الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش مالك نادي تشيلسي الإنجليزي يواجه تهم غسيل الأموال والجريمة المنظمة

ذكرت صحيفة بريطانية أن تقريرًا مسرّبًا للشرطة السويسرية كشف أن الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش متهم بغسيل الأموال والارتباط بجرائم منظمة.

وقالت صحيفة "التايمز" البريطانية، إنه تم سحب طلب مالك نادي تشيلسي الإنجليزي للإقامة في سويسرا، بعد أن أكد تقرير الشرطة السويسرية بأنه يعتبر تهديدًا للسلامة العامة، ووصمة عار محتملة لسمعة البلاد.

ولم يشاهد أبراموفيتش البالغ من العمر 51 عامًا والبالغة قيمة صافي أملاكه 9 مليارات جنيه إسترليني في بريطانيا، منذ أن امتنعت وزارة الداخلية البريطانية عن تجديد تأشيرته هذا العام، وسط تصاعد التوتر بين لندن وموسكو، بحسب ما ذكرته الصحيفة.

وأشارت الصحيفة إلى أن أبراموفيتش قام إبان ذلك بتأجيل خطة بقيمة مليار جنيه إسترليني لإعادة تطوير ملعب "ستامفورد بريدج" في تشيلسي، مؤكدًا "أن مناخ الاستثمار الحالي غير مواتٍ".

وفي شهر أيار/ مايو حصل أبراموفيتش على الجنسية الإسرائيلية بعد فشل محاولته الانتقال إلى سويسرا.

وبحسب "التايمز"، اشترى أبراموفيتش نادي تشيلسي عام 2003، وتأسست ثروته من شركة "سيبنفت" النفطية السيبيرية التي تمت خصخصتها عام 1995، في مزاد يشتبه بعض الخبراء أنه تم التلاعب فيه.

وفي دعوى قضائية في عام 2008، اعترف الملياردير بدفع مليارات الدولارات من أجل الحصول على مصالح وحماية سياسية، لمساعدته في الحصول على نصيب من الثروة المعدنية للبلاد.

وأوضحت الصحيفة أنه تم تسريب تقرير الشرطة السويسرية إلى أكبر الصحف في البلاد في بداية العام، لكن محامي أبراموفيتش حصلوا على أمر قضائي لمنع النشر، وقد تم إلغاؤه يوم الإثنين.

وذكر التقرير أن أبراموفيتش تثور حوله شبهات غسيل الأموال، وامتلاكه علاقات مزعومة بمنظمات إجرامية روسية".

ويستند التقرير جزئيًا إلى تحقيق تم فتحه في سويسرا في أواخر التسعينيات، حول مزاعم بأن شركة رونيكوم، وهي شركة تجارة بالنفط مرتبطة بأبراموفيتش، قد اختلست جزءًا من نقد دولي بقيمة 4.8 مليار دولار، وكان قد تم منح قرض من الصندوق لروسيا في عام 1998، وأغلق التحقيق في عام 2001 دون توجيه أي تهم.

اتفاق مع المسؤولين السويسريين 

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن أبراموفيتش تقدم بطلب في عام 2016، للعيش في منتجع  فربيه للتزلج في "كانتون فاليز"، حيث رحب به المسؤولون المحليون بأذرع مفتوحة.

وقال جاك دي لافالاز، رئيس قسم الهجرة في فاليز في ذلك الوقت: "نظرًا لخلفيته المالية، فإنه سيكون دافع ضرائب مثير للاهتمام للغاية للمقاطعة وللكنتون، وقد اتخذنا قرارًا إيجابيًا".

وكان المسؤولون في "فاليز" قد تفاوضوا على دفع أبراموفيتش مبلغًا مقطوعًا للضريبة، والذي يعد نهجًا مشتركًا متبعًا مع أصحاب  المليارديرات، بحيث يعرفون قبل وصولهم المبلغ الذي سيتعين عليهم دفعه.

وطلب مسؤولو "فاليز" من "أمانة الولاية للهجرة" الحصول على تفويض للسماح لأبراموفيتش بالعيش في الكانتون، الذي أوقف التفويض بعد أن طلبت الأمانة تقرير الشرطة.

علاقته ببوتين

وأفادت الصحيفة أن أبراموفيتش يُعرف بأنه مقرّب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين البالغ من العمر 65 عامًا، وقد وصف كاتب سير ذاتية للرئيس الروسي العلاقة بينهما، بأنها مشابهة لعلاقة الأب بابنه المفضل.

وأفاد برنامج "بي بي سي بانوراما" في عام 2016 أن أبراموفيتش قد منح بوتين يختًا بقيمة 25 مليون جنيه إسترليني.

وأشارت وسائل إعلام سويسرية أمس إلى أن أبراموفيتش طعن بتقرير الشرطة الفيدرالية حول طلب الإقامة الخاص به، إذ كتب أنه "فوجئ بالنوعية الرديئة للمعلومات".

وأضاف أن الادعاءات بامتلاكه صلات بشبكات إجرامية "صادمة؛ لأنها خالية من المضمون وخاطئة".

وقال دانيال جلاسل، وهو محامي أبراموفيتش السويسري: "إن أي اقتراح بأن أبراموفيتش تورط بغسيل الأموال أو لديه اتصالات مع منظمات إجرامية غير صحيح تمامًا.

لم يُتهم أبراهاموفيتش بالمشاركة في غسل الأموال، وليس له سجل جنائي، اذ لم يسبق له، أو يزعم بأنه، يملك صلات مع منظمات إجرامية".

وأضاف جلاسل أن "رونيكوم، وهي الشركة التي تقع في مركز ادعاءات غسيل الأموال، تمت تبرئتها منذ فترة طويلة من أي مخالفات، بعد تحقيق شامل أجرته السلطات السويسرية، وعلى الرغم من الطلبات المتعددة، فشلت الشرطة الفيدرالية في تقديم أي دليل يدعم هذه المزاعم التشهيرية، في الواقع فشلت الشرطة الفيدرالية في تقديم أي دليل على الإجرام على الإطلاق".

وأشار جلاسل أن تسريب تقرير الشرطة كان "انتهاكًا واضحًا للقانون الفيدرالي السويسري"، مضيفًا أنه سيقدم دعوى جنائية بشأن هذه المسألة.

 وذكرت التايمز، أن أبراموفيتش يُعرف بأنه الأكثر سرية بين الأوليغاركيين الروسيين، إذ لم يظهر في مقابلة منذ اثني عشر عامًا ونصف.