"الغارديان" تنتقد تواطؤ بريطانيا مع أمريكا في تعذيب السجناء
"الغارديان" تنتقد تواطؤ بريطانيا مع أمريكا في تعذيب السجناء"الغارديان" تنتقد تواطؤ بريطانيا مع أمريكا في تعذيب السجناء

"الغارديان" تنتقد تواطؤ بريطانيا مع أمريكا في تعذيب السجناء

انتقدت صحيفة الغارديان البريطانية تواطؤ المملكة المتحدة مع فضيحة تعذيب المخابرات الأمريكية للسجناء، مؤكدة أن تلك الجريمة من شأنها خلق المزيد من الجهاديين.



وقالت الصحيفة إن الظلم الذي لا يتم كشفه لا يمكن مواجهته بشكل صحيح، مشيرة إلى أنه عندما لا تتم مواجهة الظلم بشكل صحيح سوف يعيد نفسه، ومن ثم ينبغي عدم السماح ببقاء مسألة تواطؤ بريطانيا في التعذيب الممنهج، الذى قامت به وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية للسجناء.

وأشارت إلى أن مدى تأثير كارثة ما يسمى بـ"الحرب على الإرهاب"، التي بدأت قبل 13 عاما، أصبح أكثر وضوحاً من أي وقت مضى، حيث إن الغزوات أتت بالكوارث مثل إزهاق الأرواح وضياع الأموال، والتعذيب وغيره من الانتهاكات لحقوق الإنسان؛ والهجمات ضد الحريات المدنية؛ ولذلك فإن الحركات الجهادية أصبحت أكثر قوة وعنفا من أي وقت مضى.

وتساءلت الصحيفة: "كيف يمكن لكارثة مثل هذه أن تنتهي بالفشل فى التوصل للمسؤولين عنها ومحاكمتهم؟".

وأضافت أن الجميع يعلم قضية عبد الحكيم بلحاج وزوجته، اللذين تم اختطافهما من قبل وكالة الاستخبارات الأمريكية بالاشتراك مع المخابرات البريطانية "إم أي 6" وإرسالهما إلى ليبيا حيث تعرضوا هناك للتعذيب على يد نظام معمر القذافي، مشيرة إلى أن بلحاج يحاول حاليا رفع دعوى قضائية ضد الحكومة البريطانية، التي حاولت وقفها على أساس أن ذلك من شأنه تخريب "العلاقة الخاصة" مع الولايات المتحدة.

المفارقة التي تثير السخرية أن عملية اختطافه والتي تم تبريرها بسبب تهديد الإرهابيين الإسلاميين، جعلت الحكومة البريطانية تسلم مساحات واسعة من ليبيا إلى مثل هذه الجماعات، بما في ذلك إحدى الجماعات التابعة لتنظيم لدولة الإسلامية.

ومن الناحية الأخلاقية، تشير الصحيفة، إلى أن هذه الجرائم التي ارتكبت لا يجب أن يكون النقاش حولها فيما إذا كانت فعالة في تحقيق نتائج، لأن وكالة المخابرات الأمريكية، وجميع من ساعدوها في ذلك، لم يحاربوا الإرهاب، ولكنهم أنفسهم قاموا باستخدام أساليب إرهابية، وهم بذلك أسهموا في تجنيد المزيد من الإرهابيين.

وأشارت الصحيفة إلى أن المحلل نيك كليج وغيره يلمحون إلى تأييدهم إجراء تحقيق قضائي في هذا الشأن، وهذا هو أقل ما نحتاجه في هذه المرحلة، لأنه بدون المكاشفة الكاملة والتدقيق في أفعال بريطانيا فإن هذه الكارثة سيتم تكرارها، مع المزيد من المعاناة الإنسانية كنتيجة واضحة لها.


وقال مدير المخابرات المركزية الأمريكية جون برينان، اليوم الخميس، إن بعض ضباط الوكالة استخدموا أساليب "كريهة" في التحقيقات، وأنه لا سبيل لمعرفة ما إن كانت ما تسمى أساليب التحقيق المشددة تمكنت من الحصول على معلومات من الإرهابيين المشتبه بهم.

وأضاف في مؤتمر صحفي في مقر الوكالة في فرجينيا: "أوضحت أن مراجعاتنا بينت أن برنامج الاحتجاز والتحقيق أنتج معلومات مفيدة ساعدت الولايات المتحدة في إحباط خطط هجومية والإمساك بإرهابيين وإنقاذ أرواح".

واستطرد: "لكن دعوني أكون واضحاً. لم نخلص إلى أن استخدام أساليب التحقيق المشددة ضمن ذلك البرنامج سمح لنا بالحصول على معلومات مفيدة من معتقلين خضعوا لها. علاقة السبب والنتيجة بين استخدام أساليب التحقيق المشددة والمعلومات المفيدة التي قدمها المعتقلون بالتالي.. لا سبيل لمعرفتها.. من وجهة نظري".


روسيا تدين أمريكا بشأن التعذيب أثناء التحقيقات

ومن جهة أخرى، قال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الروسية، اليوم الخميس، إن روسيا مصدومة من التقارير عن ممارسة المخابرات المركزية الأمريكية للتعذيب في أعقاب هجمات 11 سبتمبر /أيلول، وتعتقد أن المسؤولين عن انتهاكات بحق المعتقلين يجب ان يقدموا للعدالة.

وقال مفوض حقوق الانسان بالوزارة قنسطنطين دولجوف إن تقرير مجلس الشيوخ الأمريكي هذا الأسبوع كشف "انتهاكات منهجية جسيمة لحقوق الانسان" ويتصادم مع طموحات الولايات المتحدة في اعتبارها نموذجا للديمقراطية.

وكشف التقرير أن المخابرات المركزية الأمريكية ضللت البيت الابيض والجمهور بشأن تعذيبها للمعتقلين في سجون سرية في انحاء العالم بعد هجمات سبتمبر ايلول وتصرفت بقسوة وعلى نحو متكرر أكثر مما اعترفت به.

وقال دولجوف "رغم حقيقة أن هذا التعذيب اثناء التحقيق استخدمه ضباط المخابرات المركزية خارج الأراضي الأمريكية إلا أن ذلك لا ينفي مسؤوليتهم عن مثل تلك الأفعال المتعمدة".

وتابع "نحث مجتمع حقوق الانسان والمنظمات والمؤسسات الدولية الملائمة على الضغط على واشنطن لكشف المعلومات عن الانتهاكات الحقوقية بالكامل... ومحاسبة المذنبين".

وفي كثير من الأحيان يحتدم الجدل بين موسكو وواشنطن بشأن سجل حقوق الانسان في كل منهما وتقول روسيا ان الولايات المتحدة تتغاضى عن انتهاكاتها هي ذاتها في حين تلقي محاضرات على باقي دول العالم. ودفعت الأزمة الأوكرانية العلاقات بين البلدين الى ادنى مستوياتها منذ الحرب الباردة.

واستغلت دول مثل ايران وكوريا الشمالية والصين التي كثيرا ما تستهدفها واشنطن بانتقادات بشأن حقوق الانسان التقرير الصادر هذا الاسبوع كفرصة لقلب المائدة على الولايات المتحدة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com