إيران تُضحّي بـ "الفهد الآسيوي" النادر مقابل اكتشاف "اليورانيوم"
إيران تُضحّي بـ "الفهد الآسيوي" النادر مقابل اكتشاف "اليورانيوم"إيران تُضحّي بـ "الفهد الآسيوي" النادر مقابل اكتشاف "اليورانيوم"

إيران تُضحّي بـ "الفهد الآسيوي" النادر مقابل اكتشاف "اليورانيوم"

 أقدمت إيران على تخريب وتدمير محميات برية لحيوان "الفهد الآسيوي" المهدد بالانقراض؛ بغية التنقيب واستخراج عنصر "اليورانيوم" والمواد المشعة، استمرارًا لمساعيها للحصول على مواد وعناصر تخصيب السلاح النووي.

وكشف تقرير للكاتبة الصحافية الإيرانية "آرزو ميرزاخاني" عن أنشطة منظمة الطاقة الذرية في إيران، تعمل على تخريب محميات برية تعيش بها الفهود الآسيوية للحصول على عنصر اليوارنيوم الداخل في تصنيع الأسلحة النووية.

بدأت ميرزاخاني تقريرها بالإشارة إلى أن محمية "دره انجير" للحياة البرية الواقعة في مدينة يزد (وسط إيران) تُعد واحدة من موائل حيوان الفهد الآسيوي الذي لا تتواجد فصيلته النادرة سوى في إيران إذ يُعتبر أبرز أنواع الفهود المهددة بالانقراض في العالم.

ونوهت ميرزاخاني إلى أن إحدى الدراسات العلمية في عام 2015 كشفت أن جميع الفهود الآسيوية بمدينة يزد تعيش في هذه المحمية، إذ إن أكبر عدد من ذكور هذه الفصيلة لا يتعدى الـ4 في هذه المحمية.

وتابعت: "ولكن من سوء حظ هذه الفهود، أن المنطقة التي تقع بها المحمية البرية تحتوي على عدد كبير من المناجم، ولهذا السبب نرى اندلاع حالة من الصراع بين هيئة الحفاظ على البيئة، ووزارة الصناعة والمعادن وهيئة الطاقة الذرية الإيرانية بسبب أعمال الحفر والتنقيب في هذه المنطقة".

وأضاف التقرير أن هناك منجمًا في محمية دره انجير يحمل اسم"آنومالي D19" يقع على بُعد 30 كلم من مجموعة مناجم "جادرملو"، إذ أكد المدير العام لمجموعة جادرملو أن أكثر من 100 مليون طن من خام الحديد قابل للاستخراج من هذا المنجم.

ولفت التقرير إلى أنه رغم معارضة هيئة الحفاظ على البيئة لإقامة أي أعمال حفر أو تنقيب في المنطقة الواقعة بها المحمية البرية، إلا أنها وافقت في سبتمبر العام الماضي على إجراء أعمال حفر اكتشافية في منجم آنومالي D19 بشروط أبرزها: حضور مفتش معتمد من هيئة البيئة في مراحل الاكتشاف، وعرض تقارير التقييم البيئية والحصول على تصاريح في مرحلة استخراج المعادن، وحظر إحداث أي نوع من الإنتاج (سوى عمليات الحفر الأولية) وعدم إنشاء طرق جديدة أو استخدام المياه المحدودة المخصصة لحاجة المحمية البرية.

وعلقت ميرزاخاني على هذا بقولها: "يبدو أن الخلاف في مسألة التنقيب في منجم آنومالي D19 لم يكن بسبب استخراج خام الحديد بالأساس، بينما كان لمعارضة هيئة البيئة على التنقيب في هذه المنطقة كونها محمية برية تسكن بها حيوانات نادرة".

ولم يقف الأمر عن موافقة هيئة البيئة على أعمال الحفر والتقيب في المحمية فسحب، بل تعهدت الشركة المسؤولة عن المنجم "جادرملو" لمنظمة الطاقة الذرية بأنها سوف تُبلغها على الفور في حال عثورها أو مشاهدتها لعنصر اليورانيوم أو مواد مشعة في أعمال الحفر لاستخراج خام الحديد.

وتابعت: "يُمكن من التعهد الذي أكدته الشركة لمنظمة الطاقة الذرية أن نستنتج بأن تكهنات هذه المنظمة تشير إلى وجود يورانيوم ومواد مشعة في هذه المنطقة".

واعتبرت أن أعمال الحفر واستخراج خام الحديد سيكون فرصة -في حال العثور على اليورانيوم- لاستمرار منظمة الطاقة الذرية في أعمال التنقيب دون النظر إلى تخريب المحمية البرية للفهود المهددة بالانقراض التي بات مصيرها مرهونًا باليورانيوم والمواد المشعة في هذه المحمية.

وذكر التقرير أن المحمية البرية "عباس آباد" الواقعة في شرق محافظة أصفهان (جنوبي إيران) تُعد من المناطق الهامة الأخرى في مواقع حياة الفهد الآسيوي في إيران، إذ تعرضت هي الأخرى لأعمال حفر وتنقيب من قبل منظمة الطاقة الذرية بدون التنسيق مع هيئة الحفاظ على البيئة.

ووفقًا لخبير بيئي - لم يسمه التقرير- إن حصول إيران على اليورانيوم في الظروف الحالية يُمثل بُعدًا سياسيًا، وهذا لأن مواد الاتفاق النووي -الذي أبرمته إيران مع القوى الكبرى عام 2015- تنص على أن لإيران حق تخصيب اليورانيوم إلى حد 5 % وعليها إخضاع جميع كميات اليوارنيوم التي تحصل عليها بعد الاكتفاء بهذه النسبة في مفاعلات "جامعة طهران" و"بوشهر".

وأكد أنه رغم مناجم اليورانيوم الحالية مثل "ساغند" الواقع في يزد كافية لهذا الصدد، إلا أن منظمة الطاقة الذرية الإيرانية تعمل على الحصول على كميات أكبر من اليورانيوم والمواد المشعة لكي تقول للمجتمع الدولي: إنّ لدينا كميات ومدخرات أكبر من هذه العناصر ومن الممكن أن نُزيد من معدلات تخصيبنا.

واختتم الخبير شهادته حول أزمة استغلال السلطات الإيرانية للموارد البيئية والتنكيل بالنشطاء البيئيين قائلًا: "إن بعض خبراء البيئة في إيران يؤمنون بأن السبب وراء اعتقال النظام لنشطاء البيئة، وخاصة العاملين بـ "جمعية الحفاظ على الفهد الآسيوي"، هو ما اكتشفوه من الأنشطة المريبة لمنظمة الطاقة الذرية في محميات الفهود واعتراضهم عليها".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com