سلوك حكومة أردوغان تجاه المكون الكردي يشعل نيران النعرات الإثنية في تركيا
سلوك حكومة أردوغان تجاه المكون الكردي يشعل نيران النعرات الإثنية في تركياسلوك حكومة أردوغان تجاه المكون الكردي يشعل نيران النعرات الإثنية في تركيا

سلوك حكومة أردوغان تجاه المكون الكردي يشعل نيران النعرات الإثنية في تركيا

تلوح بالأفق في تركيا نُذر باشتعال النعرات الإثنية والعرقية، إثر مطالبة شبكات فضائية موالية للحكومة، ومحسوبة على التيارات القومية المتشددة المتحالفة معها والأجهزة المعنية، بتعقب هاشتاغات على مواقع التواصل الاجتماعي، تصف التواجد العسكري التركي في الشمال السوري بالاحتلال ومعاقبة القائمين عليها بتهم التحريض على الإرهاب.

وبدا حزب الشعوب الديمقراطية الموالي للأكراد " استثناءً  من إجماع وطني ضد عقوبات واشنطن، التي طالت وزيرين تركيين" إذ امتنع نوابه بالبرلمان عن المشاركة في بيانات شجب وإدانة الممارسات الأمريكية العدائية ضد تركيا، وهو ما يستوجب العقاب الرادع والحاسم بحسب مراقبين.

في المقابل لم يول الحزب وكوادره في أنحاء البلاد أهمية تذكر لتلك التهديدات، بل راح أنصاره يلصقون منشورات على الجدران، خاصة في المحافظات ذات الغالبية الكردية -لكن سرعان ما تمت إزالتها من قبل رجال الأمن فور اكتشافها- تظهر ما وصفوه " بالفظائع التي يرتكبها جيش الاحتلال ضد النساء والأطفال  في عفرين تحديدًا".

وحذرت قيادات الحزب من المحاولات الدؤوبة الساعية إلى تتريك طابع الحياة في المدينة، مستدلة على ذلك "بالخطوات الممنهجة لطمس هويتها وتغيير الأوضاع الديمغرافية فيها بتوطين مقاتلي المعارضة الجهادية وأسرهم فيها".

فبعد قرابة أربعة أشهر من انتزاع سيطرة قوات تدعمها أنقرة، على أجزاء من شمال سوريا كانت في قبضة وحدات حماية الشعب الكردية المسلحة، فإن كافة الشواهد تشير إلى تمدد تركيا ونفوذها في كل مكان، من المشروبات الغازية التي تباع في أشباه متاجر إلى الوجود الكثيف لقواتها الأمنية في الشوارع.

ولم يعد خافيًا على القاصي والداني يقول مؤيدون للمكون الكردي في تركيا "إن السلطات التي يقودها الأكراد في بعض مناطق شمال سوريا، التي كانت من ضمنها عفرين، تعتبر تركيا قوة غازية ولا بد من محاربتها".

يأتي هذا بالتزامن مع ما شهدته ــ وتشهده بين الحين والآخر ــ جامعات ومدارس ثانوية وحافلات نقل بين الأقاليم من مشاجرات واشتباكات، تارة لإصرار البعض على الحديث باللغة الكردية مقابل معارضة آخرين، وأخرى عندما يشن مواطنون أكراد هجومًا قاسيًا ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالقول إنه "يقود حرب إبادة ضد شعبهم".

أصوات علمانية حملت الأمن  مسؤولية سكب الزيت، ووفقًا لما ذهب إليه الخبير السياسي ظافر يوروك، فهناك "مجموعات شبه عسكرية تابعة لحزب العدالة والتنمية مدعومة من الشرطة، أصبحت أدوات للقمع منذ محاولة الانقلاب الفاشلة منتصف حزيران/يوليو العام قبل الماضي، ما دفع تركيا في اتجاه أن تصبح دولة بوليسية"، خاصة أن استخدام اللغة الكردية في الأحاديث اليومية ليس في جنوب البلاد فحسب، بل داخل المدن الكبرى كأنقرة واسطنبول بات مألوفًا خلال السنوات القليلة الماضية في سياق ثقافة التنوع واحترام الآخر.

ويؤكد نائب بحزب الشعب الجمهوري المعارض أن السبب الأساس يعود إلى أن حزب الحركة القومية أصبح يريد المكافأة على دوره الفاصل في الانتخابات الرئاسية، الذي حسم فوز الرئيس رجب طيب أردوغان، وها هي حكومته وأذرعها تمعن في حصار الكرد بالداخل وفيما وراء التخوم في الشمال السوري.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com