ماي تصف أمريكا بـ"أعز صديق".. وترامب يشكك في خططها لترك الاتحاد الأوروبي
ماي تصف أمريكا بـ"أعز صديق".. وترامب يشكك في خططها لترك الاتحاد الأوروبيماي تصف أمريكا بـ"أعز صديق".. وترامب يشكك في خططها لترك الاتحاد الأوروبي

ماي تصف أمريكا بـ"أعز صديق".. وترامب يشكك في خططها لترك الاتحاد الأوروبي

توجهت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بطلب محدد إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من أجل التوصل إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة عقب خروج بلادها من الاتحاد الأوروبي، وذلك خلال أول زيارة له لبريطانيا يوم الخميس.

يأتي ذلك بعد ساعات قليلة فقط من تشكيك ترامب في خطط ماي الخاصة بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي.

وفي استحضار لروح ونستون تشرشل لدى تحدثها إلى ترامب ومسؤولي الشركات في مسقط رأس أحد قادة الحرب العالمية الثانية، أشادت ماي بالصداقة بين الحليفين الوثيقين متجاهلة تعليقات ترامب بأنه ذاهب إلى "بقعة ساخنة"، في ظل الاضطرابات التي تشهدها بريطانيا بسبب الانسحاب من التكتل الأوروبي.

وخارج قصر بلينهايم، قرب أوكسفورد إلى الشمال الغربي من لندن، اصطف ألفا متظاهر على الطريق وأطلقوا صيحات الاستهجان قبل وصول ترامب، وذلك في واحد مما يربو على 100 احتجاج تتوقع الشرطة أن يجري تنظيمها خلال زيارته التي تستغرق 4 أيام.

وبعد وصوله بطائرة هليكوبتر، وقف ترامب إلى جانب ماي على البساط الأحمر على درج قصر بلينهايم بينما عزفت فرقة عسكرية من حرس الجيش البريطاني السلام الوطني للبلدين.

وداخل جدران القصر الذي يعود للقرن الثامن عشر، لم تتحدث ماي سوى بعبارات دافئة، واصفة بريطانيا والولايات المتحدة بأنها "ليستا فقط أوثق حليفين وإنما أعز صديقين".

وقالت ماي لترامب في عشاء على شرفه حضره وزراء كبار ونحو 100 رئيس تنفيذي من شركات بينها مجموعة بلاكستون وبلاكروك ودياجيو ومكلارين: "سيدي الرئيس، السير ونستون تشرشل قال ذات مرة: أن تكون الولايات المتحدة إلى جانبك فهذا بالنسبة لي الفرحة الكبرى".

وأضافت في مقتطفات صدرت مسبقًا: "روح الصداقة والتعاون بين بلدينا وزعيمينا وشعبينا.. هذه العلاقة الخاصة جدًا.. لها تاريخ طويل يبعث على الفخر. والآن، ونيابة عن شعبينا، فلنعمل معًا من أجل بناء مستقبل أكثر رخاء".

وبعد قمة حلف شمال الأطلسي التي أثار فيها ترامب أزمة لحمل الحلفاء على زيادة إنفاقهم الدفاعي، شكك ترامب في خطط ماي للخروج من الاتحاد الأوروبي، مكررًا تصريحات له في وقت سابق هذا الأسبوع وصف فيها بريطانيا بأنها تشهد اضطرابات.

وتتزامن زيارة ترامب مع أسبوع عاصف بالنسبة لماي بعد أن استقال اثنان من أكبر الوزراء في حكومتها احتجاجًا على خططها للتجارة مع الاتحاد الأوروبي بعد انسحاب بريطانيا في آذار/ مارس المقبل.

وقال ترامب في مؤتمر صحفي قبل أن يغادر إلى لندن: "أنا ذاهب إلى بقعة ساخنة جدًا الآن؟ بها كثير من الاستقالات".

وبعد عامين من الخلافات منذ صوّت البريطانيون لصالح مغادرة الاتحاد الأوروبي في استفتاء عام 2016، وافقت الحكومة البريطانية الجمعة الماضية على خطة "مؤيدة للأعمال" طرحتها ماي للانسحاب، من شأنها أن تبقي بريطانيا في منطقة تجارة حرة للسلع مع الاتحاد، وسيتعين على لندن بموجبها أن تتبنى بعض قواعد التكتل.

ووصف بعض أنصار الانسحاب، الخطة بأنها "خيانة" بما في ذلك نواب من حزبها المنقسم على نفسه بشده والذين هددوا بتغيير في القيادة.

وقال ترامب: "الناس صوتت لصالح الانسحاب، لذلك أتخيل أن هذا ما سيفعلونه. لكن ربما هم يأخذون طريقًا مختلفًا قليلًا، لذلك لا أعرف ما إذا كان ذلك هو ما صوتوا من أجله".

وردًا على سؤال عن تعليقات ترامب، اكتفت ماي بالقول إنه يعبر عن أمنياته للشعب البريطاني.

فرصة لم يسبق لها مثيل

ولطالما كان ترامب مؤيدًا لانسحاب بريطانيا من الاتحاد، وعبر عن تأييده لإبرام اتفاق شامل للتجارة مع بريطانيا بعد انسحابها من التكتل، وهو أمر يعتبره أنصار الانسحاب واحدًا من أهم منافع الخروج.

وفي خطابها بقصر بلينهايم، عددت ماي الروابط التجارية القائمة، قائلة إن أكثر من مليون أمريكي عملوا بشركات مملوكة لبريطانيا، وإن المملكة المتحدة أكبر مستثمر في الولايات المتحدة.

وقالت: "الآن وبينما نستعد لمغادرة الاتحاد الأوروبي فإن لدينا فرصة لم يسبق لها مثيل لفعل المزيد".

وأقيم سياج معدني مرتفع حول مقر إقامة السفير الأمريكي في وسط لندن، حيث سيمضي ترامب الليل، وأصدرت السفارة تحذيرًا للأمريكيين في لندن لتجنب الخروج في حالة حدوث أعمال عنف خلال الاحتجاجات.

وقرر أكثر من 50 ألف شخص التظاهر في لندن يوم الجمعة، ويعتزم المحتجون إطلاق بالون كبير فوق البرلمان يمثل ترامب في هيئة طفل رضيع غاضب.

وسيجري ترامب وماي محادثات في تشاكرز، مقر الإقامة الريفي الرسمي لرئيسة الوزراء الذي يعود للقرن السادس عشر. وستركز المحادثات على روسيا والشرق الأوسط والتجارة وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وبعد محادثاته مع ماي سيتوجه ترامب إلى قلعة وندسور لاحتساء الشاي مع الملكة إليزابيث (92 عامًا). وعندما يغادر بريطانيا يوم الأحد، بعد زيارة لإسكتلندا حيث يملك منتجعين للجولف، سيتوجه ترامب إلى العاصمة الفنلندية هلسنكي لعقد قمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com