محلل إيراني: هكذا خذلت موسكو طهران في "معركة إدلب"
محلل إيراني: هكذا خذلت موسكو طهران في "معركة إدلب"محلل إيراني: هكذا خذلت موسكو طهران في "معركة إدلب"

محلل إيراني: هكذا خذلت موسكو طهران في "معركة إدلب"

بعد انتهاء اجتماع طهران الذي ضم قادة روسيا وتركيا وإيران؛ لمناقشة المعركة المرتقبة في مدينة إدلب السورية، بدا واضحًا لوسائل الإعلام والمحللين مدى التوافق والتنسيق بين موقف طهران وموسكو بضرورة شن عمليات عسكرية موسعة لطرد القوات المعارضة لحكومة الأسد من المدينة؛ على عكس موقف أنقرة الرافض تمامًا لشن أي عملية عسكرية.

ورغم هذا التوافق الواضح، إلا أنه بعد 10 أيام فقط من اجتماع طهران، أعلن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" خلال اجتماعه مع الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، في لقاء بمدينة سوتشي الروسية، والذي لم تُدعَ فيه إيران هذه المرة، عدول موسكو بالكامل عن معركة إدلب، إذ أكد تغاضيه عن شن أي عملية عسكرية في المدينة بعد الاتفاق على إقامة منطقة عازلة بعمق 15 حتى 25 كلم، ابتداءً من 14 أكتوبر / تشرين الأول المقبل تحت إشراف دوريات لقوات روسية وتركية.

لغة المصالح

وسلط المحلل الإيراني في الشؤون العسكرية والاستراتيجية "حسين آرين"، في مقال نشره موقع إذاعة "فردا"، الضوء على أسباب تغيير الإدارة الروسية موقفها من دعم الحراك الذي تقوده إيران لشن عملية عسكرية كبرى في إدلب، ومدى تأثير هذا التغيير في مستقبل العلاقات الروسية - الإيرانية.

بدأ آرين مقاله بالتأكيد على أن تبدل المواقف السياسية لدى الدول لا يأتي إلا وفقًا لمصالحها السياسية والاقتصادية وحتى العسكرية، وهو ما اعتبره غير وارد في سياسة نظام الملالي في إيران؛ بدليل مليارات الدولارات التي أنفقها ولا يزال ينفقها النظام على معاركه في سوريا، وفقدانه الآلاف من جنوده في هذه المعارك التي لم تجلب للإيرانيين أي نفع سوى تبديد ثرواتهم وأرواح مواطنيهم.

اللعب بـ "كارت إيران"

واعتبر آرين أن الشواهد السياسية خلال الفترة الأخيرة تشير إلى أن روسيا لم تعد شريكًا استراتيجيًا لإيران فحسب، بل إنها تتبع منذ فترات متباعدة سياسة تحت مسمى "اللعب بكارت إيران"؛ لتحقيق مصالح موسكو السياسية والاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط.

وذكر آرين نماذج مما سماه "تخلي روسيا عن إيران"، كالتوافق الروسي - الأمريكي في عهد الرئيس "بيل كلينتون" (1993-2001) لوقف تصدير روسيا قطع أسلحة لإيران، والتأخر المتعمد للروس في تطوير مشروع محطة بوشهر النووية، وإبطال مشروع إيران لاستخدام مشاع مياه بحر قزوين، ووقف بيع صفقة المنظومة الدفاعية إس 300، فضلًا عن الموافقة على جميع قرارات مجلس الأمن حول البرنامج النووي الإيراني، رغم الدعم الظاهري الذي تبديه موسكو لطهران في هذا الأمر، بحسب تعبيره.

منظومات دفاعية غير متاحة

أما عن التواجد الإيراني في سوريا، فقد اعتبر آرين أنه رغم توافق موسكو وطهران على بعض النقاط المشتركة في قضية سوريا، إلا أن إعلان روسيا بضرورة خروج جميع القوات الإيرانية من الأراضي السورية والعمل على حد نفوذها في هذه المنطقة، كان ضربة قاصمة لهذا التوافق الذي كان الإيرانيون يؤكدون عليه مرارًا وتكرارًا.

واستشهد المحلل الإيراني بالضربات والهجمات العسكرية التي نفذتها إسرائيل على مواقع الحرس الثوري والجماعات المسلحة التابعة لإيران في الأراضي السورية، حيث أكد أن جميع هذه الضربات والتي وصلت إلى أكثر من 200 ضربة خلال 18 شهرًا جاءت بعد التنسيق الكامل بين موسكو وتل أبيب؛ والدليل هو عدم إعطاء القيادة العسكرية الروسية أمرًا لمنظوماتها الدفاعية في سوريا بالتصدي لهذه الضربات.

دعم دون فائدة

وعلّق آرين على الموقف الروسي الأخير من تواجد إيران في سوريا، قائلًا: "إن بوتين يعلم أن مواصلة دعمه لإيران في سوريا لن يُجدي أي فائدة له فحسب، بل إن هذا الدعم سيؤثر أيضًا على سياسة واقتصاد موسكو نفسها".

ودلل آرين على رأيه السابق بأن العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ربما تزيد؛ بسبب استمرار دعم موسكو لطهران في الوقت الذي يسعى فيه بوتين لتقليل هذه العقوبات أو على الأقل عدم زيادتها.

واختتم المحلل الإيراني مقاله بالإشارة إلى أن الاتفاق غير الموقع بين بعض الدول العربية والولايات المتحدة لتشكيل حلف ضد إيران دفع بوتين للابتعاد عن طهران تدريجيًا، الأمر الذي سينعكس على مصالح روسيا في المنطقة وتوطيد علاقتها مع هذه الدول.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com