أزمة "صامتة" بين روسيا والسعودية
أزمة "صامتة" بين روسيا والسعوديةأزمة "صامتة" بين روسيا والسعودية

أزمة "صامتة" بين روسيا والسعودية

تشهد العلاقات السعودية الروسية أزمة صامتة ناتجة تضارب مصالح البلدين، في ملفي سوريا وأسعار النفط.



فالزيارة المرتقبة لوزير الخارجية السعودي سعود الفيصل إلى موسكو، تأتي على وقع تسارع التصريحات فيما يتعلق بالتوتر بين الغرب وروسيا بسبب الأزمة الأوكرانية.

ولا تعتبر السعودية لاعبا أساسيا في الأزمة الأوكرانية، إلا أن تداخلا واضحا برز بين الرياض والغرب في استخدام أسعار النفط كسلاح للضغط على موسكو في ملفين مختلفين، وهما الملف السوري بالنسبة للسعودية، والملف الأوكراني بالنسبة للغرب.

وتأتي زيارة الفيصل إلى موسكو بعد سلسلة لقاءات واتصالات في الفترة الماضية أجراها الأمير بندر بن سلطان مع المسؤولين الروس بشأن الأزمة السورية.

وتحاول السعودية الوصول إلى أرضية مشتركة مع روسيا بشأن توافق يؤدي إحداث اختراق في الأزمة السورية، يضمن تنحي الرئيس السوري بشار الأسد مع الحفاظ على مصالح روسيا المتمثلة ببقاء النظام.

وفي هذا الإطار لجأت الرياض إلى استخدام الأزمة بين روسيا والغرب بشأن الوضع في أوكرانيا، من خلال استثمار التوجه الغربي، لخفض أسعار النفط في إطار العقوبات الغربية غير المباشرة على موسكو، بهدف زيادة الضغط السعودي على روسيا لوقف دعم الرئيس بشار الأسد.

ويأتي التحرك السعودي باتجاه روسيا والمتمثل بزيارة سعود الفيصل إلى موسكو، مدفوعا بعدة عوامل، أبرزها قلق الرياض من متغيرات مرتقبة على ملف الأوكراني ربما تفضي إلى بوادر حل للأزمة هناك، الأمر الذي يحرم السعودية من سلاح خفض أسعار النفط للضغط على موسكو في الملف السوري، لاسيما وأن أحد شروط روسيا للحل في أوكرانيا سيكون العودة إلى أسعار ما فوق 96 دولارا للبرميل والذي على أساسه تم بناء موازنة البلاد.

وأثارت تصريحات أطلقها مسؤولون أوروبيون الأسبوع الماضي تكهنات بتوجه غربي لحل الأزمة مع موسكو، فوزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني أكد أن القارة العجوز لا تريد علاقة متأزمة مع روسيا، في حين يرى وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن اتفاقية مينسك بشأن الأزمة الاوكرانية والتي تتمسك بها موسكو، قاعدة يمكن الاعتماد عليها، في حين أكد الاتحاد الأوروبي في اجتماعه الأخير في بروكسل أن لا عقوبات جديدة على موسكو.

في المقابل، حذرت موسكو على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف من الوصول إلى نقطة اللاعودة بين روسيا والغرب وأنها لن تتوسل أحدا رفع العقوبات عنها، في مؤشر على قدرتها الصمود أمام الضغوط الغربية ولو مؤقتا.

تصريحات تدرك السعودية معانيها جيدا، وتعي أيضا أن العلاقات الدولية قائمة على مصالح سياسية واقتصادية، وأن آخر ما تريده أوروبا الجريحة اقتصاديا والمقبلة على حالة ركود، أزمة مع روسيا الجار الذي تعتمد مستورداته بشكل كامل على الأسواق الأوربية.

كما تدرك السعودية أن "فقراء أوبك" لن يصمتوا كثيرا على تراجع أسعار النفط إلى مستويات تضر باقتصادياتهم.

وتسابق السعودية الزمن لإنهاء الأزمة في سوريا بما يتوافق مع رؤيتها، وهي تقرأ كل صغيرة وكبيرة في العالم لتحقيق ذلك، بدءا من تذمر أصحاب المزارع والمصانع في أوروبا جراء تضررهم من العقوبات على روسيا، وليس انتهاء برفض موسكو منح حليفها الاستراتيجي بشار الأسد قرضا عاجلا بقيمة مليار دولار، ويبدو أن موسكو والرياض بدأتا بالتفكير في أن الأزمة بينهما لن تكون "صامتة" بعد اليوم.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com