خبراء: إسبانيا تكثف تواجدها في الساحل
خبراء: إسبانيا تكثف تواجدها في الساحلخبراء: إسبانيا تكثف تواجدها في الساحل

خبراء: إسبانيا تكثف تواجدها في الساحل

مدريد ـ يستعد خبراء مدنيون وعسكريون في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب والهجرة السرية والجريمة المنظمة لنقاش موسع سيحتضنه مؤتمر للأمن والدفاع في جامعة ألمرية الإسبانية بالتعاون مع وزارة الدفاع الاسبانية ونقابة الصحافة الاسبانية لنقاش قضايا الأمن العالمي مع التركيز على قضايا الأمن في منطقة الساحل خاصة ما يهم الجانب الإسباني.



ويعكس المؤتمر اهتمام إسبانيا بالبحث عن موطئ قدم في منطقة الساحل ذات الأهمية الاستراتيجية بالنسبة لها؛ حيث شهد العام الجاري رفع وتيرة التعاون مع دول الساحل عبر بوابة موريتانيا والمغرب، وهو اهتمام يرى المحللون أنه قد يجلب لإسبانيا مكانة متميزة.

وقال الصحفي خوسي ماريا محلل قضايا الأمن والإرهاب في صحيفة البايس الإسبانية إن "المغرب وموريتانيا تشكلان بوابة اسبانيا على الساحل، ينطلق ذلك من علاقات جيدة تربط اسبانيا بالبلدين، إضافة إلى أن أمن افريقيا من أمن اسبانيا كما سبق وقال رئيس الحكومة الاسبانية مارينو راخوي".

وبالنسبة لأمين خطاري المحلل والصحفي الخبير في الشؤون الاسبانية فيرى أن "حرص اسبانيا على تمديد نفوذها وعلاقاتها في الساحل ينطلق من الاعتراف بدور شركائها خصوصا المغرب وموريتانيا كبوابتين رئيستين للساحل".

ويمكن ملاحظة هذا الاعتراف الذي يشكل جزءا من ملامح الدبلوماسية الاسبانية الموجهة للساحل، ففي 23 اكتوبر/ تشرين أول الماضي كرمت أسبانيا ثلاثة مسؤولين أمنيين مغاربة مكلفين بمحاربة الإرهاب من ضمنهم مدير المخابرات عبد اللطيف الحموشي.

وقالت وزارة الداخلية الإسبانية حينها إن تكريم الحموشي يأتي بسبب العمل المشترك بين اسبانيا والمغرب الذي مكّن خلال الشهور الأخيرة من تفكيك "البنيات اللوجيستية" لاستقطاب الإرهابيين الجهاديين في مدن الفنيدق وتطوان وفاس وسبتة ومليلية، وكلها مناطق في شمال المغرب.

وقال الصحفي المغربي زهير الداودي إن "إسبانيا أعلنت اعترافها في أكثر من مناسبة بقيمة ونجاعة أداء الأجهزة الاستخباراتية والأمنية المغربية التي لم تنجح فقط في تجنيب المغرب الكوارث الإرهابية والإخفاقات الأمنية، بل تميزت كذلك بأداء دور محوري وحاسم في كثير من المرات على مستوى تقديم الدعم الاستخباراتي النوعي والمساندة الميدانية الحقيقية لدول صديقة مثل اسبانيا لمحاربة عمليات إرهابية عابرة للحدود".

المغرب بغض النظر عما يشكله كجار لاسبانيا وشريك استراتيجي فإنه بوابة على دول الساحل، حيث يشكل النشاط الإرهابي في منطقة جنوب الصحراء الكبرى والممتدة من موريتانيا حتى الصومال، التهديد الأكبر الذي تواجهه إسبانيا، إلى جانب قضايا الهجرة وهو ما جعل إسبانيا أكثر اهتماما بوضع قدم في المنطقة.

ورأى محلل قضايا الأمن والإرهاب حمادي ولد لداه أن "دور اسبانيا في الساحل هو استراتيجية عميقة بالنسبة للحكومة الاسبانية، وينعكس هذا الحضور على تسلم اسبانيا قيادة المهمة الأوروبية لتدريب جيش مالي في نهاية اكتوبر الماضي، حيث باتت اسبانيا القوة العسكرية الأكبر في منطقة ازواد شمالي مالي، بكتيبة خاصة مشكلة من 115 عسكريا يقودها الجنرال الإسباني الفونسو غارسيا فاكيرو برادال".

ومنتصف مايو/ أيار الماضي أعلنت إسبانيا عن طريق سفيرها في الجزائر، رغبتها في تبادل التجارب مع دول منطقة الساحل الثماني، وتعميق معارفها مع الخبراء في المجال العملياتي من خلال ربط صلات للحرس الملكي الاسباني "غوارديا سيفيل" ونظرائهم في كل من الجزائر وبوركينا فاسو وليبيا ومالي وموريتانيا والنيجر ونيجيريا والتشاد، إضافة إلى ربط الصلات بالخبراء والمحللين في المنطقة في مجالات الارهاب والهجرة السرية والجريمة المنظمة.

وموريتانيا هي البوابة الثانية بعد المغرب التي تعول عليها اسبانيا في صنع علاقات أكثر متانة مع الساحل.

وذكرت صحيفة آ بي سي الاسبانية مؤخرا وفي مقال للمتخصص العسكري إستيبان بياريخو "ارتفاع نسبة المناورات التي يجريها الجيش الاسباني مع نظيره الموريتاني والتي تهدف الى تطوير التعاون واتاحة بيئة صحراوية لتدريبات الجيش الاسباني لرفع قدرته الدفاعية".

ونقلت الصحيفة عن الضابط فيرناندو كسادو الذي شارك في المناورات العسكرية بأن "موريتانيا وفرت مناورات مشتركة حيث قامت وحدات من الجيش الأسباني بالتدريب في فضاءات صحراوية مفتوحة للتأقلم مع الصحراء، وهي أجواء لا تتوفر في اسبانيا".

وبالنسبة لمحلل قضايا الساحل الموريتاني جمال عمر فإن: "التعاون بين موريتانيا واسبانيا أخذ منعطفا مهما جدا حيث تعزز العلاقات الأمينة بشكل ملحوظ وتعزز التعاون في مجال مكافحة الارهاب والهجرة السرية، بل تعززت ايضا العلاقات الاقتصادية عبر هجرة الشركات الاسبانية بشكل متصاعد الى موريتانيا، وفي نواكشوط فان الحديث بات متواترا عن دور اسباني قوي على حساب فرنسا المستعمر السابق".

وباتت موريتانيا التي رفعت في السنوات الأخيرة حجم تعاونها مع اسبانيا نقطة محورية بالنسبة للعلاقات مع اسبانيا.

وقال ضابط موريتاني من القوة الخاصة لمكافحة الارهاب يجري تدريبات عسكرية في مدريد "إسبانيا مهتمة عسكريا بمنطقة الساحل، وفي هذا الإطار فإن التعاون مع موريتانيا لا يقتصر فقط على المناورات بل فرص التدريب في الكليات العسكرية، وتبادل المعلومات والتنسيق على اكثر من جبهة".

الخبير في شؤون منطقة الساحل جمال عمر قال "اهتمام إسبانيا بمنطقة الساحل عموما لا يمكن فصله عن اهتمام الدول الاوربية المطلة على الحوض الشمالى للبحر الابيض المتوسط بالمنطقة، خصوصا في هذا الظرف الذي يتسم بوجود الكثير من المخاطر الأمنية القادمة من دول الساحل والصحراء، مثل المد المتنامي للجماعات الإرهابية في ظل انتشار المخاوف من انتشار فكر تنظيم "داعش"، حيث فككت كل من موريتانيا والمغرب بعض الخلايا التابعة لداعش".

وتابع "في حين أن جماعات اسلامية متشددة مثل انصار الشريعة في ليبيا، بوكوحرام في نيجيريا وأنصار الدين في مالى أعلنت كلها ولاءها لتنظيم داعش، وهذا يشكل تهديدا بالطبع لاسبانيا التي تعتبر بوابة اوروبا على افريقيا".

وبحسب عمر فإن القضية الثانية هي المحاولات المتكررة لمئات الأفارقة جنوب الصحراء، عبور مياه البحر الابيض المتوسط؛ للوصول إلى الشواطئ الاوروبية بالاضافة إلى النشاط المحموم لعصابات تهريب المخدرات عبر المحيط الأطلسي مرورا بجزر الكناري الإسبانية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com