كيف يخدم الجدل حول سحب القوات الأمريكية من سوريا نتنياهو وحزبه؟
كيف يخدم الجدل حول سحب القوات الأمريكية من سوريا نتنياهو وحزبه؟كيف يخدم الجدل حول سحب القوات الأمريكية من سوريا نتنياهو وحزبه؟

كيف يخدم الجدل حول سحب القوات الأمريكية من سوريا نتنياهو وحزبه؟

تثير التصريحات المتضاربة والتي تصدر من آن إلى آخر عن البيت الأبيض، بشأن آلية وموعد الانسحاب من سوريا، علامات استفهام حول مدى جدية القرار الذي اتخذه الرئيس دونالد ترامب في هذا الصدد.

ومنذ صدور القرار، لم تتوقف التقارير حول ردود الفعل الإسرائيلية والأمريكية، ومحاولات واشنطن لتطمين حلفائها بالمنطقة، بأن الانسحاب لن يؤثر على الحرب الأمريكية ضد تنظيم داعش، فيما تحدثت تقارير إسرائيلية عن وقوف إسرائيل وراء القرار.

 وأشارت تقارير أخرى إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طلب من وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو، خلال لقاء جمع بينهما في العاصمة البرازيلية قبل أيام، أن يكون الانسحاب تدريجيًا، وهو ما استجابت له واشنطن.

وبعد أن كان قرار الانسحاب حتميًا، أعلنت واشنطن، اليوم الأحد، عبر مستشار الأمن القومي جون بولتون، أن الانسحاب من سوريا سيكون مشروطًا بموافقة أنقرة على حماية الأكراد، بوصفهم حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدًا أن الانسحاب الأمريكي "لن يحدث دون موافقة الأتراك على هذا الشرط".

قرار الانسحاب الأمريكي الأول

ولا تعد هذه المرة الأولى التي تعلن فيها إدارة الرئيس ترامب عزمها سحب القوات من سوريا، فقد أعلنت في نيسان/ أبريل 2018، أن القوات الأمريكية ستخرج قريبًا من الأراضي السورية، "لتترك الساحة لآخرين يهتمون بالأمر"، وأضافت:"عملنا في سوريا بهدف التخلص من تنظيم داعش الإرهابي، وهو ما تحقق بالفعل في سوريا والعراق".

كما أن روسيا أيضًا كانت قد أعلنت قرارًا مماثلًا، ولم تكتف بالقول إنها ستنسحب، بل بثت وزارة الدفاع الروسية بالفعل في منتصف آذار/ مارس 2016 مشاهد مصورة لانسحاب القوات الروسية من سوريا، وقالت إن الدفعة الأولى من الطائرات الحربية الروسية أقلعت من قاعدة "حميميم" الجوية في سوريا عائدة إلى روسيا.

لكن ما حدث هو العكس، حيث عززت روسيا قواتها العسكرية في سوريا، لا سيما في تشرين الأول/ أكتوبر 2018، حين أرسلت نُظمًا دفاعية متطورة من طراز "إس -300" إلى هناك.

نتنياهو وحزبه المستفيد الأكبر

وضَمن التواجد الأمريكي في سوريا للجيش والاستخبارات الإسرائيلية حرية عمل كبيرة هناك، وتؤكد تقارير أن هذا التواجد يحقق المصالح الأمنية والعسكرية الإسرائيلية في سوريا، ويخلق للدولة العبرية ثقلًا مضادًا أمام التواجد الروسي، ما يعني أن الانسحاب يعد أمرًا إشكاليًا بالنسبة لإسرائيل.

واستفاد رئيس الوزراء الإسرائيلي وحزب "الليكود" اليميني بشكل واضح من التوتر الذي أعقب صدور قرار الانسحاب الأمريكي، وتدل استطلاعات الرأي الانتخابية في إسرائيل على احتفاظ حزب "الليكود" بفرص كبيرة للغاية لتشكيل حكومة خامسة، عقب الانتخابات التي ستُجرى في نيسان/ أبريل المقبل.

ويلعب نتنياهو وحزبه على الوتريْن الأمني والعسكري بشكل معتاد، تمامًا مثلما فعل إبان انتخابات الكنيست العشرين، في وقت يلعب فيه الملفان الأمني والعسكري دورًا كبيرًا في تشكيل توجه الناخب الإسرائيلي، ومن ثم يصب الجدل الدائر حول سحب القوات الأمريكية من سوريا في مصلحة نتنياهو وحزب "الليكود" في المقام الأول، لا سيما مع الترويج للأمر داخل إسرائيل على أنه كارثي بالنسبة لأمن إسرائيل، وهو ما يعني دفع الناخب الإسرائيلي للتمسك بنتنياهو.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com