دي مستورا يقترح تجميد الصراع كمدخل لحل الأزمة السورية
دي مستورا يقترح تجميد الصراع كمدخل لحل الأزمة السوريةدي مستورا يقترح تجميد الصراع كمدخل لحل الأزمة السورية

دي مستورا يقترح تجميد الصراع كمدخل لحل الأزمة السورية

لم يجد المبعوث الدولي إلى سوريا إزاء أزمة معقدة سوى اقتراح تجميد الصراع في بعض المناطق كمدخل يتيح البناء عليه لإيجاد حلول عجز المبعوثان السابقان كوفي عنان والأخضر الإبراهيمي عن إحداث اي اختراق فيها.



ويأتي هذا التعبير منسجما مع طبيعة الأزمة وانطلاقاً من خطة تقوم على "خفض العنف وتحسين وصول المساعدات الإنسانية وزرع بذور عملية سياسية".

وقال مبعوث الأمم المتحدة الثلاثاء إن المسؤولين السوريين أعطوه إشارات إيجابية بشأن مقترح لإبرام اتفاق محلي لوقف إطلاق النار في مدينة حلب في شمال البلاد وهي إحدى ساحات المعارك الرئيسية في الحرب الأهلية المستمرة في سوريا منذ أكثر من ثلاثة سنوات.


وأضاف "القول بأننا نملك خطة للسلام هو تصريح طموح ومضلل. لكن لدينا خطة للعمل. وتبدأ خطة العمل من الميدان: أوقفوا القتال وقلصوا العنف".


وأفادت مصادر ان دي مستورا مدرك ان تجميد الصراع في حلب هو بمثابة "نقطة في بحر"، لكنه يعتقد أن "نقاطاً عدة من الممكن أن تشكل بحيرة، والبحيرة يمكن أن تصبح بحراً".

ورأت مصادر مطلعة أن صراعاً ديبلوماسياً وعسكرياً يستعر خفية بين معسكري النظام وحلفائه من جهة، والمعارضة وحلفائها من جهة ثانية على "معركة حلب"، لاعتقاد الطرفين أن مصير حلب سيلعب دوراً حاسماً في مستقبل الصراع والتسوية في البلاد.


ويهدف النظام وحلفاؤه، بحسب مراقبين، إلى نسخ "تجربة حمص" حين فرضت حصارا على المدينة وقطعت خطوط الإمداد عن مقاتلي المعارضة وصولاً إلى فرض "تسوية".

وقال دي ميستورا في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون في دمشق بعد اجتماعه مع الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية وليد المعلم إن رد فعل الحكومة الأولي على الاقتراح "كان يعبر عن الاهتمام والاهتمام البناء".

وكان دي ميستورا قد نقل الاثنين عن الأسد قوله إن الاقتراح "جدير بالدراسة".

ويطرح دي ميستورا مبادرة لايجاد "مناطق يجمد فيها القتال تدريجيا" للسماح بدخول المساعدات بشكل أكبر تبدأ بمدينة حلب، ووصف الاقتراح بانه واقعي ومتماسك.

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن دي ميستورا والمعلم اتفقا على استئناف المشاورات بشأن إعادة الاستقرار إلى حلب وتسهيل مرور المساعدات الإنسانية.


وباتت حلب مقسّمة منذ هجوم للمعارضة في صيف 2012 بين مناطق تسيطر عليها القوات النظامية في الغرب وأخرى تسيطر عليها المعارضة في الشرق ملامسة مناطق نفوذ "داعش". وغادر مليون من سكان المدينة، فيما لا يزال 300 ألف فيها.

وفي مقابلة صحافية قال دي ميستورا إن التهديد المشترك الذي يمثله مقاتلو الدولة الإسلامية على كل فصائل سوريا المتنازعة ربما يساعد على حمل الحكومة والمعارضة المسلحة على عقد اتفاقات محلية لوقف إطلاق النار.

وأضاف دي ميستورا أن الدولة الإسلامية "تزعزع استقرار الجميع."

وأجاب دي ميستورا عن السبب الذي سيدفع كلا من الحكومة وفصائل المعارضة المسلحة على القبول باتفاقات محلية لوقف اطلاق النار بالقول "هناك عامل واحد أساسي. ما هو؟ إنه داعش. أي الإرهاب".

وأضاف المبعوث الدولي "ما من منتصر في الحرب الأهلية السورية. أتعتقدون أن طرفا قد يفوز بهذه الحرب؟ الحقيقة هي أن لا أحد سينتصر. ولهذا السبب نطرح فكرة البدء بنموذج واحد أساسي على الأقل هي حلب."

غير أن دي ميستورا أقر بأنه حتى إذا مضت خطة الأمم المتحدة قدما ستكون بمثابة خطوة أولية فقط في النزاع الذي أسفر عن مقتل نحو 200 الف شخص وأدى إلى نزوح ولجوء الملايين.


وخلال جولتيه الإقليميتين، كان دي ميستورا في "مزاج الاستماع والتعلم" بين المسؤولين المعبّرين عن أجندات متناقضة.


ووافق دي مستورا النظام السوري على أن "الأولوية هي لمحاربة الإرهاب" وأيد موسكو وطهران على أن الظروف الراهنة مختلفة عن تلك التي صدر فيها بيان جنيف الأول في منتصف ٢٠١٢، بالتالي فإن مهمة دي ميستورا تقتصر على ترجمة التوازن العسكري في حل سياسي، إضافة إلى طي المبادرات السياسية السابقة، بما فيها خطة النقاط الأربع الإيرانية، التي تضمنت "تحديدَ" صلاحيات الرئيس بشار الأسد.

ووفق المصادر، فإن مقاربة دي ميستورا هي نقيض مقاربة سلفه الأخضر الإبراهيمي الذي كان يركّز على خيار من "فوق الى تحت" وتنفيذ بيان جنيف الأول وتشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة بين ممثلي النظام والمعارضة على أساس القبول المتبادل.


لكن دي ميستورا بحث عن "مدخل" إلى الأزمة السورية من "تحت إلى فوق"، ويرى ذلك في اتفاقات المصالحة في البلاد، لتقوم بخطوات صغيرة تؤدي إلى خفض مستوى العنف من دون أي مظلة سياسية حالياً، بل الاكتفاء بـ "زرع بذور الحل السياسي".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com