قمة "آيبك".. معركة تكسير العظام بين موسكو وواشنطن
قمة "آيبك".. معركة تكسير العظام بين موسكو وواشنطنقمة "آيبك".. معركة تكسير العظام بين موسكو وواشنطن

قمة "آيبك".. معركة تكسير العظام بين موسكو وواشنطن

تخوض روسيا والولايات المتحدة معركة "تكسير عظم" جديدة على هامش أعمال قمة آسيا والمحيط الهادي للتعاون الاقتصادي (آبيك) التي تبدأ أعمالها غدا الإثنين وتستمر حتى الثلاثاء.

كما تخوض موسكو وواشنطن معركة أخرى الأسبوع المقبل خلال اجتماع مجموعة "العشرين" في مدينة بريزبان الأسترالية.

وتلقي روسيا، بكامل ثقلها في قمة آيبك، وتسعى إلى بناء تحالفات اقتصادية جديدة مع دول آسيا والمحيط الهادئ لتجاوز آثار العقوبات الاقتصادية الغربية التي تخنقها على خلفية الأزمة الأوكرانية والتي أدت إلى تدهور مؤشرات الاقتصاد الوطني إلى مستوى غير مسبوق، خصوصا فيما يتعلق بسعر صرف الروبل وارتفاع نسبة التضخم.

ويسعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي احتل المركز الأول في قائمة الشخصيات الأكثر تأثيرا في العالم في تصنيف "فوربس"، إلى استثمار "حالة الريبة" التي تهيمن على العلاقات بين الولايات المتحدة ودول آسيا، لاسيما الصين، لتوقيع اتفاقيات اقتصادية تفتح بموجبها موسكو السوق الروسية أمام منتجات تلك الدول والتي تمثل اقتصاداتها ما يقارب من 50 % من إجمالي الناتج العالمي، و44 % من التجارة الدولية في مقابل تسهيلات في توريد الغاز والنفط.

ومن المقرر أن توقع روسيا والصين 19 اتفاقية في المجال الاقتصادي لعل أبرزها اتفاقية متعلقة بتوريد الغاز الروسي إلى الصين عبر المسار الغربي، لمدة 30 عاما، ما يعزز حجم التبادل التجاري بين البلدين الذي ارتفع خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي إلى 78.9 مليار دولار.

كما يتطلع الرئيس الروسي إلى تحقيق اختراق في أسواق تشيلي واستراليا واليابان وأندونيسيا وماليزيا متسلحا بقدرة موسكو على تأمين حاجات تلك الدول من النفط والغاز في مقابل فتح أسواق روسيا لمنتجاتها في اطار تفاهمات محددة للتبادل التجاري.

ويريد الرئيس بوتين التسلح بهذه التفاهمات والاتفاقيات كنقاط قوة يستخدمها خلال لقاء "عابر" محتمل مع نظيره الأمريكي باراك أوباما على هامش قمة "آيبك"، مظهرا قدرة موسكو على تجاوز العقوبات الغربية بقيادة واشنطن، لاسيما فيما يتعلق باستيعاب "صدمة" السوق الروسية ،ولو مؤقتا، جراء تراجع سعر صرف العملة الوطنية الروبل.

وتبقى المهمة الأصعب أمام الرئيس بوتين تبديد مخاوف دول مجموعة أيبك من أن سعي موسكو لبناء تحالفات جديدة لن يكون مرتبطا بالمعركة مع الغرب وأن الاتفاقيات الاقتصادية ستكون على المدى الطويل وتضمنها القوانين الدولية.

لكن في المقابل تخشى موسكو أن تكون الإغراءات الأمريكية لدول آيبك أكثر جاذبية، إغراءات ستكون مدعومة بضغوط سياسية وتنازلات أمريكية تتعلق بحرية التبادل التجاري والسياسة الحمائية التي تضر بصادرات دول آيبك إلى السوق الامريكية، خصوصا الصين.

وتعول موسكو على رفض بكين وطوكيو استراتيجية واشنطن الجديدة لتعزيز حضورها في آسيا عبر شراكة تسعى إليها مع دول "المحيط الهادىء"، لتبدو هذه القضية كـ"مربط فرس" يقول بوتين إنها لن تقوم دون قبول روسيا والصين.

موسكو التي تحث الخطى لرسم خريطة تحالفات جديدة، تلعب بورقة المصالح الاقتصادية بعيدا عن التوجهات الأيدولوجية والسياسية التي كانت سائدة في عهد الاتحاد السوفياتي السابق، تحالفات يرى ميخائيل غورباتشوف آخر الزعماء السوفيت إنها تدفع العالم إلى حرب باردة جديدة تحت وطاة تحول أوروبا إلى ساحة للاضطرابات السياسية والتنافس على النفوذ، في إشارة منه إلى الأزمة الأوكرانية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com