مع اشتداد وطأة العقوبات الاقتصادية.. الإيرانيون يشعرون بأنهم "مساجين" داخل بلادهم‎
مع اشتداد وطأة العقوبات الاقتصادية.. الإيرانيون يشعرون بأنهم "مساجين" داخل بلادهم‎مع اشتداد وطأة العقوبات الاقتصادية.. الإيرانيون يشعرون بأنهم "مساجين" داخل بلادهم‎

مع اشتداد وطأة العقوبات الاقتصادية.. الإيرانيون يشعرون بأنهم "مساجين" داخل بلادهم‎

قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن الشعب الإيراني يشعر بالعزلة؛ خاصة مع إعادة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض العقوبات التي تهدف إلى فصل إيران اقتصاديًا عن العالم.

وأشارت الصحيفة إلى تضاعف أسعار تذاكر السفر إلى الوجهات الأجنبية التي يفضلها المسافرون الإيرانيون لثلاثة أضعاف ما يجعل الهروب من الأزمات الاقتصادية والسياسية الساحقة أمرًا بعيد المنال لغالبية الناس.

وأضافت الصحيفة أن الارتفاع الحاد في تكاليف السفر جوًا، نتيجة القيود المفروضة على التعامل بالدولار، يضيف المزيد إلى خيبة الأمل التي يشعر بها العديد من الإيرانيين الذين استمتعوا بفترة قصيرة من التفاؤل في أعقاب الاتفاق النووي لعام 2015 عندما ارتفعت السياحة إلى العواصم الإقليمية والأوروبية بعض الوقت مع بدء إيران في التخلي عن وضعها المنبوذ.

ولكن الآن تزداد معاناة الإيرانيين في بلدهم مع انهيار العملة وارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل حاد ونفاد بعض الأدوية المستوردة، كما أصبح من الصعب للغاية الحصول على الصحف؛ وهذا الأمر بالنسبة للعديد من الإيرانيين يعتبر شعورًا مألوفًا وغير مرحب به في الوقت نفسه.

وأدى الركود الاقتصادي والتضخم المرتفع والغضب من الفساد الحكومي إلى اندلاع الاحتجاجات في أوساط الطبقة العاملة الإيرانية على مدار هذا العام.

ومع اشتداد وطأة العقوبات الاقتصادية التي تم إعادة فرضها قبل أسبوعين فمن المتوقع امتداد الشعور بالاستياء إلى الطبقات المتوسطة والعليا في إيران.

صعوبة السفر

وقالت الصحيفة إنه ابتداءً من عام 2012 بدأت العديد من الدول مثل تركيا وجورجيا وصربيا وروسيا وأذربيجان تسهيل إجراءات زيارة الإيرانيين، وانضموا إلى بلدان آسيوية مثل تايلند وماليزيا بتقديم السفر بدون تأشيرة أو تأشيرة عند الوصول للإيرانيين مما ساهم في شعور الإيرانيين بأن عزلة الجمهورية الإسلامية لم تعد تعاقب الناس العاديين.

وبعد توقيع الاتفاق الدولي في عام 2015 الخاص بالبرنامج النووي الإيراني بدأت شركات الطيران الأجنبية مثل الخطوط الجوية البريطانية والخطوط الجوية الفرنسية وشركة الخطوط الجوية الملكية الهولندية KLM في الطيران إلى طهران وبالتالي جلبت معها السياح الأجانب إلى البلاد ما عزز الاقتصاد المحلي.

ولكن الارتفاع الأخير في تكاليف السفر الجوي يغلق أبواب إيران مرة أخرى أمام العالم حيث توقف شركات الطيران الكبرى الآن رحلاتها إلى إيران فقد أعلنت الخطوط الجوية البريطانية وشركة الخطوط الجوية الفرنسية يوم الخميس أنها سوف تنهي رحلاتها المباشرة إلى طهران في الشهر المقبل، ويأتي هذا بعد قرار مماثل من قبل شركة الخطوط الجوية الملكية الهولندية الشهر الماضي.

ويأتي ذلك على رأس حظر السفر الذي فرضه الرئيس ترامب والذي يقضي بمنع المواطنين الإيرانيين من دخول الولايات المتحدة، وأصبح العديد منهم غير قادرين الآن على زيارة أقاربهم في المجتمعات الإيرانية الكبيرة في الولايات المتحدة ويشكو آخرون من أن وصمة العار التي يفرضها الحظر الأمريكي تزيد صعوبة دخولهم إلى بعض البلدان الأوروبية.

فشل القيادة

مع خسارة الريال الإيراني أكثر من نصف قيمته فيما يبدو بين ليلة وضحاها فإن الإيرانيين يلقون باللوم بشكل متزايد على قيادة البلاد لفشلها في حمايتهم من تداعيات العقوبات الاقتصادية التي أعادت إدارة ترامب فرضها بعد الانسحاب من الاتفاق النووي في مايو الماضي.

وقال أحد سكان طهران في الثلاثينيات من عمره وطلب عدم ذكر اسمه خوفًا من انتقاد النظام علنًا: "نحن في أزمة بسبب الحكومة والناس لا يثقون في الحكومة".

ومثل غيره من الناس لم يعتقد هذا الشخص أن حالة اليأس المتزايدة ستؤدي إلى اندلاع مظاهرات واسعة يمكن أن تزعزع استقرار الحكومة والمؤسسة الدينية ولكنه قال إن الصعوبات لن تؤدي إلا إلى شعور الطبقة الوسطى الإيرانية "بأنها مسجونة في البلاد".

وعلى غرار البعض الآخر في البلاد كانت لديه خطط لزيارة تركيا في شهر سبتمبر ولكنه ألغاها عندما ارتفعت أسعار التذاكر.

الأرقام الرسمية عن السفر الإيراني غير متوقعة لبضعة أشهر أخرى، ولكن وفقًا للخبراء فقد كان تأثير الزيادة في أسعار التذاكر فوريًا.

وبالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي فقد انخفض عدد الحجوزات من إيران إلى الوجهات الأجنبية إلى النصف، وفقًا لما ذكره ماجد نجاد ، صاحب إحدى أكبر وكالات السفر في إيران.

وقال نجاد إن معظم شركات الطيران تطلب الدفع بالدولار الأمريكي، كما أن الانخفاض الحاد في قيمة سعر صرف الريال جعل الحصول على الدولارات خارج قدرة معظم الإيرانيين.

وأوضح نجاد أن شركات الطيران الأوروبية مثل لوفتهانزا ردت على التقلبات الكبيرة في قيمة الريال بالاستغناء عن أرخص التذاكر سعرًا في مقصورتها الاقتصادية.

وأضاف: "هناك حالة من الاستياء داخل البلاد"، مضيفًا أن العديد من المسافرين يشعرون بالإحباط من حكومتهم بسبب سوء إدارة الاقتصاد ومن الولايات المتحدة لانسحابها من الاتفاق النووي مع إيران. الناس أكثر حرية في السفر خارج البلاد، ولكن لا أحد لديه المال للذهاب. يرى الناس أن قوتهم الشرائية انخفضت بمقدار النصف".

ولا توجد ثمة انفراجة في المستقبل بالنظر إلى الجولة الجديدة من العقوبات الأمريكية التي تستهدف تصدير النفط الأكثر أهمية في إيران والمقرر أن يبدأ سريانها في نوفمبر القادم.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com