شبكة "إرم" في سوريا
شبكة "إرم" في سورياشبكة "إرم" في سوريا

شبكة "إرم" في سوريا

مسؤولة كردية: النظام والمعارضة أنكرا حقوق الأكراد

بعد أن أعلن أكراد سوريا عن إدارة مناطقهم في شمال شرق البلاد بأنفسهم، أطلقوا نظام المقاطعات (الكانتونات) في ثلاث محافظات رئيسية، هي الجزيرة وعفرين وكوباني، وأسسوا نظاماً جديداً في الإدارة أسموه "الإدارة الذاتية الديمقراطية"، في خطوة خلقت الكثير من التساؤلات حول ماهية هذه الإدارة وصعوباتها، ومدى اعتراف المجتمع الدولي بها، وكذلك دور العرب في ذلك.

وتخلى عناصر النظام السوري عن مواقعهم وثكناتهم العسكرية في المناطق الكردية السورية منذ حوالي عامين، الأمر الذي أدى بـ "حركة المجتمع الديمقراطي" (Tev Dem) إلى أن تؤسس قوات عسكرية تدافع عن مناطق وجود الأكراد، وكذلك تؤسس مشروع بناء ما يشبه الدولة، من خلال تشكيل مئات المؤسسات المدنية والخدمية، تخدم مشروع الإدارة الذاتية واحتياجات المواطنين بعيداً عن الحرب في كوباني.

وخلال جولة صحفية لشبكة إرم الإخبارية في المناطق الكردية في سوريا، ولاسيما (الجزيرة / قامشلو)، طالبت مسؤولة كردية رفيعة المجتمع الدولي بالاعتراف الرسمي بالمقاومة الكردية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، قائلةً إن "العالم كله يتفحص ويناقش تجربتنا في إدارة مناطقنا، وحتى الآن القتال في جبهاتنا مستمر ومناطقنا محاصرة، والرأي العام غافل عنا، ولم نصبح قضية العالم".

وكشفت الرئيسة المشتركة لمقاطعة الجزيرة الكردية في سوريا هدية يوسف، أن تجربة الإدارة هذه "نموذج جديد"، كون الأكراد بدؤوا في النضال السلمي منذ حوالي ثلاثة أعوام في روجآفا (غرب سوريا / غرب كردستان)، مضيفةً: "نحن اخترنا الخط السلمي لسوريا الديمقراطية، فلم نختر لا التحالف مع النظام السوري ولا المعارضة التي تنكرت لحقوقنا وأقصتنا في أكثر من مناسبة".

وأوضحت: "وسط كل الأحداث، كان لا بد من أن يكون لنا مشروع خاص، وكان هدفنا تحرير روجآفا وبناء مجتمع يجمع كل المكونات في المنطقة، فمشروعنا يجمع بين الكرد والعرب والسريان وغيرهم، وهو مشروع مشترك، ونظام إداري وخدمي وأمني وسياسي".



مخاوف العرب من انفصالية الأكراد

وقالت يوسف لـ "إرم" إن من أكثر الاعتراضات التي واجهت تجربة الإدارة تمثل في تردد وخوف بعض المكونات التي لا تزال تعيش ذهنية حزب البعث، من أن الأكراد انفصاليون، وأنهم لن يعترفوا بحقوق غيرهم.

وأضافت أن الأكراد أعلنوا الإدارة في وقت صعب من الحرب علينا، لذا تجسدت بعض العوائق في "تأييد المجتمع الدولي لنا، والمجتمع ليست لديه أفكار عن الديمقراطية، وفلسفتنا هي أننا لا نعرف العوائق".

وأوردت الحاكمة المشتركة للجزيرة مثالاً حول"قانون الدفاع الذاتي"، الذي أطلقته الإدارة، في تهرّب البعض منه متذرعين بأنهم لن يرسلوا أبناءهم إلى جبهات القتال، مضيفةً: "لتحيا عليك أن تقاوم، والكثير لا يعلم أن موجبات الحياة متوفرة والأمان موجود، وواجب الشعب حماية الوطن بالتالي،فيما يحاول داعش التمدد والتوسع".

وأوضحت المسؤولة الكردية بعض الصعوبات الأخرى في الجانب الإداري، ملقيةً اللوم على المجتمع الدولي: "نظامنا ديمقراطي ونحن نحارب منذ 3 أعوام وقبلها بعقود، وكل تضحياتنا، وكل ما تعرضنا له من قتل وتدمير المنازل وتجويع، إلا أننالم نصبح قضية رأي عام، حتى المعارضة السورية لم تمثلنا بالشكل المناسب في المحافل الدولية، ونحن وحيدون في الميدان".

وكشفت أن القوات الكردية ساعت الإيزيديين في جبل سنجار (شنكال)، ووقتها "استفاق العالمعلى حقيقة الأكراد، بضغط من الشعوب على حكوماتها من خلال كوبانيواختيار يوم كوباني العالمي".

لماذا نظام المقاطعات الكردية؟

قالت السيدة هدية يوسف إن "النظام المناسب جداً لسوريا وللمناطق الكردية تحديداً هو التعددية واللامركزية والاعتراف بحقوق الجميع، كونه يوجد في المنطقة أكراد وعرب وسريان وشيشان وأرمن وغيرهم، والنموذج المناسب هو الإدارة الذاتية في حالة الحرب، بحسب رأيها.

وأوضحت أن هذه المناطق"منفصلة ومحاصرة، ونظامنا يمثل الديمقراطية المباشرة والعيش المشترك بين كافة المكونات والمستقلة في قراراتها دون أن تحتاج للدولة، وتستطيع المناطق الأخرى من سوريا أيضاً تطبيقها، والنظام السوري الجديد سيعترف بنا، كوننا نستطيع استيعاب كافة الاحتياجات و الشعب يقرر بنفسه".

وأضافت: "نحن على قناعة بأن هذا النظام أثبت فعاليته ونجاحه مع الأخوة العرب الذين يعتبرون المكون الثاني، ونحن نتحالف مع قبيلة (الشمر) في الجزيرة، ومفاوضاتنا مع القبائل الأخرى مستمرة".

دور الإمارات في دعم الأكراد

وناشدت المسؤولة الكردية دول الخليج بأن تعترف بتجربة "الإدارة"، قائلةً إن "دولة الإمارات العربية المتحدة تتميز بمستوى متقدم في الشرق الأوسط من كل النواحي، وتستطيع أن تدعمنا ضد الإرهاب، ونحن دول قريبة من بعضنا بعضاً في النهاية".

وطالبت يوسف الإمارات بأن تزور بوفودها إلى مناطق الإدارة الذاتية الكردية في سوريا، كون هذه الدولة الخليجية لها "نظرة نوعيةوتقييمية وحكم على القضايا، بشكل يمكن من خلاله بناء تحالف جديد لبناء شرق أوسط جديد".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com