ماذا يعني أن زيارة العاهل الأردني الحالية لواشنطن هي الأخطر في تاريخ المملكة؟
ماذا يعني أن زيارة العاهل الأردني الحالية لواشنطن هي الأخطر في تاريخ المملكة؟ماذا يعني أن زيارة العاهل الأردني الحالية لواشنطن هي الأخطر في تاريخ المملكة؟

ماذا يعني أن زيارة العاهل الأردني الحالية لواشنطن هي الأخطر في تاريخ المملكة؟

أثار رئيس الوزراء الأردني الأسبق، طاهر المصري، موجة من التكهنات المتوجسة والغامضة، وهو يصف الزيارة الحالية للملك عبد الله الثاني بن الحسين إلى واشنطن بأنها "الأخطر" في التاريخ الأردني، بدعوى الانعكاسات المحتملة على القضية الفلسطينية والشعب الأردني.

زاد في أهمية وغموض هذا التقييم السياسي، كونه يصدر من شخصية أردنية معروفة بالوسطية والنأي عن الشعبوية والتهويل، وكون الحديث جاء مساء أمس في محاضرة له بجمعية الشؤون الدولية التي تضم في هيئتها سياسيين وعسكريين سابقين استقبلوا الرؤية والتحليل بجدّية تستدعي المتابعة.

هزة داخلية أطاحت بالحكومة

وتأتي محاضرة المصري في أعقاب هزة داخلية تمثلت باعتصامات اجتماعية، أطاحت بالحكومة التي كانت أقرت علاجات للأزمة الاقتصادية بتوسيع الجباية وزيادة الضغط على الطبقة الوسطى، والمجيء بحكومة جديدة رفعت كثيرًا من سقف التوقعات ووضعت نفسها تحت المراقبة الشعبية الحثيثة، بانتظار تنفيذ الإصلاحات وتقديم مشروع نهضوي يُحدث تغييرات ملموسة في مناهج العمل السياسي التقليدية.

طروحات طاهر المصري المتسمة بالغموض والتوجس، سبقتها طوال الأسابيع الماضية، مشاركات على مواقع السوشيال ميديا تفوقها في قوة التحذير وفي قتامة الرؤية المستقبلية. لكن ما عرضه المصري اكتسب قوة الصدمة من زاوية ما يتصف به صاحبها من موضوعية ونأي عن التهويل.

وفي الذي تضمنته الكلمة بالمحاضرة، تحذير من أن الدولة الأردنية أضاعت مفاتيحها، وإشارات اتهامية للحكومة السابقة بأنها استرسلت في الاعتداء على المواطنين وأموالهم، وأن الأردنيين أظهروا الضجر من القرارات والسياسات الحكومية التي تحاول إفقارهم ومعالجة كل المشكلات من خلال الاعتداء على جيوبهم.

كذلك اتهم المصري حكومات سابقة بأنها فوتت فرصة الإصلاح الذي كان يمكن أن يكون متدرجًا وعميقًا.

خطر جديد غير مسبوق

غير أن التوصيف الأكثر إثارة للتكهن في الذي عرضه المصري، وهو من أصول فلسطينية، قوله إن الدولة الأردنية ستواجه بعد الآن تحديات حقيقية لم تواجهها من قبل. ومن بينها أن الأردن سيكون في وضع سياسي "خطير وحرج وغير مسبوق" تجاه مجريات الملف الفلسطيني.

وبتقدير المصري أن ملف فلسطين سيغلق نهائيًا (بالمشروع الموصوف أنه صفقة القرن) وستفتح بدلًا منه ملفات وحلول أخرى يكون الأردن أساسًا فيها. فلا هو (الأردن) قابل بهذا الحل من حيث المبدأ، ولا هو قادر على حماية فلسطين وحده، ولا حل بدونه. ولذلك سيكون أمن الأردن الوطني معرضًا للخطر الجسيم في كل حالة من هذه الأحوال.

مطلوب شد أزر الملك

وفي هذا السياق الذي يتحدث عن المخاطر المستجدة على "الدولة الأردنية" والخيارات المحدودة للنظام، طالب المصري "بشد أزر الملك في مواقفه المعلنة حول حل القضية الفلسطيني" مضيفًا القول إن زيارة بنيامين نتنياهو وجاريد كوشنر الأخيرتين للأردن وكذلك العديد من قادة العالم، ما هي إلا أحداث تصبّ في هذا الهدف. مضيفًا أن "زيارة الملك إلى البيت الأبيض ستكون من أخطر الزيارات قاطبة، كما قال.

لا إشارة في البيانات الرسمية لموضوع الوصاية على المقدسات

يشار إلى أن البيانات الختامية التي صدرت عن القمة الأمريكية يوم أمس، جاءت متفاوتة في الذي صدر من البيت الأبيض، والذي أوردته وكالة الأنباء الأردنية الرسمية. الموجز الختامي التقليدي الذي يصدر عادة من البيت الأبيض جاء يوم أمس مقتضبًا، ولم يعرض لتفاصيل المجاملات التي تبادلها العاهل الأردني والرئيس الأمريكي في موضوع "دفء المساعدات". أما البيان الأردني فقد أسهب بالتفاصيل ومنها حديث الملك عن حل الدولتين، وعن أن القدس الشرقية هي العاصمة الفلسطينية في الحل المفترض.

كلا البيانين لم يتضمن أي إشارة إلى موضوع الرعاية الهاشمية للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وهو الموضوع الذي يوليه النظام الأردني أهمية قصوى، وقد أزعجه بشدة أن المستشار الرئاسي الأمريكي جاريد كوشنر كان أشار إلى أن الوصاية على القدس وما فيها، أضحت مسؤولية إسرائيلية، بعد الاعتراف الأمريكي بأنها (القدس) عاصمة لإسرائيل.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com