الغرب يحوّل النيجر إلى "حصن إقليمي وعشّ للجواسيس" في مواجهة التطرف والمهاجرين
الغرب يحوّل النيجر إلى "حصن إقليمي وعشّ للجواسيس" في مواجهة التطرف والمهاجرينالغرب يحوّل النيجر إلى "حصن إقليمي وعشّ للجواسيس" في مواجهة التطرف والمهاجرين

الغرب يحوّل النيجر إلى "حصن إقليمي وعشّ للجواسيس" في مواجهة التطرف والمهاجرين

تشهد عاصمة النيجير "نيامي"، حراكًا دبلوماسيًا واستخباراتيًا لمواجهة التهديدات الأمنية، ما يجعلها جبهة مواجهة مباشرة ضد المتطرفين.

وكشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن "نيامي تشهد تزايدًا في عدد القواعد الأجنبية ومجمعات السفارات الجديدة الواسعة على طول الشوارع المكسوة بالرمل، بينما يحرك المهربون المهاجرين والبنادق والمخدرات في الظلال عبر الأراضي الخارجة عن القانون".

وتضيف أن "الدبلوماسيين والجواسيس ومفاوضي الرهائن، باتوا يجتمعون كل ليلة في فنادق الحقبة الاستعمارية في العاصمة الصحراوية النائية، لتبادل المعلومات الاستخبارية حول التهديدات الأمنية".

وتتابع أن "نيامي أصبحت نقطة الصفر لتنفيذ مشروع غربي بمليارات الدولارات لوقف حركة المهاجرين من غرب أفريقيا باتجاه البحر المتوسط ​​ومحاربة التوسع في نشاط المتطرفين عبر الساحل الأفريقي".

ويرى المناصرون للمشروع الغربي، أن "هذه الاستراتيجية تحصن البلد ضد التهديدات الأمنية"، لكن المعارضين لها يقولون إنه "يجعل من النيجر هدفًا".

وتشير الصحيفة إلى أن "المناطق المركزية في العاصمة النيجيرية نيامي باتت تجتاحها ما يطلق عليه السكان المحليون المنطقة الخضراء، إذ تقبع المنشآت الدبلوماسية المحصنة خلف حلقات من نقاط التفتيش والجنود المسلحين".

وقال أحد المتعاقدين الذين يعملون على تأمين إطلاق سراح رهينة أوروبي اختطفه متطرفون في نفس المنطقة التي قتل فيها متشددون من تنظيم داعش 4 ضباط كوماندوز في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي: "هذا المكان عشٌّ للجواسيس".

تواجد عسكري ضخم

وقال مسؤولون حكوميون إن "القوات العسكرية الغربية تعمل من 9 قواعد على الأقل في النيجر".

وكشف مسؤولون في النيجر أن الولايات المتحدة تعمل على الانتهاء من بناء قاعدة جوية كبيرة في مدينة أغاديس، بينما بدأت طائرات مسلحة دون طيار تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية، التحليق من مهبط طائرات خارج مدينة ديركو الشمالية.

ووفقًا للقيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا "أفريكوم"، وسّعت الولايات المتحدة والقوى الأوروبية وجودها العسكري في النيجر، إذ لدى الولايات المتحدة الآن 800 مجند في البلاد، وهذا ثاني أكبر انتشار لواشنطن في أفريقيا بعد قاعدة جيبوتي البحرية.

وترفض "أفريكوم" تقديم تفاصيل عن المهام الحالية للقوات الأمريكية في النيجر، لكن محمد بوريما، وهو قائد قوات خاصة مدربة من قبل المستشارين العسكريين الأمريكيين في ديفا، قال إن "الأمريكيين يقومون بعمليات تدريب وبروباغندا وتخطيط وسيطرة".

وترفض فرنسا تحديد أعداد القوات في كل دولة، لكن وزارة الدفاع أعلنت أنها زادت أعداد أفرادها في جميع أنحاء الساحل إلى 4500، كما تم تجنيد القوات الألمانية والإيطالية الخاصة في النيجر.

مساعدات مالية

ويقدم الغرب مقابل مشروعه هذا، مساعدات مالية للنيجر، إذا تبين "وول ستريت جورنال" أن "موجة من المساعدات المالية المتدفقة من الدول الأوروبية جعلت النيجر البلد الذي يملك أكبر نصيب للفرد من مساعدات الاتحاد الأوروبي على مستوى العالم".

وزار قادة غربيون بما في ذلك المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الدولة الأفريقية مقدمين تعهدات بالشراكة والاستثمار.

وكشفت "وول ستريت جورنال" أن صندوق التنمية الأوروبي خصص في العام الماضي مليار دولار للنيجر يتم تقديمها على مراحل حتى عام 2020، إذ تم ضخ 75% من الأموال المخصصة للنيجر مباشرة في ميزانية الدولة بدلًا من المنظمات غير الحكومية.

وتوضح الصحيفة أن تلك الأموال تذهب لشراء مركبات الطرق الوعرة والدراجات النارية والهواتف التي تعمل بالأقمار الصناعية لصالح قوات الأمن في النيجر، إضافة إلى البنية التحتية والتكنولوجيا الجديدة على طول الحدود وبرامج التنمية في جميع أنحاء البلاد.

مخاطر

ورحبت القوى الغربية باستراتيجية تحويل النيجر إلى "حصن إقليمي" ضد المتطرفين، لكن هذا يثير "مخاطر حقيقية"، بحسب الصحيفة.

وتوضح الصحيفة أن "صانعي السياسة الأمريكيين والأوروبيين أثنوا على الحكومة باعتبارها شريكًا جيدًا رحبت بالأفراد العسكريين الأجانب وخفضت تدفق المهاجرين بنسبة 90% تقريبًا منذ عام 2015، لكن السكان المحليين يخشون من أن يتم جر العاصمة إلى قلب صراع المنطقة".

وتقول الصحيفة إن "السكان المحليين والمنظمات غير الحكومية ونشطاء المعارضة يقولون إن الحكومة تستخدم الدعم الدولي لتحييد المعارضة واختلاس ملايين الدولارات من المساعدات، وهو ما تنفيه الحكومة".

وتتهم المعارضة المدعومة من منظمة العفو الدولية التي تُعنى بحقوق الإنسان، الرئيس محمدو إدريس يوسوفو، الذي يتولى السلطة منذ عام 2011، باعتقال النشطاء بشكل تعسفي، وبأنه ينفق المساعدات الغربية على تعزيز الحرس الرئاسي الخاص به.

لكن مسؤولين حكوميين يقولون إن "المعارضة تزرع المخاوف لتقويض شعبية الإدارة الأكثر استقرارًا في المنطقة"، بحسب الصحيفة.

وإزاء ذلك كله، تسود توقعات متزايدة من احتمالية وقوع انقلاب، وهو أمر شهده البلد أكثر من الانتخابات الديمقراطية.

وطالب رئيس جهاز الأمن في النيجر، محمد بازوم، الغرب بـ"زيادة المساعدات لمنع البلاد من الغرق بسبب التهديدات الأمنية الإقليمية"، وقال: "لقد أصبحنا بلدًا مفصليًا، مركزًا جيواستراتيجيًا، لكنه كارثة بالنسبة لنا. نحن معروفون بأرض الإرهاب وتهريب المهاجرين".

وتسيطر الجماعات المتشددة بما في ذلك تنظيما داعش والقاعدة، على مساحات من الأراضي حول مدينة غاو الشمالية، على الحدود مع مالي.

وعلى طول الحدود الجنوبية مع نيجيريا، تنفذ جماعة بوكو حرام المتجددة هجمات مكثفة ضد قوات الأمن، بما في ذلك حول مدينة ديفا حيث يتمركز العشرات من الجنود الأمريكيين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com