صحيفة: صفقة سرية بين إسرائيل وروسيا تضمن بقاء الأسد في الحكم
 صحيفة: صفقة سرية بين إسرائيل وروسيا تضمن بقاء الأسد في الحكم صحيفة: صفقة سرية بين إسرائيل وروسيا تضمن بقاء الأسد في الحكم

 صحيفة: صفقة سرية بين إسرائيل وروسيا تضمن بقاء الأسد في الحكم

كشفت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن صفقة سرية بين موسكو و"تل أبيب" بشأن سوريا، بمقتضاها امتنعت الأخيرة عن زعزعة الأوضاع في جارتها الشمالية، وحرصت على استقرار نظام بشار الأسد في دمشق، فيما أعطت موسكو الضوء الأخضر للجيش الإسرائيلي للمضي بمكافحة الوجود الإيراني في سوريا، دون أن تحرك ساكنًا لحماية واحدة من حلفاء النظام، الذي يفترض أنها تدخلت عسكريًا لحمايته.

وطبقًا للمحلل السياسي الإسرائيلي أريئيل كاهنا: "لم يُعلن إطلاقا عن تفاصيل وبنود هذه الصفقة، ولم يُسمها أي من أطراف المعادلة باسمها، بيد أنه أشار إلى أنها تقوم على مصلحة متبادلة بين الروس والإسرائيليين، بمقتضاها امتنعت الأخيرة عن الانضمام للمواقف الغربية الداعية لإسقاط نظام بشار الأسد في دمشق، كما امتنعت عن تسليح المنظمات الإرهابية، بحسب الوصف الذي يطلقه عليها الروس والسوريون، فيما لا تراهم الدولة العبرية على هذه الشاكلة".

وحسب الكاتب الإسرائيلي، فإن "إسرائيل كانت قادرة بالفعل على تغيير المعادلة من خلال زعزعة الأوضاع في سوريا، سواء عبر تسليح الميليشيات المعارضة أو من خلال توجيه ضربات مباشرة لمؤسسات السلطة في سوريا، لكنها قررت عدم التصدي للهدف الاستراتيجي الخاص بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو ضمان بقاء نظام الأسد على رأس الحكم في سوريا".

في المقابل، منح الروس إسرائيل حرية تامة لضرب أهداف إيرانية في سوريا، ما وفر لها المجال لشن قرابة 2000 هجوم عسكري طبقًا لبعض التقارير، لكن كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يخوضا إطلاقًا في الثمن الذي تكلفه الصفقة، وهي الصفقة التي يبدو أنها مازالت متماسكة ولم تتضرر منذ دخول القوات الروسية إلى سوريا في أيلول/سبتمبر 2015 بينما تشير الصحيفة إلى كونها أمام اختبار في الوقت الراهن.

مرحلة الاختبار

وحول بلوغ الصفقة الروسية الإسرائيلية مرحلة الاختبار، ترى الصحيفة أن "المصالح الروسية الحالية تتعلق بإعادة الاستقرار إلى سوريا، لكن وبشكل متناقض من يهدد هذه الرؤية حاليًا هي إسرائيل نفسها، بيد أن إيران أيضًا من بين عوامل تهديد الرؤية الروسية بشأن استقرار سوريا".

ولا تريد إيران الانسحاب من سوريا وتسعى في المقابل لتحويل هذا البلد إلى منطلق لشن هجمات ضد إسرائيل، بالتالي يصبح الهدوء صعب المنال، ويصبح الروس في موقف انزعاج.

ولا تبدي إسرائيل استعدادًا للتسليم بترسيخ أقدام إيران في سوريا وتعلن أنها ستتصدى لذلك وستتحمل الثمن، وتؤكد بالقول والأفعال أن الهدوء في سوريا بهذه الشروط مازال بعيد المنال، وتصر على هذه السياسات وتجسدها إلى واقع تمثّل أخيرًا في إسقاط مقاتلة تابعة لنظام الأسد، ومن ثم تجعل من مسألة الاستقرار في سوريا أمرًا بعيد المنال.

ويذهب الكاتب الإسرائيلي بالقول إلى أن "تلك هي المشكلة التي تواجه الروس حاليًا، فالتوازن الذي تماسك منذ بدء الحرب السورية ينتهك، على الرغم من التقدير المتبادل بين نتنياهو وبوتين، ما يعني مخاطرة بما تحقق من إنجازات حتى اليوم، وفي وقت لا يضع الروس في الحسبان إطلاقًا أنهم قد يصطدمون عسكريًا بإسرائيل، وفي وقت لا تريد فيه إسرائيل ذلك أيضًا".

ويختم الكاتب قائلًا: "تدرك موسكو أنه في حال لم تلب المتطلبات الإسرائيلية ولم تبعد الإيرانيين عن سوريا، فإنها لن تتمكن من المضي باتجاه المرحلة التالية، أي إنهاء الحرب في سوريا"، مشيرًا إلى أن "تلك هي الصفقة التالية التي تحاول موسكو أن تحيكها دون أن تحرز نجاحًا حتى الآن".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com