هل تنجح ميركل المحاصرة في الهروب من موجة التمرد المتصاعد ضدها؟
هل تنجح ميركل المحاصرة في الهروب من موجة التمرد المتصاعد ضدها؟هل تنجح ميركل المحاصرة في الهروب من موجة التمرد المتصاعد ضدها؟

هل تنجح ميركل المحاصرة في الهروب من موجة التمرد المتصاعد ضدها؟

هيمنت أنجيلا ميركل على قمة الاتحاد الأوروبي على مدى 13 سنة مضت، بسبب قوتها، لكن المستشارة الألمانية ستكون، يوم الخميس، في مركز الأضواء ببروكسل، في حالة ضعف هذه المرة، وفقًا لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.

ويعد هذا تحولًا صارخًا في مسيرة ميركل، صانعة القرار السياسي في الاتحاد الأوروبي خلال معظم فترات القرن الحادي والعشرين، حيث ستدخل المستشارة اجتماعها الـ 75 لرؤساء حكومات الاتحاد الأوروبي مع ترجيح أنه سيكون الأخير بالنسبة لها.

الحلفاء الأوروبيون

تأمل ميركل المحاصرة في الداخل من قِبل شركاء الائتلاف المتمردين، فيما يطوقها في الخارج الشعبويون المتعسّرون، أن يساعدها الحلفاء الأوروبيون في العثور على طريق للهروب، على الرغم من أن المتعاطفين معها أنفسهم يتساءلون "عما إذا كان بإمكانهم ضمان بقائها؟".

وقال أحد مستشاري رئيس وزراء الاتحاد الأوروبي، وفق الصحيفة البريطانية: "لا أريد أن أتنبأ بالنهاية، فالبعض سيقول: دعها تعاني وتسقط، لديها العديد من الأعداء الذين سيكونون سعداء برؤيتها ترحل دون أي شفقة، ولكن إذا فقدناها فسنكون في ورطة، ومشكلة حقيقية".

وتقول الصحيفة: إنّه "نادرًا ما أثارت المشاكل السياسية الداخلية التي تواجهها ميركل مثل هذا الظل الطويل على قمة الاتحاد الأوروبي".

 تجدر الإشارة إلى أن الخلاف الحاد حول اللجوء بين الحزب المسيحي الديمقراطي وحزبه الشقيق البافاري، وهو الاتحاد الاجتماعي المسيحي، قد جعل تحالفهما الذي دام قرابة السبعين على شفا الانهيار ويهدد بتفجير حكومتها بعد 3 أشهر فقط من تشكيلها.

ترحيل اللاجئين

إلى ذلك، فإن وزير الداخلية هورست سيهوفر، الذي يريد ترحيل اللاجئين المسجلين في دول الاتحاد الأوروبي الأخرى على الحدود الألمانية، وهو طلب رفضته ميركل، أعطاها "حتى نهاية الشهر للتوصل لحل شامل للقضية الأوروبية".

وتضيف "فايننشال تايمز"، أن "رمال أوروبا السياسية المتغيرة لا تبشر بخير بالنسبة للمستشارة، وليس لدى إيطاليا، التي يقودها نائب رئيس الوزراء الجديد ماتيو سالفيني، زعيم الرابطة اليمينية المتطرفة، حافز كبير لمساعدة السيدة ميركل، وخطّته المتشددة حول الهجرة تعكس رؤية زعماء الاتحاد الأوروبي الآخرين، مثل سيباستيان كورتز من النمسا وفيكتور أوربان من المجر".

وتابعت أن "كليهما عارض بشدة سياسة ميركل الليبرالية (الترحيب بالجميع) في ذروة أزمة اللاجئين في عام 2015".

وقال جيرالد كناوس، رئيس مبادرة الاستقرار الأوروبي، وهي مؤسسة فكرية: "ما يوحد هؤلاء السياسيين ليس قضية اللاجئين، بل نضالهم المشترك ضد أنجيلا ميركل".

ومع ذلك، يصر البعض على أن ميركل ستنجو من تلك الأزمة، رغم أنف القوات التي تستهدفها، حيث قال أليكس ستوب رئيس وزراء فنلندا السابق: "لا نقلل أبدًا من قدرتها على الخروج من المواقف الصعبة، فأنا لم أرَ قط أي شخص قادرًا على شق طريقه بالمفاوضات بمثل هذا الهدوء الذي تتمتع به ميركل".

صفقات ثنائية

وتهدف المستشارة إلى حل خلافها مع سيهوفر من خلال السعي إلى عقد صفقات ثنائية مع الدول المتأثرة بسياسته الجديدة، وفق الصحيفة البريطانية التي نقلت عن أحد كبار أعضاء الحزب الديمقراطي المسيحي قوله: إنّه "لكي تكون القمة ناجحة، فإنها تحتاج قبل كل شيء إلى التوصل لاتفاق مع الإيطاليين".

ومن شأن هذا الاتفاق أن يسمح لألمانيا بإعادة اللاجئين إلى إيطاليا إذا كانوا قد تقدموا بالفعل بطلب اللجوء هناك، وهذا يتماشى مع المبدأ الذي يُطلق عليه الاتحاد الأوروبي "دبلن"، والذي مفاده أنه يجب على طالبي اللجوء العودة إلى أول دولة تابعة للاتحاد الأوروبي قد وصلوا إليها.

مع ذلك، أوضحت إيطاليا خلال عطلة نهاية الأسبوع، أنها تريد إلغاء نظام دبلن تمامًا، حيث طالب، جوزيبي كونتي، رئيس الوزراء، بقطع الصلة بين "ميناء الإنزال الآمن" و"صلاحية فحص حقوق اللجوء".

وقال بيرت فان روزبيكي من مركز السياسة الأوروبية للأبحاث: "الإيطاليون يريدون التخلص من اللاجئين وليس الالتزام باستعادة المزيد، لكن هذا هو بالضبط المجال الذي يريد الاتحاد الاجتماعي المسيحي رؤية التقدم فيه".

حقبة ميركل

وتحتاج ميركل إلى الكثير من حسن النية من أجل التوصل إلى اتفاق يرضي شركاءها في الاتحاد، ولكن هناك الكثير من الأوساط التي تفتقر لهذه الصفة، حيث لا تزال بعض دول الاتحاد الأوروبي تشعر بالاستياء من طريقة فرض الاتحاد حصصًا إلزامية للاجئين على جميع الدول الأعضاء في سبتمبر 2015، وقد اعترفت ميركل هذا الشهر بأن القرار "لم يساهم في السلام السياسي" بأوروبا.

من جهتها، قالت سوسي دينيسون، من المجلس الأوروبي إنّه "إذا شعرت دول أخرى أننا سنصل إلى نهاية حقبة ميركل، فستكون أقل رغبة في منحها يد العون، خاصة إذا لم يعد ذلك عليهم بأي فوائد في الوطن".

ومع ذلك، فإن هناك قلة فقط من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ترغب حقًا في رؤية انهيار الحكومة الألمانية، وسوف يبذل البعض قصارى جهدهم لضمان نجاح السيدة ميركل في التغلب على الأزمة.

وقال أحد المشاركين في القمة إن زعيمه "سيبقى هناك لمدة 4 أيام إذا لزم الأمر، إذا كان مستقبل المستشارة على المحك".

وبالعودة إلى رئيس وزراء فنلندا السابق أليكس ستوب، فإنه قال إنّ "المجالس الأوروبية هي أفضل جلسات للعلاج النفسي في العالم، فجميع القادة يفهمون ماذا يعني أن يكونوا تحت ضغط داخلي، ويحاول جميعهم إيجاد حلول لبعضهم البعض، فهم يدركون أنه في المرة القادمة يمكن أن يكونوا هم من بحاجة إلى المساعدة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com