مالي.. النساء يقتدين بالمقاتلات الكرديات
جاءت أفضل الأمثلة عن مبادرة النساء ضد الجهاديين من المقاتلات الكرديات اللواتي يقاتلن بكتائب كاملة والسلاح في أيديهنّ ضد "الدولة الإسلامية" في الشرق الأوسط. إنه الجانب المميز في الكفاح المسلح الذي يخوضه الأكراد والذي لفت مؤخرا اهتمام وسائل الإعلام العالمية، ولا سيما في معركة كوباني.
جاء في موقع "مالي أكتواليتي" أن ما يجهله الكثير عن منطقة مالي أن كفاح الإناث المسلح ضد الجماعات الإرهابية موجود أيضا. ففي مالي والنيجر تضم قوات مكافحة الإرهاب الكثير من الوحدات القتالية النسائية.
وفي هذا السياق تشير التقارير إلى أن العمليات الأخيرة في تغرغار (عملية تودل) الفرنسية، وكذلك في عملية اعتراض قوافل الأسلحة على الحدود مع النيجر شوهدت مشاركة المرأة في القوات الفرنسية. ويضيف الموقع المذكور أن الكثير يجهلون أن الجيش الفرنسي هو واحد من الجيوش الغربية التي توظف النساء في صفوفها.
لكن يقول الخبراء إنّ الكفاح المسلح ليس هو المجال الوحيد لنضال النساء اللواتي يرفضن التمييز والإقصاء من المجتمع، أو الاضطهاد الذي يمارسه نظام الفكر المتخلف الذي يدعي السيطرة على المجتمع كله. فالنساء بذور التاريخ، ومستقبل الفئات الاجتماعية، وخميرة الثقافة، وهن يعين ذلك جيدا. ولذلك فهن يكافحن بأيديهن العارية، بل وهن اللواتي، من خلال المشاريع الحرفية، والفرص الثقافية والتبادلات مع أولئك الذين يرفضون القتال بين الأشقاء، يمنحن لشعوبهن طعم السلام، وكذلك القدرة على تحقيق الازدهار الذي يتجاوز النزاعات القبلية، والمصالح الأنانية وكفاحات الأنا التي يتقن بعض الرجال هواية إثارتها.
ويشير الموقع إلى أن مالي تحتاج إلى النساء، لاعتمادها عليهن في إعادة بناء البلاد. فلقد تم استعادة منطقة كيدال بفضل نساء مالي القويات اللواتي كشفن بذلك عن أن الإرهابيين ليسوا سوى رجال ضعاف نفسيا، يعاملون النساء بخشونة بسبب افتقارهم إلى المروءة.
