ترامب يحقق انتصارًا سياسيًّا بعد تثبيت كافانو عضوًا في المحكمة العليا
ترامب يحقق انتصارًا سياسيًّا بعد تثبيت كافانو عضوًا في المحكمة العلياترامب يحقق انتصارًا سياسيًّا بعد تثبيت كافانو عضوًا في المحكمة العليا

ترامب يحقق انتصارًا سياسيًّا بعد تثبيت كافانو عضوًا في المحكمة العليا

صادق مجلس الشيوخ الأمريكي السبت على تعيين القاضي المحافظ بريت كافانو عضوًا في المحكمة العليا، لتنتهي بذلك أسابيع من السجالات والمواجهات السياسيّة الشرسة التي تخلّلتها اتهامات للقاضي بارتكاب اعتداء جنسي عندما كان شابًّا.

وحصل كافانو الذي نفى هذه الاتهامات بشكل قاطع، على غالبيّة ضئيلة في مجلس الشيوخ (50-48)، وقدّم بذلك انتصارًا سياسيًّا مهمًّا للرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يريد تعزيز موقع الجمهوريين قبل شهر من انتخابات منتصف الولاية.

وغرّد ترامب الذي دافع بشدّة عن كافانو قائلاً "أهنّئ مجلس الشيوخ على تثبيت مرشّحنا الرائع". وأضاف أنه سيوقّع "في وقت لاحق اليوم على التعيين، وسيقسم (كافانو) اليمين رسميًّا".

وكان ترامب استبق نتيجة التصويت السبت، فغرّد على تويتر مُشيدًا بـ"يوم عظيم لأمريكا".

واعتقلت الشرطة الأمريكيّة السبت عددًا من المتظاهرين الذين تجمّعوا على بُعد أمتار من مدخل مبنى الكابيتول حيث مقرّ الكونغرس، على الرغم من الطوق الأمني الذي أغلق المنطقة المحيطة بالمبنى.

وتمكّن نحو 150 شخصًا من أصل 2000 متظاهر، معظمهم نساء، من اختراق العوائق الموضوعة خارج المبنى.

وهتف المتظاهرون ضدّ كافانو، رافعين لافتة ضخمة على الجهة الشرقية للمبنى المواجه لمبنى المحكمة العليا كُتب عليها "تشرين الثاني/نوفمبر اقترب"، في إشارة إلى انتخابات منتصف الولاية.

وبعد تثبيته، يُقسم القاضي كافانو اليمين في الأيام التالية وينضمّ إلى أعلى محكمة في الولايات المتّحدة والتي تتحقق من دستورية القوانين وتفصل في أكثر النزاعات الشائكة في المجتمع الأمريكي مثل الحق في الإجهاض وعقوبة الإعدام وتنظيم حيازة الأسلحة النارية وزواج المثليين وحماية البيئة.

وبوصول هذا المدافع المتحمّس عن القيَم المحافظة إلى المحكمة العليا، يُصبح القضاة التقدّميون - أربعة من أصل تسعة - أقلّيةً على امتداد عقود في المحكمة العليا.

وقال زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل عبر شبكة فوكس نيوز "إنه يوم عظيم لأمريكا"، مهنئاً زملاءه لأنهم "رفضوا الرضوخ لذلك الضغط الهائل".

ويُشكّل هذا الأمر انتكاسةً للديمقراطيين والناشطين في مجال الحقوق المدنيّة الذين تحرّكوا منذ ترشيح كافانو في تموز/يوليو لمنع تثبيته، فنظّموا حملات إعلامية وتظاهرات وتواصلوا مع أعضاء مجلس الشيوخ المعتدلين.

"لا شيء" في التقرير

وعلى الرغم من جهودهم، كان القاضي بريت كافانو ضامناً تثبيته عندما خرجت امرأة من الظل في منتصف أيلول/سبتمبر واتهمته بمحاولة اغتصابها خلال أمسية لطلاب المدرسة الثانوية في العام 1982.

كان لهذه الاتهامات وقع هائل في بلد حسّاس إزاء مسألة العنف الجنسي منذ فضح ممارسات المنتج هارفي واينستين وعشرات من أصحاب النفوذ في أعقاب انطلاق حركة "#مي تو" (أنا أيضا).

وخلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ تابعها 20 مليون أمريكي، قالت كريستين بلازي فورد، وهي أكاديمية في الحادية والخمسين من العمر، إنّها "متأكدة بنسبة 100%" من أنّ كافانو هو الذي حاول اغتصابها في حين كانت في الـ15 وكان هو في الـ17.

لكنّ كافانو أكّد براءته وقال إنّه ضحية مكيدة يُدبّرها اليسار المتطرّف.

هنا طلب مجلس الشيوخ تحت ضغط أعضاء لم يحسموا موقفهم تكليف مكتب التحقيقات الفدرالي إجراء تحقيق إضافي، وقدّم الإف بي آي الأربعاء تقريرًا أيّد موقف الجمهوريّين الذين لم يجدوا فيه "شيئاً" يدين القاضي وباشروا على الفور المرحلة النهائية من عملية التثبيت.

من جانبهم اعتبر محامو بلازي فورد أنّ التحقيق الإضافي غير مرضٍ وقالوا في بيان إنّ "تحقيق مكتب التحقيقات الفدرالي الذي لم يتضمن مقابلة الدكتورة فورد والقاضي كافانو ليس تحقيقًا ذا مغزى".

ليس الرجل المناسب

وقرّر أعضاء مجلس الشيوخ الجمعة خلال تصويت إجرائي إغلاق مناقشاتهم وكشفوا في الوقت نفسه عن قرارهم. ومن بين أربعة كانوا متردّدين، قال ثلاثة إنهم سيصوتون لصالح تثبيت كافانو، هم: الجمهوريّان جيف فليك وسوزان كولينز، والديمقراطي جو مانتشين.

وظلّت الجمهورية ليزا موركاوسكي على موقفها المعارض. وقالت للصحافيين إنّ "بريت كافانو ليس الرجل المناسب للمحكمة الآن".

وقالت ليلة الجمعة أمام مجلس الشيوخ، "آمل أن يكون (القاضي كافانو) حكَما محايدًا (...) وقوّة استقرار".

كذلك برّرت سوزان كولينز موقفها في خطاب طويل أمام زملائها قائلة، إنّ القاضي كافانو يستحقّ "قرينة البراءة" في غياب عناصر تدعم التهم الموجهة إليه.

وفي حين أقرّت كولينز بأنّ شهادة فورد كانت صادقة ومؤلمة وقوية، قالت "لا أعتقد أن هذه الاتهامات يُمكن أن تكون منصفة في منع كافانو من العمل في المحكمة".

يبقى معرفة مدى تأثير هذا التصويت على الانتخابات البرلمانية في الـ 6 من تشرين الثاني/نوفمبر، فهل سيدفع النساء للتصويت لصالح الديمقراطيين؟ وهل سيبدي المحافظون امتنانهم للجمهوريين أو تتراجع حماستهم بعدما نالوا ما كانوا يريدونه؟ ستأتي الإجابة بعد شهر.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com