق وزارة العدل أن مكتب مولر قدم تقريرًا عن إنفاق حوالي تسعة ملايين دولار خلال السنة المالية 2018، التي انتهت في 30 سبتمبر/ أيلول الماضي. ولم تتوفر أرقام للسنة المالية 2019.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com