بعد نجاحه في الهروب من السجن بتركيا.. ماذا قال ضابط "ناتو" عن يوميات "سجناء الانقلاب"؟
بعد نجاحه في الهروب من السجن بتركيا.. ماذا قال ضابط "ناتو" عن يوميات "سجناء الانقلاب"؟بعد نجاحه في الهروب من السجن بتركيا.. ماذا قال ضابط "ناتو" عن يوميات "سجناء الانقلاب"؟

بعد نجاحه في الهروب من السجن بتركيا.. ماذا قال ضابط "ناتو" عن يوميات "سجناء الانقلاب"؟

كشف موقع "فوكس نيوز" أنه وبعد محاولة الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا، تعرض العديد من الناس للسجن أو الطرد من وظائفهم؛ بحجة دعمهم للانقلاب أو مساندته أو حتى إهانة الرئيس التركي أو غيرها من التهم والادعاءات، مؤكدًا أن بعض المعتقلين قد تمكنوا من الهرب من هذا الظلم والاستبداد.

وقال الموقع: إن سبب صمت هؤلاء مرده الخوف حتى لا تطالهم يد أردوغان حتى وهم خارج تركيا، غير أن جعفر الذي تعرض لحصة من هذا الظلم، قرر الخروج عن صمته ورواية قصته وقصة من كان معه.

فقد توقف "جعفر توبكايا" عن عدّ الأيام التي قضاها في السجن على مذكراته بعد مرور الأسبوع السادس على احتجازه، مدركًا بأنه لن يعود إلى المنزل في أي وقت قريب.

وكالعديد ممن ألقي القبض عليهم في ضوء الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا قبل سنتين، فإن ضابط البحرية جعفر (42 عامًا)، اعتقد أنه سيتمكن من إثبات براءته ببساطة في المحكمة، ولكن بعد أسابيع من النوم على أرض الزنزانة، بدون طعام كافٍ ودون أن يعرف ما هي التهم الموجهة إليه، قال "إنه فهم حينها بأن الأمور انقلبت ضده".

وأضاف: "بعد 39 يومًا فقدت الأمل، لقد كنت أرتدي أربعة أزواج من الجوارب ومع ذلك أشعر أن قدميّ في دلو مليء بالثلج".

ويذكر أنه من النادر لضباط الجيش المتهمين بدعم الانقلاب التحدث للعلن، وقال توبكايا: "وقتها فكرت في المسجونين في تركيا. لا يمكنهم التقاء الصحافة، بل لا يمكنهم حتى لقاء محاميهم. لذا ليس لديهم أي طريقة لرواية قصتهم بحرية، الأمور التي يتعرضون لها، لذا شعرت بالمسؤولية للتحدث عنهم ورواية قصتهم وقصتي".

كان "توبكايا" يعمل كضابط تركي في حلف الناتو في بروكسل، حين انتشرت أخبار الانقلاب العسكري ضد رجب طيب أردوغان، التي مات خلالها 250 شخصًا في يوليو/ تموز 2016.

وألقى أردوغان باللوم على الداعية المسلم فتح الله غولن، وهو حليف سابق يعيش في المنفى في الولايات المتحدة الأمريكية، ومنذ ذلك الحين، تم طرد أكثر من 130 ألف شخص من وظائفهم العامة. واعتقال أكثر من 77 ألفًا بزعم ارتباطهم بشبكة غولن أو الانفصاليين الأكراد، من بينهم نواب، قُضاة، مدعون عامون، عناصر جيش، شرطة وصحفيون.

الاعتقالات تستمر والمحاكم غارقة

وقال "توبكايا"، الذي لا يدعم أيًا من أردوغان أو غولن، ولكنه يقف وراء المبادئ العلمانية للأب مؤسس تركيا المعاصرة مصطفى كمال أتاتورك، بأنه علم وبشكل كامل عن المزاعم التي اتهم بها بعد مرور 11 شهرًا على محنته.

حيث ورد في لائحة الاتهام بأن الأب لثلاثة أطفال متهم بإهانة أردوغان ومسؤولين حكوميين على موقع التواصل الاجتماعي تويتر.

وأشار "توبكايا"، ضاحكًا، إلى أن حسابه على تويتر استمر في نشر التغريدات حتى حينما كان في السجن دون اتصال بالإنترنت، مما يعني أن الحساب كان قد تعرض للسرقة أو الاختراق.

وأشارت لائحة الاتهام أيضًا إلى أنه استخدم تطبيق بايلوك للمراسلة، الذي تقول السلطات إن المخططين للانقلاب استخدموه للتواصل فيما بينهم، وإنه كان يعمل لصالح حلف الناتو.

ورغم أن تركيا حليف قديم في الناتو، وهي ترسل مئات الأتراك للعمل في المقر الرئيسي للناتو، إلا أن الموالاة لحلف الناتو الذي تنتمي له تركيا أو الغرب باتت تهمة هذه الأيام، على حد تعبير توبكايا.

سجون مكتظة وأمة منقسمة

وحين قام فريق مراقبة من الأمم المتحدة بزيارة السجن، تم إعطاء نزلاء السجن مرتبة ثانية، والتي قال توبكايا حينها بأنه شعر "كأنه ينام في جناح فندقي" بالمقارنة مع حاله قبل ذلك.

وحين تم الاستفسار عن قضية توبكايا، أجاب مسؤول تركي دون الإفصاح عن اسمه بأنه وتماشيًا مع قوانين الحكومة: "نرفض التعاون مع جماعة غولن ولا نجد أنه من الضروري الرد على مزاعمهم".

وفي تصريح صدر في ديسمبر/ كانون الأول 2016، وبعد زيارة العديد من السجون التركية، قال مبعوث الأمم المتحدة "نيلز ميلزر" بأن الأحوال في السجون كانت مقبولة إجمالًا، إلا أنها مكتظة بالسجناء.

وأشار إلى احتجاج السجناء على "درجات الحرارة المتجمدة" في أحد السجون دون توفر تدفئة، و"المزاعم الكثيرة لتعرضهم للتعذيب وغيرها من التعاملات السيئة".

وكانت منظمة العفو الدولية، التي تعمل في مجال حقوق الإنسان، قد أصدرت تقارير مكثفة عن حالات الاعتداء والتعذيب المرتبطة بالانقلاب. وكانت أكثر عمليات التعذيب قساوة مخصصة لعناصر الجيش المعتقلين.

إلا أن "توبكايا" أنكر تعرضه للتعذيب، لكنه تحدث لبعض السجناء الذين قالوا بأنهم تعرضوا لذلك. وتصر الحكومة التركية على أن سياستها ترفض التعذيب تمامًا، وتقدّم كل من يمارس التعذيب للعدالة.

وفي فبراير/ شباط العام الحالي، وبعد 16 شهرًا من خداع توبكايا للقدوم إلى أنقرة من قبل القادة بحجة "اجتماع عاجل" واحتجازه، أعطاه قاضٍ حكم إطلاق السراح المشروط؛ بسبب تأخر الادعاء العام في تقديم الأدلة في قضيته، وكان عليه مراجعة الشرطة مرة كل أسبوع.

رحلة الهروب

وكانت قد تمت مصادرة جواز سفره الدبلوماسي، ولكنه احتفظ بجواز السفر العادي والذي كان صالحًا لعدة شهور أخرى، فقرر استخدامه. حيث هرب أولًا إلى اليونان بعد أسابيع قليلة، وبحلول شهر مارس/ آذار كان قد وصل إلى بلجيكا التي كانت زوجته وأطفاله فيها بوضع لجوء.

وهنا قال: "كان الأمر كالعودة إلى الحياة بعد الموت، في الأيام الأولى لم نتمكن من التحدث كثيرًا. كنا ننظر فقط إلى وجوه بعضنا ونضحك، وأحيانًا نبكي".

ورغم ذلك، فإن شقيق توبكايا في تركيا ووصفه بالخائن، قام بالتقدم بطلب لتغيير اسم العائلة، وفقًا لوسائل إعلام تركية.

وكان أخوه قد سُرح من الخدمة بعد أن كان يعمل في البحرية؛ بسبب ارتباطه العائلي مع توبكايا، وقام بشن معركة قانونية لإعادة توظيفه، بحسب تقارير إعلامية.

وقال توبكايا بهذا الخصوص: "إنها بمثابة صورة لما يحصل في تركيا. العديد من العائلات قد تفرقت وانشقت عن بعضها بنفس الطريقة. ما زلت أحبه. أتمنى له ولباقي الأمة أن يستفيق يومًا ما من حلمه وسنتعانق ثانية".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com