معركة حياة أو موت في حملة سابقة لأوانها بتركيا
معركة حياة أو موت في حملة سابقة لأوانها بتركيامعركة حياة أو موت في حملة سابقة لأوانها بتركيا

معركة حياة أو موت في حملة سابقة لأوانها بتركيا

تقف تركيا على أعتاب ما تم وصفه بـ"معركة حياة أو موت" في الانتخابات المحلية "البلديات"، التي ستجري في نهاية شهر آذار/مارس من العام المقبل، وبدأت حملة الدعاية قبل التاريخ المحدد.

وفي أزمير، إحدى بؤر الصراع بين الحزب الحاكم والمعارضة، أعلن عزيز كوجا أوغلو رئيس بلدية المدينة ممثل حزب الشعب الجمهوري - أكبر أحزاب المعارضة في تركيا - عدم ترشحه في الانتخابات المحلية "البلديات" المقبلة.

وبرّر أوغلو البالغ من العمر 70 عامًا قراره بأنه يهدف إلى إتاحة الفرصة لقيادة جديدة بعد مسيرة دامت أكثر من 14 عامًا قضاها على سدة البلدية، ضاعف خلالها الاستثمارات فيها 28 مرة، فضلًا عن تغيير كامل لشبكة السكك الحديدية، إضافة إلى إعادة هيكلة البنية الزراعية فيها، بحسب تقارير محلية.

أنعشت الآمال

وبحسب مصادر من داخل الحزب الجمهوري، فإن الاستقالة أنعشت آمال حزب العدالة والتنمية الحاكم، الذي فشل على مدار السنوات الماضية في اقتناصها، رغم جلب مئات الأسر للمدينة في محاولات "يائسة" على حد وصف مناهضيه، لتغيير الطابع الانتخابي لدى سكان المحافظة، وفقًا لما ذكرهُ زعيم الحزب الجمهوري كمال كيلتش دار أوغلو.

ولم ينف عزيز يلدريم أثناء توليه رئاسة الحكومة ما جاء على لسان زعيم الحزب الجمهوري، وكان يلدريم الذي أصبح رئيسًا للبرلمان التركي على رأس قائمة العدالة بإحدى دوائر إزمير في الانتخابات البرلمانية التي جرت بـ24 من شهر حزيران/ يونيو الماضي.

وأكدت ذات المصادر، "أنه لن يتمكن من بلديتهم"، بالإشارة إلى الحزب الحاكم، حيثُ تمثل إزمير الواقعة في قضاء مقاطعة "موغلا بإقليم "أيجة" غرب البلاد، أحد المعاقل الأخيرة الذي يبذل القصر الرئاسي بالعاصمة أنقرة جهودًا مضنية للاستحواذ عليها لتكمل له السيطرة على كامل البلاد.

وبعد التراجع في الانتخابات التشريعية، وتحالفه مع الحركة القومية اليمينية واستعادته للأغلبية، زاد إصرار رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان على أن يكون الاقتراع القادم بـ"المحليات" ليس فقط تعويضًا عن إخفاق البرلمان بل كاسحًا، وفق ما أكدتهُ صحف المعارضة.

كي لا يعود التزوير

ووصف مراقبون، اليوم الثلاثاء، الأجواء الدائرة داخل المقر الرئيسي لأكبر أحزاب المعارضة بوسط أنقرة، بأنها أشبه بمعركة حياة أو موت، كي لا يتكرر ما حدث في بلديتي أنقرة وإسطنبول الأكبر والأكثر تأثيرًا، قبل 4 سنوات .

وآنذاك، أُعلن فوز الحزب الجمهوري بهما، ثم قالت وسائل إعلام رسمية إنه تم إرجاء الفرز لانقطاع التيار الكهربائي، ومع الصباح تغيرت النتائج ليفوز بها مرشحو الحكومة؛ وهو ما أثار جدلًا، وتقدم القائمون على حزب الشعب الجمهوري بعريضة احتجاج للمحكمة الدستورية، وهو ما لم يبت فيه حتى الآن.

التغني بالإنجازات

ومع أن الحزب الحاكم لم يُعلن بعد عن أسماء مرشحيه، إلا أن السباق قد بدأ بالفعل، فمواقع بلدياته على الشبكة العنكبوتية تصدرتها الإنجازات والمشاريع الخدمية التي هي في طور التنفيذ.

وفي مدينة أنطاليا الساحلية الواقعة على المتوسط جنوبًا، يسابق رئيسها الحالي مندريس تورال مستغلًا إمكانات مدينته بالكامل في الدعاية، حيثُ تجوب حافلات نقل الركاب بأحجامها الكبيرة والمتوسطة أرجاء المدينة، وقد زينت بصوره ومقولاته وكأنها أقوال مأثورة.

وعلى غرار ما جرى في أنقرة وإسطنبول، شهدت أنطاليا ذات المليون نسمة، تلاعبًا وصف بأنه "فاضح"، حيثُ شُوهدت مئات البطاقات، التي صوت أصحابها لصالح رئيسها آنذاك مصطفى أك أيدين، في صناديق القمامة.

وفي ميادين مدينة "سكاربا" التي تبعد 120 كيلومترًا عن الشطر الآسيوي لإسطنبول، دشنت جداريات لصقت عليها صور رئيسها زكي توتش أوغلو، حتى تكون أمام أبصار المارة، وهو الأمر ذاته الذي فعله أوغور إبراهيم الطاي في مدينة "كونيا"، وبرهان الدين تشوبان في مدينة "أفيون كاراهيسار"، وكلاهما يسكنان في عمق الأناضول.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com