بعد كشف خلية "حزب الله" في الجولان.. كيف يوظف نتنياهو الاستخبارات والجيش لصالح حملته الانتخابية؟
بعد كشف خلية "حزب الله" في الجولان.. كيف يوظف نتنياهو الاستخبارات والجيش لصالح حملته الانتخابية؟بعد كشف خلية "حزب الله" في الجولان.. كيف يوظف نتنياهو الاستخبارات والجيش لصالح حملته الانتخابية؟

بعد كشف خلية "حزب الله" في الجولان.. كيف يوظف نتنياهو الاستخبارات والجيش لصالح حملته الانتخابية؟

حددت وسائل إعلام عبرية الأسباب التي دفعت الجيش الإسرائيلي للكشف عن خلية تابعة لمنظمة "حزب الله" اللبنانية في القسم السوري من الجولان.

وقالت إن ذلك يدل على أن الاستخبارات والجيش الإسرائيلي قدما بهذه الطريقة "خدمة مجانية" لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يريد أن يصبح الملف الأمني على رأس اهتمامات الجمهور الإسرائيلي حاليًا، في إطار معرفته بأن نجاحه في الانتخابات طالما كان مرهونًا بهذا الملف.

وزعم الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء أن الخلية كانت بصدد التجهيز لشن هجمات على الجانب الإسرائيلي، مضيفًا أن الحديث يجري عن بنية تحتية عسكرية دشنتها المنظمة اللبنانية داخل الأراضي السورية، من دون علم الرئيس بشار الأسد.

ويتعلق الأمر بتنظيم نجحت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في كشفه والتسلل إليه، بالتعاون مع قيادة الجبهة الشمالية، فيما يقول الإعلام العبري إن التنظيم عمل تحت قيادة مباشرة من الأمين العام للمنظمة حسن نصر الله، وإن قائدها الميداني يدعى موسى دقدوق، المتهم بقتل 5 جنود أمريكيين وكان قد أفرج عنه في العراق.

علم مسبق

وحسب ما أورده موقع "ديبكا" الاستخباري، مازال التنظيم في مراحل التجهيز، وتعمل عناصره على جمع معلومات حول قوات الجيش الإسرائيلي في الجولان، كما يعملون على تحديد المحاور والمواقع التي يفترض أن تستخدم وقت العمليات.

وذكر الموقع أن سبب الكشف عن التنظيم، يأتي في وقت لم تتوقف فيه محاولات "حزب الله" إرساء بنية عسكرية في القسم السوري من الجولان، على أساس استغلالها بعد ذلك لشن هجمات ضد إسرائيل، مضيفًا "ما يدل على أن الحديث يجري عن معلومات كانت بحوزة الاستخبارات الإسرائيلية منذ فترة طويلة".

ونقل الموقع عن مصادر عسكرية قولها إنه منذ أن وافق الجيش الإسرائيلي في تموز/ يوليو 2018 على قيام وحدات تابعة للجيش السوري النظامي بالسيطرة على مناطق بالجولان السوري على حدود إسرائيل، تسللت عناصر من "حزب الله" بين هذه القوات، تحت غطاء كونهم من الجيش السوري، وبدأوا بناء نقاط مراقبة وبنية عسكرية قبالة حدود إسرائيل، مضيفة أن هذا الأمر مرتبط بالقصف الإسرائيلي الذي نفذ في شباط/ فبراير الماضي ضد عدد من النقاط العسكرية قرب القنيطرة وقرب قرية حضر الدرزية.

سيادة إسرائيل

ونشر الجيش الإسرائيلي المعلومات الجديدة، الأربعاء، بعد أن كان قد أعلن في 13 كانون الثاني/ يناير الماضي أنه انتهى من عملية "درع الشمال"، وهي عملية يرى الموقع أنها لم تضف جديدًا، ولم تغير موازين القوى من النواحي الاستراتيجية بين إسرائيل و"حزب الله".

ويعتقد خبراء الموقع أن سبب النشر في هذا التوقيت يرتبط بخطوة يحاول رئيس الوزراء ووزير الدفاع بنيامين نتنياهو بالتعاون مع السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام والسيناتور الجمهوري تيد كروز تمريرها بالكونغرس الأمريكي، وهي خطوة مصادقة الكونغرس على مشروع قانون الاعتراف الأمريكي بالسيادة الإسرائيلية على الجولان.

التجهيز لعمايات عسكرية

وحدد الموقع سببًا آخر، وهو أن الجيش الأمريكي يستعد في هذه الأيام لعمليات في سوريا والعراق ضد المليشيات الشيعية العراقية المتمركزة غربي العراق وشرقي سوريا قرب الحدود بين البلدين، ومن ثم فإن الجيش الإسرائيلي ربما يستعد لتنفيذ عمليات عسكرية على حدود إسرائيل مع سوريا بشكل متزامن.

أسباب انتخابية

وفي السياق ذاته، ذكر محلل الشؤون العسكرية بصحيفة "معاريف" يوسي ميلمان، أن الكشف عن الخلية التابعة لـ"حزب الله" يأتي كرسالة إلى "حزب الله" ، وسوريا وروسيا، مضيفًا أن الغرض هو إرباك المنظمة اللبنانية و"دق اسفين" بينها وبين النظام السوري، ودفع موسكو للضغط على  نظام الأسد للعمل ضد هذا التنظيم.

وأكد أن توقيت النشر يحمل دلالة مهمة، لأن تسريب حقيقة وجود خلية "ملف الجولان" من شأنه أن يساعد رئيس الوزراء نتنياهو في حملته الانتخابية، حيث يحرص الأخير على أن يطغى الشق الأمني ويصبح على رأس جدول الأعمال، بحيث يرسم صورة محددة تقوم على وجود خطر متواصل ضد إسرائيل، وهذا الأمر يصب في مصلحته على صعيد الانتخابات.

رسائل للجميع

ومع ذلك، يفترض أن هناك اعتبارات أخرى، وأن التسريب يحمل أبعادًا استخباراتية، معتبرًا أن السبب يتعلق بإرباك "حزب الله" وتوجيه رسالة إليه بأن الاستخبارات الإسرائيلية قادرة على التسلل إليه، ومعرفة ما يدور بداخله.

وحدد هدفًا ثانيًا، يرتبط بنفي معرفة نظام الأسد بوجود هذا التنظيم، ومن ثم الوقيعة بين الجانبين، وعلى المستوى الأشمل الوقيعة بين نظام الأسد وبين النظام الإيراني، فيما يكمن الهدف الثالث في دفع روسيا للضغط على نظام الأسد في هذا الصدد، ودفعه للعمل ضد تشكيل مثل هذه التنظيمات.

الجيش كأداة سياسية

واعترف اللواء عميرام ليفين، القائد السابق للجبهة الشمالية، والمسؤول السابق بالموساد الإسرائيلي، بحسب ما أورده موقع "نيوز إسرائيل"، صباح اليوم الأربعاء، بأن نتنياهو استخدم رئيس هيئة الأركان العامة الفريق أفيف كوخافي كأداة سياسية، منتقدًا استغلال الجيش في لعبة الانتخابات، وقال إن كل ما حدث بشأن خلية "حزب الله" ليس إلا لعبة سياسية واضحة.

وتابع أن نتنياهو استغل صلاحياته كوزير للدفاع من أجل خلق حملة دعائية هدفها تحسين موقفه السياسي، وقلل من شأن التسريب الإسرائيلي، والذي يستهدف زرع حالة من الخوف بين الجماهير تقود إلى انتخاب نتنياهو.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com